من الطيونة الى التنف..قامت مجموعة من قوة التدخل في المقاومة باقتحام مباني القوات في معراب و اشتبكت مع حراس المجمع

مرصد طه الأخباري، عاجل المنار… قامت فجر اليوم مجموعة من قوة التدخل في المقاومة الاسلامية باقتحام مجمع مباني القوات في منطقة معراب حيث اشتبكت المجموعة مع حراس المجمع قبل الاجهاز عليهم جميعا. العملية أدت الى مقتل المدعو س. ج بينما كان يهم بالفرار من البوابة الخلفية وقد قضى معه عدد من مرافقيه الشخصيين. المقاومون عادوا الى قواعدهم سالمين بعد ان سلموا الاشراف على المكان لقوة من الجيش اللبناني. انتهى بيان المقاومة الاسلامية.

الخبر اعلاه ليس من قبيل أحلام اليقظة ولا هو نتيجة تفكير رغبي جامح وإنما هو حتمية تاريخية لا بد لها من النضوج والحدوث ولو بعد حين.

سأعطي عدة أدلة قاطعة على صحة الفرضية. يقول مستر فورد آخر سفراء أميركا في سوريا: لقد أجمعت مراكز الابحاث ومراكز التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة الاميركية وتقاطعت بل أنها وصلت الى حد التطابق بأن حزب الله لن يتدخل في سوريا مهما كلف الامر. لأن تدخله في سوريا سيظهره بمظهر المعادي للشعب السوري وسيثبت عليه تهمة العمل بدافع طائفي لا وطني ولا اسلامي وسيفك عرى الوثاق بينه وبين المقاومات السنية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الاسلامي حيث سيخسرتأييد كافة الشعوب العربية لأجل نظام لم يعد قابلا للحياة والبقاء.

ولكن حزب الله تدخّل في سوريا وقلب موازين القوى ولم يأبه لكلام المرجفين ولا تزعزع بحملات المشككين الحاقدين فكان الشعار الشهير الذي أطلقه سماحة السيد حسن نصرالله: سنكون حيث يجب أن نكون.

الدليل الثاني على حتمية الفرضية هو ما جرى في ايار 2007 . في تلك السنة ظن فؤاد السنيورة ووليد جنبلاط أنهما أصبحا اسياد اللعبة وأن حزب الله الخارج من حرب عالمية مع اسرائيل وحلفائها سيتحمل ألاعيبهما البهلوانية واستقوائهما بالاليزة والبيت الأبيض فضلا عن قصور الملوك والحكام العرب.

عندما وقعت المواجهة, حشد أكرم شهيب جميع قواته متجها الى جبال الباروك لقتل او اسر مجموعة صغيرة من المقاومة الاسلامية كانت تقوم بأعمال الدورية لمكافحة التجسس الاسرائيلي. مسؤول مجموعة المقاومة اتصل بالقيادة طالبا توجيهاتها, فجاءه الامر بضرورة تحاشي الاصابات القاتلة. لم تمض سوى دقائق قليلة حتى كان جيش وليد جنبلاط كسيحا جراء اصابات في الساق والركبة في حين فر أكرم شهيب خائفا مذعورا. يومها سمع أهالي المختارة صراخ وليد جنبلاط في قصره وهو يصيح: اين التلفون؟ اطلبولي الحاج وفيق صفا.

الدليل الثالث: “دماء عقل هاشم تروي تراب الجنوب”. بهذه الكلمات المؤثرة أطلق البطريرك صفير بكائيته اليونانية راثيا العميل عقل هاشم بعد أن تمت تصفيته في عقر داره في جنوب لبنان. عقل كان اسما على مسمى, كان عقلا اسرائيليا خبيثا مكّارا بل كان داهية في خدمة المحتل الصهيوني. تصفيته كانت ضربة قاضية لجهود عشرات السنين دأبت فيها الكنيسة المارونية على تصوير مسيحيي الشريط الحدودي بوصفهم وطنيين مظلومين وقعوا بين سندان اسرائيل ومطرقة المنظمات الفلسطينية فاختار بعضهم العمالة مكرها على قاعدة أهون الشرّين لحماية وجوده من خطر الاقتلاع والاندثار.

هذه الاسطورة كانت متكأ للكنيسة وجزء ملازما لتفكير قادة العملاء خصوصا أن قائدهم أنطوان لحد انذاك كان ما يزال يتقاضى مرتبه كاملا من وزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة بصفته ضابطا سابقا في الجيش اللبناني, وظل لحد يتقاضى رواتبه الى حين هروب واندحار جيش الاحتلال الاسرائيلي ومن خلفه قطعان العملاء الخائفين المذعورين.

وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة التي قامت بها الكنيسة لاعادة الاعتبار الى تلك الاسطورة مدعومة بموقف التيار الوطني الحر الذي حاول التفريق بين العملاء المجندين من جهة وبين عائلاتهم وأطفالهم من جهة أخرى, الا أن تلك المحاولات باءت بالفشل الخسران.

بالامس ضرب الوكلاء من الخدم والعبيد ضربتهم في بيروت ودمشق مستندين الى دعم سعودي أمريكي فاجر فسالت دماء الابرياء. ولكن رد المقاومة لم يكن في عين الرمانة وإنما كان في التنف نارا حامية تصلي الاسياد الاصلاء وتجعلهم يلوذون بالمخابيء والحفر فيما صواريخ اليمن تنهال على ثكنات الوهابيين في جيزان وتقتل منهم اكثر من ثلاثين ضابطا وجنديا وتمزقهم شر ممزق كأنهم أعجاز نخل خاوية.

ما خاب من أخذ العبر قبل وقع القدر, فصبر المقاومة وبصيرة قائدها لا ينبغي ان تطمع أحدا بالتجاوز خصوصا أن حزب الله وقائده يتخلقان بخلق الله… “الحذر الحذر فإنه قد ستر حتى كأنه قد غفر”.

من الأفضل لمقطوع العقب أن يأخذ ما غنمه من أموال وأن يرحل سريعا عن لبنان وإلا فلا مناص من ساعة آتية يقود فيها البطريرك بشارة الراعي قداسا وجنّازا وهو يردد بكلمات حزينة وصوت متقطع بالبكاء: دماء سمير جعجع تروي تراب معراب.

موسى الرضا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى