تفاصيل غريبة يكشف عنها لأول مرة .. “حبل غسيل” هو ما فضح بن لادن وكشف للمخابرات الأمريكية عن مخبأه السري!!

مرصد طه الأخباري، لا تزال الكثير من تفاصيل القبض على أسامة بن لادن طي الكتمان وفي اورقة الاستخبارات الامريكية وتعتبر عملية الاجهاز على زعيم تنظيم القاعدة السابق ، والتي كانت في العام 2011 من أكثر العمليات الاستخباراتية صعوبة وسرية والاكثر تخطيطا واحكاما في تاريخ الاستخبارات الأمريكية.

ولم تبح عملية قتل بن لادن، بكل أسرارها، إذ كُشف مؤخرا عن معلومة جديدة مثيرة، تتعلق بأحد الدلائل التي قادت إلى تحديد المكان الذي كان مختبئا فيه.

وسلطت مجلة ”نيويورك بوست“ الأمريكية، في تقرير لها، الضوء على المعلومات الجديدة التي وردت في كتاب ”صعود وسقوط أسامة بن لادن“ للكاتب بيتر بيرغن، والذي من المتوقع صدوره قريبا.

وكشف الكتاب عن مؤشر مثير قاد في النهاية إلى تأكيد الشكوك حول المكان الذي كان يختبئ به بن لادن، وكان ذلك المؤشر عبارة عن ”حبل غسيل“.

لم شمل العائلة

يشير بيرغن في كتابه، إلى أنه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر في أمريكا، تشتتت عائلة أسامة بن لادن، واختبأ هو في الجبال الأفغانية وفي شمال باكستان، لكن بحلول 2004، عندما انغمست أمريكا بجهود بناء الدولة في أفغانستان والعراق، شعر بن لادن بأمان أكثر وأن ”حرارة المطاردة“ قد انخفضت.

وبحسب الكتاب، أمر ابن لادن آنذاك، من حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد، شراء بعض الأراضي، وتوظيف مهندس معماري، لبناء حصن كبير بما يكفي لإيواء الأسرة التي كان ينوي جمع شملها في ”أبوت آباد“ داخل باكستان.

ويضيف: ”بالفعل شرع إبراهيم في العمل، وأبرم صفقة شراء عقار بقيمة 50 ألف دولار باسمه، وصمم منزلا وفقا لمواصفات رئيسه (بن لادن)“.

ويوضح: ”كان المنزل الرئيسي المكون من 3 طوابق، يحتوي على 4 غرف نوم في الطابق الأول، و4 غرف نوم أخرى في الطابق الثاني، لكل منها حمام خاص بها، كما احتوى الطابق العلوي على غرفة نوم وحمام ومكتب وشرفة لاستخدام بن لادن، وفي 2005 بدأ أفراد الأسرة في الانتقال للمنزل“.

 

ويتابع الكتاب: ”كان إبراهيم الذي يمتلك العقار ظاهريا، وشقيقه أبرار وزوجاتهما وأطفالهما، يترددون على المنزل بانتظام، لكنهم أقاموا في ملحق صغير، وليس في المبنى الرئيسي“.

 

ويلفت إلى أن ”الأخوان اتبعا إجراءات أمنية صارمة للحفاظ على سرية المعلومات، واستخدما أكشاك الهاتف العامة في المدن الكبيرة لإجراء مكالمات مهمة وأزالوا البطاريات من هواتفهم المحمولة حتى لا يمكن تعقبهم إلى قاعدتهم الرئيسة“.

 

ويقول تقرير ”نيويورك بوست“ نقلا عن الكتاب: ”نادرا ما غادرت عائلة بن لادن المنزل، باستثناء زوجته أمل التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد مستخدمة اسما مستعارا وأوراق هوية مزورة، وتظاهرت بالصمم لتجنب الأسئلة المحرجة“.

نقطة تحول

يقول الكتاب إنه ”في عام 2010، حصلت وكالة المخابرات المركزية، على معلومات حيوية، حيث اكتشف مخبر باكستاني في مدينة بيشاور المزدحمة رجلا يعتقد أنه إبراهيم، الحارس الشخصي لبن لادن“.

ويضيف: ”في أغسطس 2010، قادت سيارة الجيب البيضاء التابعة لإبراهيم، وكالة المخابرات المركزية، إلى المنزل الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار.. كان المكان ممتلئا بزوجات بن لادن الثلاث، و8 من أطفاله الصغار و4 أحفاد، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و3 أعوام“.

ويتابع: ”كان للعقار العديد من الميزات الاستثنائية التي جعلت محللي وكالة المخابرات المركزية يلاحظون ذلك، بما في ذلك عدم احتواء البيت على خطوط هاتفية أو خدمة إنترنت على الرغم من حقيقة أن من قام ببنائه كان ثريا بالتأكيد بما يكفي لتحمل نفقات مثل هذه الضروريات“.

كما كان المنزل الكبير يحتوي على عدد قليل من النوافذ، وكانت شرفة الطابق العلوي في الهواء الطلق محاطة من جميع الجوانب بجدار عال.

حبل الغسيل

يستطرد الكتاب بالقول: ”كانت كل هذه الإجراءات لإخفاء من داخل المنزل، هي ما لفت نظر مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك ليون بانيتا، فحينها بدأت المخابرات الأمريكية تحليل نمط الحياة في المنزل، ووجدوا أنه بينما كان الجيران يقدمون نفاياتهم إلى جامع القمامة بانتظام، أحرق سكان المجمع جميع النفايات“.

ويتابع: ”احتوت المساحة المحاطة بالجدران على مزرعة صغيرة تنتج التفاح والخضروات والعنب والعسل، وتأوي الدجاج وحتى الأبقار، وهو طعام استهلكه سكان غير مرئيين، إلا أن الدليل الذي أكد شكوك المخابرات، كان أحبال الغسيل في المجمع، التي كانت تحمل ملابس مختلفة كل يوم، وتشير إلى أن المنزل يحتوي على عدد أكبر بكثير من الـ11 فردا الذين من المفترض أنهم يقيمون في المنزل“.

ويضيف أنه ”بعد تحليل الملابس، وجد الخبراء أن سكان المنزل يشملون رجلا بالغا، والعديد من النساء البالغات، و9 أطفال على الأقل، وهو ما يناسب المواصفات التي كانوا يبحثون عنها“.

وختمت ”نيويورك بوست“ تقريرها بالقول: ”يبدو أنه بعد 9 سنوات من الاختباء، كُشف أمر أسامة بن لادن بسبب حبل الغسيل“.

وفي أيار/ مايو 2011، أمر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، بإطلاق العملية التي أدت إلى مقتل أسامة بن لادن، عن عمر ناهز 54 عاما.

ويأتي نشر كتاب ”صعود وسقوط أسامة بن لادن“، مع اقتراب الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر، التي استهدف فيها تنظيم القاعدة الولايات المتحدة، وأدت إلى غزو واشنطن لأفغانستان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى