تعّرف على اميركا كما هي..!

مرصد طه الإخباري، كل هذه الاميركا التي تعيشون مشهديتها المتلاطمة الان ، خلقت من نطفة سرطانية قوامها مئة وخمسة مستوطنين وتسعة وثلاثون بحاراً أتو من انجلترا ليحتلوا ارض الغير ويطردوا سكانها الاصليين المتشكلين من نحو ٥٠٠ امة وشعب لهم دياناتهم وثقافاتهم ولغاتهم فيطمروها في اطار حرب ابادة شاملة ومن ثم يسمونهم “الهنود الحمر”…!

 

عار أميركا..آخر مذابح الهنود الحمر

 

ظل الأميركيون الأصليون (الهنود الحمر) يقاومون طيلة أربعة قرون زحف الأميركيين الأوروبيين ثم خارت المقاومة وانتهت تماما بعد مذبحة الركبة الجريحة عام 1890 التي وضعت حدا لحروب الهنود الحمر وأنهت عصر المواطنين الأصليين الذين كانوا يعيشون في البراري.

 

وأنقذت عاصفة ثلجية آخر فلول الهنود الحمر ممن تمكنوا من الهرب. وكانت جثث رفاقهم من قبيلة لاكوتا متناثرة على رقعة من الأرض يكسوها الجليد، وهي الآن أصبحت ما يعرف بساوث داكوتا حيث تعرض 150 على الأقل وربما مئات للرمي بالرصاص والضرب والتجمد حتى الموت.

 

هذه المعركة كانت آخر المعارك الكبرى التي خاضها الشعب الأصلي الذي كان في فترة من الفترات يشعر بالكبرياء، وهي معركة مثلت نقطة فارقة على صعيد الإجهاز على الروح المعنوية وتحطيمها في إطار تاريخ القهر الوحشي المستمر الذي يمكن وصفه بالإبادة الجماعية في بلاد تسمى الآن الولايات المتحدة الأميركية وتقدم نفسها بأنها قائدة العالم الحر ورائدة الديمقراطية.

 

عندما صادف المكتشف كريستوفر كولومبوس هؤلاء الناس أطلق عليهم اسم الهنود في العام 1492 نظرا لاعتقاده أنه اكتشف جزر الهند الغربية، حينها لم تكن حياتهم تشبه في كثير أو قليل حياة الناس من ذوي البشرة الحمراء في منطقة الغرب الأميركي كما ورد في القصص والروايات بعد ذلك بقرون. لكن الجياد التي جلبها الأسبان مكنت الشعوب الأصلية من الهيمنة على منطقة البراري وصيد الجاموس.

 

وشهد القرن التاسع عشر تدفق ملايين المهاجرين الأوروبيين في موجات متتالية إلى بلاد الهنود الحمر، وذلك في عملية استيلاء على الأراضي، وهي عملية كانت تحظى بدعم الحكومة الأميركية.

 

داستن هوفمان قدم فيلما عام 1970 قاد لتغير في النظرة السلبية للهنود الحمر

 

آخر انتصار

ونجحت قبيلة “سيوكس” الهندية في تحقيق آخر انتصار لها في العام 1876، لكن تفشي الأمراض وإدمان الشراب والحرب والصراعات القبلية -التي جلبها الرجل الأبيض- اضطرت المحاربين الذين كانوا لا يقهرون، واحدا تلو الآخر، إلى التقهقر إلى معازل قاحلة.

 

رغم ذلك قدر لروح المقاومة الهندية أن تستيقظ مرة أخرى في العام 1890 بفضل الحركة الدينية التي تسمى “رقصة الشبح”، حيث وعدت بإعادة القوة الروحية والبدنية لشعبها، وهو ما عدته السلطات الأميركية بمنزلة تمرد.

 

لذا أرادت السلطات اعتقال الزعيم الكبير “الثور الجالس” لدعمه للحركة، وأدى الشروع في اعتقاله إلى اندلاع معركة شرسة بالرصاص لقي خلالها 12 شخصا مصرعهم وعثر على جثة الثور الجالس ملقاة على التراب وقد اخترقت رصاصة رأسه.

 

بعدها بدا أن السلطات الأميركية فقدت أعصابها حيث أمرت بنزع سلاح جميع الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين. وفي 29 ديسمبر كانون الأول 1890 أقامت مخيما لهم في منطقة “الركبة الجريحة” وطلبت منهم تسليم أسلحتهم غير أن أحد الرجال رفض تسليم سلاحه الجديد باهظ الثمن (وينشستر) حسبما يروى. وحتى يومنا هذا لا يعرف على وجه الدقة سبب إطلاق الرصاصة الأولى أو من الطرف الذي أطلقها.

 

ورد الجنود على الفور مستهدفين المخيم بوابل من بنادقهم السريعة وجرى نصب أربعة مدافع سريعة الطلقات حول الموقع وقتل زعيمهم سبوتيد إلك الذي كان يشرف على الموت من شدة المرض في ذلك الوقت برصاصة في الرأس.

 

ولقي حتفه معه عدد من الرجال والنساء والأطفال يتراوح بين 150 و300 من الهنود الحمر، وإن كان العدد الدقيق أكبر و غير معروف. في تلك المعركة قتل زهاء 25 جنديا غالبيتهم حسبما يعتقد بنيران صديقة.

 

على مر السنوات التالية ساهم إدمان الشراب وتفشي الفقر وعدم اهتمام السلطات بهم إلى تردي حياة القبائل بصورة أكبر. ثم جاءت صناعة السينما التي تصور الهنود الحمر في السينما الغربية قتلة وحشيين لتوجه لهم لطمة ثقافية نهائية لصورتهم.

 

هذه النطفة كان اسمها “جيمستاون” وكانت عند انشاءها اصغر من باحة مدرسة للاطفال …!

 

وهي اليوم وبعد ان تفشت في جسد القارة تبسط ورمها على عشرة مليارات كيلو متر مربع كلها كانت بلاد اقوام آخرين قبل ان تصبح اكبر امبراطورية استيطانية في التاريخ الانساني، مستوطنة هائلة تضم ثلاثمئة مليون مستوطن وتسمى الولايات المتحدة الاميركية…!

 

هلّا عرفتم لماذا تقف هذه الاميركا “اسرائيل الاولى” مع ” الغدة السرطانية” الاصغر او “اسرائيل”الثانية، مئة في المئة و دون شروط..!؟

مرصد طه الإخباري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى