سذاجة المحللين العرب… إ

مرصد طه الأخباري، البيئة العربية تفتقر للمحللين الشرفاء، خلال متابعتي للقنوات الفضائية العربية والصحف وجدت أن غالبية المحللين يتعمدون الكذب والتضليل، لذلك المحلل السياسي الحقيقي أصبح أشبه في عملة نادرة جدا وتكاد تكون معدومة،لأن المحلل يجب ان يكون نتاج بيئة مجتمعية واعية ويكون مطلعا على كتب علم الاجتماع بكل فروعها ومن ضمن الفروع علم الاجتماع السياسي، وأن يكون المحلل بعيدا من دوائر صنع القرار العربية السياسية الفاشلة المحيطة بالحواشي من حريم السلطان، لهذا غالبية المحللين هم من خدم الحاكم ونتاج بيئة جاهلة ساذجة لذلك لا يحللون لأنه ليس لديهم اصلاً مادة حقيقية للتحليل، بل هم ثلة من المرتزقة.

‏‎البيئة العربية فاشلة تنتج طبقات سياسية وثقافية فاشلة، المحلل عندما يحلل عليه أن يتحرر من العبودية ويحتاج التحليل ان يكون المحلل مطلع على قرائن قوية، حيثُ يبني المحلل رؤيته على أمور اقتصادية واجتماعية ومتابع قوي لكل الإعلام الغربي والعربي ولديه اطلاع على التقارير الاستخباراتية والتسريبات من هنا وهناك ومطلع على مذكرات قادة الدول ووزراء الاستخبارات والمخابرات، هناك من المحللين العرب يدعون أن ما يقولوه هو عين الحقيقة وفي الحقيقة أنهم يمارسون نوعا من أنواع طرق التضليل.

‏‎الإنسان لا يصبح محلل سياسي في سنة أو سنتين، لأن التحليل السياسي نتاج جهد كبير من المطالعة والحوارات المعمقة لتجنيب المواطنين بلاء الاختلاف الحزبي والقومي والمذهبي، لذلك المحلل السياسي يحتاج إلى حثيثة على مدى عشرات السنين مع صقل هذه الموهبة بدراسة التاريخ والاطلاع على الأنظمة السياسية والتشريعات المختلفة مع وجود موهبة وهواية وذكاء وهدف. المحلل السياسي باختصار شديد ليس وظيفة من لا وظيفة له، وليس ….حراسة يعمل على حراسة النظام السياسي الحاكم المستبد إطلاقا.

‏‎والأهم من ذلك كله هو أن يكون المحلل صاحب فكر، يرتكز به وينطلق منه في تحليلاته.

لذلك السياسة علم أصيل وعريق له تاريخه، وليس كما يدعى الجُهلاء به عند قولهم إن السياسة فن الممكن، للسياسة مدارس وتوجد مراكز دراسات تضم علماء ومتخصصين من علماء النفس والاجتماع يدرسون الظواهر الاجتماعية والسياسية لإيجاد حلول لها، لذلك القول إن السياسة فن الممكن وتجد الطبقة السياسية بغالبيتهم جهلة وسذج وإمعات لذلك يمكن القول أن الجاهل هو بمثابة ظلم عظيم ودمار وجعل مشاريع الساسة جميعها مشاريع للقتل ولا يمكن جعل البلد حقل تجارب لأخطاء الساسة مثل ماحدث من قتل ودمار للشعب العراقي بشكل خاص، تكرار الأخطاء هو جرأة كبيرة وتطفل على العلم بشكل وسقوط أخلاقي، وتسطيح للمعرفة، وتجهيلٌ متعمد إلى البيئة الحاضنة للرأي.

لذلك أن التحليل السياسي يجب أن يُبنى على علم ومعرفة دقيقة بعلم السياسة وجزئياتها، لذلك التحليل السياسي يعتبر مرحلة متقدمة جداً من مراحل المعرفة بعلم السياسة، بل يمثل أعلى نقطة في كبد هرم الحقيقة والمعرفة في أعلى مراحلها، لذلك مرحلة التحليل السياسي مرحلة متقدمة من مراحل المعرفة بعلم السياسة وثقافة البيئة المجتمعية في البيئة الحاضنة، مرحلة التقييم السياسي تعتبر مرحلة أعلى من مرحلة التحليل السياسي، والمتابع إلى تحليلات المحللين العرب والعراقيين بشكل خاص يجد قنوات فضائية تعج في عشرات المحللين من كتاب وصحفيين يقدموهم كخبراء و محللين متخصصين وفي الحقيقة هؤلاء سذج وجهلة يتملقون للحاكم الظالم والغبي لكسب الأموال والتوظيف في حكومات الحاكم الجاهل، تحليلات هؤلاء الكتاب والصحفيين تفتقر للمهنية والصدق وقول الحقيقة، الإعلام البدوي الخليجي يعيش في زمن ما قبل المدنية والمعرفة ويحاول قطعان المستكتبين إقناع القراء في أكاذيبهم، مجتمعاتنا العربية يغلب على طبقاتها السياسية الجهل والسذاجة، بالوضع العراقي بات الذباح والارهابي والقاتل ومدمر البنى التحتية معروف من قبل ضحاياه لكن اراذل فلول البعث يكذبون ويحاولون إقناع الشرفاء أن الإرهاب من صنع ضحايا الإرهاب، نحن بزمن بائس انقلبت به الموازين والأخلاق أصبح الباطل حق والحق باطل والمقاوم خائن والشريف رديء والوضيع شريف، لذلك لم ولن نتأمل خيرا.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى