شمخاني یکشف عن استراتیجیة ستکبّد الصهاینة آلاف الملیارات من الدولارات… 

مرصد طه الأخباري، لاقى ردّ شمخاني على ادعاء العدو الصهيوني حول تخصيص 1,5 مليار دولار لتنفيذ اعتداءات ارهابية على المنشآت النووية الايرانية صدى واسعاً في وسائل اعلام المنطقة.

ونقلت وسائل الإعلام الصهيونية مؤخرًا عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: إن تل أبيب وافقت رسميًا على 1.5 مليار دولار لتنفيذ هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية في حالة فشل الطرق الأخرى في إرغام إيران على التراجع عن خطواتها في مجال التكنولوجيا النووية.

ورغم أن المراقبين يوقنون جيداً أن هذا النوع من الوعيد الخاوي لايتعدّى كونه فقاعة إعلامية، فإن مثل هذه الادعاءات تغاير الشرور الصهيونية الأخرى التي تتم في الخفاء.

المفارقة أنه وعلى مدى السنوات الماضية، ارتكب الصهاينة في الخفاء العديد من عمليات التخريب الارهابية ضد المنشآت النووية والطاقات العلمية في ايران، بما في ذلك اغتيال علماء إيرانيين أو بعض الأعمال الأخرى، لكنهم تلقوا أيضًا ردودًا يعرفون ويدركون بشكل جيد شدة آلامها أكثر من غيرهم، شدّة هذه الردود دفعت في بعض الاحيان العدو لإرسال وسطاء دوليين الى ايران لمطالبتها بوقف ضرباتها التحذيرية لاسرائيل!

لكن هذه المرّة الوضع مختلف، حيث ادعى الصهاينة أنهم وافقوا على ميزانية 1.5 مليار دولار لتنفيذ اعتداءات مباشرة ضد المنشآت النووية الايرانية!

ولو عدنا بالتاريخ الى فترة زمنية ليست بالبعيدة، عندما هُزم عراب الصهاينة الامريكي بشدة على يد عدوه الافتراضي إيران، في ما يسمى بمناورة تحدي الألفية في عام 2002 لممارسة ضربة عسكرية على إيران، وتحولت المناورة حينها الى فضيحة كبرى ووصمة عار تاريخية لواشنطن. منذ ذلك الحين، وضعت الولايات المتحدة الخيار العسكري جانبا، لكن كما كتب بعض المسؤولين الأمريكيين في مذكراتهم، حاولت واشنطن استخدام الخدع الصهيونية والتباهي كوسيلة للضغط على إيران من خلال الدبلوماسية!

رغم كل ذلك، إن التهديد الأخير من قبل الصهاينة بالموافقة على ميزانية 1.5 مليار دولار لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وكذلك بعض تصريحات مسؤولي العدو الصهيوني حول إجراء تمرينات جوية تحاكي شنّ هجوم على إيران وما شابه، يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية، تأتي لزيادة الضغط على ايران، وإرغامها على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، لكن رد الأدميرال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، على هذه المزاعم يجب اعتباره تجسيداً حيا لعقيدة الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه الكيان الصهيوني.

حيث كتب امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني على حسابه بموقع تويتر بالفارسية والإنجليزية والعربية والعبرية: “بدلاً من تخصيص ميزانية بقيمة 5.1 مليار دولار للأعمال الارهابية ضد إيران، يجب على الكيان الصهيوني صبّ جل اهتمامه على توفير عشرات المليارات من الدولارات لإصلاح الأضرار التي ستسببها إيران له”.

وغطت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية رسالة شمخاني المهمة على نطاق واسع، مما أثار ردود فعل متباينة.

حيث قال البعض إنه إذا أرادت إيران اتخاذ الإجراء المناسب للرد على الهجوم الصهيوني، فلن تكلف عادة عدة آلاف من المليارات! لأن هذا الرقم مرتفع جدا.

ورغم أن هذا الرأي قد يبدو منطقيًا في البداية، إلا أن حقيقة رسالة شمخاني القصيرة هي شرح استراتيجية الجمهورية الإسلامية في حال أقدم الكيان الصهيوني وفقد صوابه بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، الأمر الذي يتطلب حسابات مختلفة.

في هذا الصدد يقول بعض الخبراء في قراءة لتهديد السيد شمخاني: على الرغم من أن الصهاينة عندما يرتكبون الشر سرًا، فإنهم يتلقون ردودًا متناسقة ومتناسبة، ولكن إذا أصبح تهديدهم الواضح عمليًا، فإن رد إيران لن يأتي بحجم الشر الصهيوني حينها، بل ستوجّه ايران ضربات مدمّرة لا يمكن تصوّرها ستهدّد وجود الكيان الصهيوني بالكامل.

وان حدث وارتكب العدو الصهيوني تلك الحماقة الطائشة، فإن إيران ستستهدف بشكل طبيعي وجود الكيان الصهيوني بهجمات وأعمال مباشرة وثقيلة ومتواصلة، وسيكون ردّ ايران حينها بما يعادل إزالة الكيان الصهيوني، وهو ما سيكلفه آلاف المليارات من الدولارات ليعود الى وجوده المصطنع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى