القلق من وفاة الأطفال أثناء كورونا… حقيقة أم خيال…؟

مرصد طه الإخباري، أعلنت منظمة الصحة العالمية في شباط 2019 بأنّ العالم يقع تحت جائحة كورونا 19 الفيروس التاجي المستجدّ Covid19.

 

احتلّ الفيروس الكرة الارضية بسرعة عالية فاجتاز الحدود دون فيزا، وانتشر في البلاد وناطح الجبال والأودية متحدياً البشرية التي انهارت منظوماتها الصحية في أعظم تحدّ للعقل البشري وللقوى الدولية وللامبراطوريات المتغطرسة.

 

أصاب الفيروس كلّ المجتمعات البشرية من الشمال والجنوب، من الغرب والشرق، وقام بأكبر هجوم على الأرواح فحصد الكبار والصغار حتى وصفه الكثير من السياسيين والخبراء بأنه عدٌ خفي أو العدو الأكبر والأشرس في تاريخنا المعاصر.

 

وكان للآباء والأجداد النصيب الأوفى من حقده وسهام، وكان للمرضى من مختلف الأعمار والجنسيات الذين يحملون امراضاً مزمنة الحصة الأكبر لاغتيالاته الهادفة.

 

لعلّ البحث والتأمّل حول سؤال أساسي لماذا اختار العدو كوفيد ١٩ المسنين والمرضى المزمنين؟ ولماذا لديه عداء للأطفال الرضع دون غيرهم…؟

 

لعلّ محاولة الإجابة عن سؤال كهذا ستأخذنا الى نظريات المؤامرة أو على الأقلّ بأنّ هذا الفيروس صنيعة معامل بيولوجية… تفلت من أبوابها عن قصد او نتيجة خطأ فادح…!

 

بدأت فرق التحقيقات في ووهان الصينية لكيفية معرفة بدايات الانتشار وكيف كان ذلك في اللحظات الأولى، وما علينا الا ننتظر ما سيؤدّي إليه عمل الفريق من نتائج… ولكن يبقى السؤال لماذا يطيح الفيروس بالتاريخ

 

العائلي وبالذاكرة الجميلة لكلّ بيت التي هي عصارة التجربة لكلّ دار كريمة ألا وهم أجدادنا وآباؤنا حماهم جميعاً ورحمة الله على الشهداء منهم…

 

لقد تفنن عدو البشرية في انتقاء الأعمار فكانت ولا تزال الإحصائيات تشير الى نسبة عالية في الوفيات ممن تجاوزوا الـ 50 عاماً وما فوق…

 

سوف لن نجهد أعينكم بقراءة الأرقام والإحصاءات إلا ما سيفيدنا في سياق المقال…

 

في الطب الوقائي توجد قواعد عامة منها على سبيل المثال: تعتبر النساء الحوامل والمولودون حديثو الولادة والرضع من المجموعات التي يلزمها رعاية وعناية خاصة أثناء الوباءات الفيروسية كما حصل أثناء وباء السارس SARS وفيروس H1N1، وهكذا من المنطق السليم أن يكون ذلك أثناء فيروس «كورونا ١٩»، ولا يخرج ذلك عن القواعد العامة لغيرهم من الأعمار، إلا أنّ هذه المجموعة تعتبر من مؤشرات الرعاية الصحية في أيّ دولة لذلك الاهتمام بها له أولوية.

 

تشير الدراسات في أكثر من مكان إلى أنّ الأطفال يُصابون كغيرهم بالفيروس مثل الكبار، وهذا مثبت إلا أنّ عدم إجراء فحوصات مخبرية للأطفال ولمن هم دون الثامنة عشرة من العمر لا يساعد على تقييم حقيقي وفعلي للإصابة بفيروس كورونا للأطفال وما هي العوارض وما هي النسبة المئوية لدخول المستشفيات والعناية المركزة…

 

لقد تفاوتت الدراسات التي أجريت على الحوامل بين إثبات نقل الفيروس عمودياً ايّ عبر الأمّ الحامل الى طفلها فتناقضت الدراسات بين الإثبات والنفي.

 

وفي دراسة أخرى على مجموعة مؤلفة من 588 أقلّ من الثامنة عشرة من العمر أثبتت النتائج بأنّ الإصابة بفيروس كورونا هي الأعلى بين السنة الأولى والثانية من العمر ما يقارب ٢٢/ وما بين 10 سنوات و18 سنة ما يقارب ٣٤ بالمئة… أما بالنسبة للأطفال الرضع فكانت ما يقارب 7 في المئة ولكن كانت الوفيات الأعلى نسبة بينهم.

 

كما توجد عوامل ومؤشرات تزيد من حالة الخطر

 

حيث يعتبر العمر وخاصة أقلّ من سنة عاملاً مهماً وإضافة الى عوامل مرضية مزمنة كأمراض الرئة والسكري وقصور الأجهزة القلبية وغيرها وقد تكون التحوّلات الجينية لسلالات جديدة لها عامل ولكن حتى الآن يلزم الكثير من الدراسات، ولكن الإعلان عن وفاة واحدة من قبل احد المسشفيات لا يدعو للقلق بل يتطلب اتباع الاستراتيجية الهادفة لمؤشرات الإنذار المبكر…

 

ولعلّ هذه نقطة يجب البحث فيها علمياً وإدارياً لكلّ هذه العوامل، والتي منها أنّ فيروس كورونا قد يشترك بفيروسات أخرى وبكتيريا ثانية وثالثة ورابعة… استناداً لإحدى الدراسات.

 

بناء على ما تقدّم فإنّ حالة وفاة واحدة في لبنان للرضّع لا تثير القلق العارم، بل من ناحية ثانية لعلها تبدأ الدراسات المخبرية والسريرية على الأطفال ايّ باعتماد استراتيجية دراسات العينات على مجموعات معينة والاستفادة منها ولم تنشر بعد دراسات بشكل وافر.

 

د. حسان الزين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى