هل الربيع العربي ثورات حقيقية من الشعوب أم إنها أكبر مؤامرة لتدمير الدول العربية.. إليكم الإجابات مدعمة بالإثباتات والحجج

مرصد طه الأخباري، بعد أيام قلية تكمل أحداث ما تسمى زورا بالربيع العربي الأحد عشر عاما هذه الأحداث التي هزت العالم العربي بشكل كبير البعض يراها بأنها ثورات حقيقية من الشعوب العربية المضطهدة التي ترغب بالتغيير والتطور والبعض الآخر يراها بأنها مؤامرة كبرى لتدمير الوطن العربي أما أنا فإني أراها مؤامرة أمريكية صهيونية لتدمير الدول العربية وبالتحديد الدول المقاومة للكيان الصهيوني وسأثبت هذا وبالدلائل في هذا المقال ولتبيان هذا الأمر ينبغي لنا العودة إلى الموضوع من بدايته.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مع مطلع التسعينات من القرن المنصرم وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم بدأ المفكرون الأمريكيون بطرح الكثير من النظريات الجيوستراتيجية في كتبهم وأبحاثهم كصدام الحضارات لصموئيل هنجتنجتون ونهاية التاريخ لفرنسيس فوكوياما ولكن أهم هذه النظريات هي مشروع القرن الأمريكي الجديد هذا المشروع الذي تحول إلى منظمة اسمها منظمة مشروع القرن الأمريكي الجديد بقيادة وليام كريستول وروبرت كاغان وأعضاء هذه المنظمة كلهم من اللوبي الصهيوني الأمريكي ولهم تأثير كبير على الغالبية العظمى من مسؤولي الولايات المتحدة وكان الهدف الأساسي لهذه المنظمة بأن يكون القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا خالصا وهذا يكون بالقضاء على أي دولة تعارض الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والبداية كانت من خلال دول منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد دول الوطن العربي وهذا مابينه الجنرال  الأمريكي ويسلي كلارك القائد السابق لقوات حلف شمالي الأطلسي في كتابه (حان وقت القيادة)وفي هذا الكتاب قال:(بأنه في عام 2001 أخبره وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد بأننا في العشرة أعوام القادمة سنقوم بتخريب وغزو الكثير من الدول العربية وفي مقدمتها العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن )،هذا ماقاله دونالد رامسفيلد لويسلي كلارك في الثاني من أيلول من عام 2001 .

وبالفعل هذا ماعملت عليه الولايات المتحدة إذ قامت في نيسان من عام 2003 بغزو العراق عسكريا بمشاركة بريطانيا وقامت بتدمير العراق ونشر الفوضى والفتة الطائفيةئ والاحتراب الأهلي ووضعت دستور عن طريق مندوبها السامي بول بريمر رسخت فيه المحاصصة الطائفية وتوزيع المناصب على أساس طائفي كما عزلت شمال العراق الغني بالنفط والثروات عن الحكومة المركزية ودعمت عميلها هناك مسعود البارزاني الذي أصبح يبيع النفط بدون  أن يمر على الحكومة الاتحادية ومن قتها وإلى الآن أصبحت أربيل مرتع كبير للموساد حتى أصبح وجودهم بشكل علني وأصبحت مؤتمرات التطبيع مع الكيان الصهيوني تعقد في أربيل كالمؤتمر الذي عقد قبل شهر وهذا  ماأدى لضعف العراق بشكل كبير ودخوله في فوضى داخلية لم ينته منها إلى الآن وهذا كله نتيجة للغزو الأمريكي وللمؤامرات الأمريكية على العراق لأن العراق هو العمود الفقري للوطن العربي لذلك أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ مشروعها التخريبي في المنطقة في ضرب وتدمير العراق وصولا لتقسيم العراق لثلاث دويلات أو أقاليم إقليم كردي في الشمال وإقليم سني في الوسط وإقليم شيعي في الجنوب وهذا ماعبر عنه الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن عندما طرح هذه الفكرة في مقال له عام 2007 في صحيفة الواشنطن بوست عندما اقترح تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات وهذا هو الهدف الأمريكي الأكبر وهو تقسيم المقسم وهذا كله تطبيق لنظريات قديمة في السبعينات والثمانينات لمفكرين صهاينة دعوا وبشكل علني لنشر الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية وصولا لتقسيم الدول العربية كالمفكر البريطاني الصهيوني المعروف بيرنارد لويس والذي وضع مخططا في السبعينات لتقسيم الوطن العربي وأطلق عليه إسم مخطط بيرنارد لويس وأيضا المفكر الصهيوني أوديد ينون والذي نشر مقالا عام 1982 في مجلة كيفونيم ودعا فيها إلى تقسم الوطن العربي على أساس ديني وطائفي.

وبعد الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها الولايات المتحدة في غزوها للعراق فقد رأت إن أفضل طريقة لتنفيذ مخططاتها هي استخدام أسلوب الثورات الملونة هذا الأسلوب الذي استخدمته سابقا في الكثير من دول أوروبا الشرقية فهذا الأسلوب يوفر على الولايات المتحدة الخسائر المادية والبشرية ويعطيها الشرعية الأخلاقية من خلال دعمها لهذه الثورات الملونة.

والثورات الملونة المصطنعة الجديدة كانت في الوطن العربي وإن هذه الثورات هي ثورات ومخططات أمريكية وبامتياز ومخطط لها منذ فترة ليست بالقليلة وهذا ماتؤكده الكثير من الوثائق والمعطيات حتى إن مصطلح الربيع العربي هو مصطلح أمريكي وأول من استخدم هذا المصطلح الباحث والأكاديمي الأمريكي مارك لينيش بمقالة له في مجلة فورين بوليسي بتاريخ 6 كانون الثاني من عام 2011 وهذا المقال بعنوان الربيع العربي الأوبامي ومن وقتها شاعت تسمية الربيع العربي .

والكاتب الأمريكي المقرب من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة رايان ليزا قال في مقال له عام 2012 في مجلة النيويوركر نقلا عن مصادر رسمية :(إن الولايات المتحدة خططت بشكل مسبق لأحداث الربيع العربي ورأت إن حادثة إحراق البوعزيزي نفسه تمثل الشرارة لبدء تنفيذ المخطط والدليل إنه في عام 2010 وقبل بدء الأحداث تم تعيين ويليام تيلور مدير ملف التحولات العربية والمسؤول عن مكتب الربيع العربي هذا قبل بدء الأحداث)هذا ماقاله أحد الكتاب الأمريكان .

معهد السلام الأمريكي وهو أحد اللوبيات الفكرية القوية داخل الولايات المتحدة ومن أبرز أعضائه فرنسيس فوكوياما ولاري ديموند وجيمس ويسلي الرئيس السابق ل السي آي إيه هذا المعهد أنجز في عام 2009 مشروع وأطلق عليه اسم التغيير في أنظمة الدول العربية بمايتلاءم مع المصالح الأمريكية والمعلومات المفصلة عن المشروع موجودة على موقع المنظمة على الإنترنت.

كما إن هناك وثيقة أمريكية تم الكشف عنها على درجة عالية من الخطورة والأهمبة وهذه الوثيقة بينها بالتفصيل وفي عام 2014السيناتور ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية التابع للكونغرس وفيها بأنه في آب من عام 2010 أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما القرار الرئاسي رقم 11 ويطلب فيه من مستشاريه ومساعديه الاستعداد لعملية التغيير الجذري في الوطن العربي والتخطيط لما بعد هذا التغيير.

هذا مايؤكد إن أحداث ماتسمى بالربيع العربي كانت عبارة عن مخططات أمريكية مسبقة وبامتياز لتدمير الدول والشعوب العربية من الداخل واستخدام الشعارات البراقة كعناوين رئيسية لها وقد اعتمدت الولايات المتحدة في مخططاتها على تجنيد الكثير من الشباب والناشطين العرب وتدريبهم في مختلف المجالات حول أساليب التغيير وكانت منظمة الأمريكي الصهيوني جورج سوروس واسمها معهد المجتمع المفتوح لتغيير الأنظمة هي الرائدة في هذا المجال إضافة لمنظمة بيت الحرية والتي يرأسها جيمس ولسي دأبت هذه المنظمات على تدريب الكثير من الشباب والناشطين العرب على كيفية إثارة البلابل والاضطرابات والفتن داخل بلدانهم ولكن بطريقة تبدو في الظاهر إنها أخلاقية وشرعية ولكن هدفها الأساسي تدمير بلدانهم لصالح أمريكا والكيان الصهيوني كما جرى في السابق في صربيا في نهاية التسعينات عن طريق منظمة الأتوبور الصربية والتي أنشأتها مراكز الأبحاث والدراسات الأمريكية لتهديم الدولة الصربية وقد حاولت الولايات المتحدة استنساخ فكرة الأوتبور على بعض الشباب العربي الذين يعملون لصالحها لإحداث مايسمى بالربيع العربي وقد صرح مؤسس حركة الأتبور الصربية في عام 2013 سيرج بوبوفيتش لقناة فوكس نيوز الأمريكية :(بأننا دربنا الكثير من الشباب العرب على كيفية إثارة المشاكل السلمية داخل بلدانهم وصولا لإسقاط أنظمتهم وهذا كله تم بتعليمات مباشرة من المخابرات الأمريكية)

ومايؤكد على هذا كلام المفكر المصري السويسري المعروف الدكتور طارق رمضان في محاضرة مسجلة له تلفزيونيا بالصوت والصورة وهي محاضرة معلنة ومنشورة على اليوتيوب باللغة الفرنسةوقال فيها:(إن لديه معلومات مؤكدة عن عقد مؤتمر في أيلول من عام 2010 في العاصمة الهنغارية بودابست وهذا المؤتمر حضره المئات من الناشطين والمدونين العرب وممثلين عن منظمات المجتمع المدني العربية بالإضافة لممثلين عن معاهد ومراكز أبحاث أمريكية وصهيونية)

من كل ماسبق نستنتج وبشكل قاطع إن أحداث الربيع العربي مخططات أمريكية وبامتياز لتخريب الدول العربية وبالتحديد المقاومة للمشروع الصهيوني تطبيقا لفكرة مشروع القرن الأمريكي الجديد والتي حددت مع مطلع الألفين وفيهاإنه ينبغي على الولايات المتحدة  أن تقوم بتدمير العراق وسورية وليبيا واليمن ولبنان وهي الدول التي اندلعت أحداث الفوضى فيها والتي بدأت في البداية بحجة الديمقراطية وإذا أردنا الحديث عن الديمقراطية فالأولى أن تندلع هذه الاحتجاجات والثورات في الأنظمة الخليجية هذه الأنظمة كلها باستثناء الكويت لم تعرف يوما أي نوع من أنواع الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة لا بل أكثر من هذا انطلقت احتجاجات كبيرة عام 2011 في البحرين ضد النظام الحاكم هناك ولكن الولايات المتحدة أيدت قمع هذه الاحتجاجات ولم تتحدث عنها فقط لأن النظام البحريني يدور في الفلك الأمريكي الصهيوني .

وقد يسأل سائل إن أحداث الربيع العربي قد أطاحت برؤوساء عرب حلفاء للولايات المتحدة ك زين العابدين بن علي وحسني مبارك ونحن نجيب على هذا السؤال بالقول إن الولايات المتحدة لها سياسة بالتخلص من عملائها عندما تنتهي مهمتهم وتقوم باستبدالهم بعملاء آخرين يتناسبون مع الأدوار الأمريكية الجديدة كما فعلت مع الكثير من القادة الذين دعمتهم  ثم تخلت عنهم ك ماركوس في الفلبين وبينوشيه في شيلي ونورييغا في بنما وسوهارتو في أندونيسيا هذه عادة دأبت عليها السياسة الأمريكية استبدال العملاء بعملاء آخرين ثم إن هذا من مخططات الربيع العربي حتى تنجح الخطة فالخطة أن تبدا الأحداث في دول حليفة للولايات المتحدة كتونس ومصر ويتم الإطاحة بقادة هذه الدول ثم تنتقل بعدها هذه الأحداث بشكل دراماتيكي إلى الدول المستهدفة كسورية وليبيا فتبدو هذه الأحداث على إنها أحداث عفوية ولو إن أحداث الربيع العربي بدأت في سورية مثلا ماكان لأحد أن تنطلي عليه خدعة الربيع العربي ولكشفت إنها خدعة كبيرة

وإن الدولة العربية الأساسية المستهدفة من خلال أحداث الربيع العربي هي الجمهورية العربية السورية نظرا لمواقفها المشرفة ودعمها القضية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية ولأن سورية تشكل قلب الوطن العربي والعمود الفقري لمحور المقاومة .

وإن محاولات استهداف سورية قديمة وبأشكال متعددة بدأت بمؤامرة اغتيال رفيق الحريري واتهام سورية بمقتله وأيضا الكثير من الوثائق التي تبين محاولات الولايات المتحدة قبل أحداث مايسمى بالربيع العربي في الـتآمر على الشعب السوري والقيادة السورية وهذا ماتم الكشف عنه في وثيقة من وثائق ويكليكس الشهيرة في ديسمبر من عام 2006 والتي كانت تشير إلى خطة أمريكية لزعزعة الاستقرار في سورية وتقويض حكم الرئيس بشار الأسد وهذا ماتم تطبيقه في عام 2011 وهذه الوثيقة ذكرها جوليان أسانج مؤسس موقع ويكليكس بنفسه في إحدى مقابلاته

وقد رأى المعادون لسوريا بأحداث مايسمى بالربيع العربي فرصة  لتدميرها وإنهاء دورها المقاوم والمشرف وماجرى في سوريا كان مخطط له قبل فترة من بداية الأحداث ولم يأت بصورة عفوية بتاتا كماروج الكثيرون وهنا سأدلل على كلامي بكلام كتاب ومسؤولين سابقين ومنهم من هو معادي وكاره للدولة السورية حتى يكون حجة على الآخرين فوزير الخارجية الفرنسي الاسبق (رولان دوما) صرح في حوار تلفزيوني في تاريخ 15-6-2013  لقناة (lcp)الفرنسية بأنه في عام 2008 وفي أثناء زيارة له إلى بريطانيا طلب منه المشاركة في إعداد مخطط لتدمير الدولة السورية وإسقاط نظامها وهو رفض هذا العرض وأيضا ماذكره الكاتب الفرنسي المعروف البروفسور (ميشال ريمبو)في كتابه (عاصفة على الشرق الأوسط الكبير)ذكر فيه بأن وزير الدفاع الإيطالي السابق السيناتور(ماريو مورو)قد زار في عام 2009 أربيل ووجد فيها عمليات بناء وتحضير وسأل لمن كل هذه الأبنية فأجابوه بأنها للاجئي الحرب التي ستندلع في سوريا بعد فترة وأيضا ماذكره الكاتب الهولندي المعروف بكرهه للدولة السورية (نيكولاس فان دام)في كتابه (تدمير وطن)بأن تحضير المسلحين وتسليحهم وحفر الأنفاق بين مختلف المناطق قد بدأ العمل عليه قبل بداية الأحداث في سوريا بثلاث سنوات ،ومايؤكد على الدعم الصهيوني لما جرى في سوريا تصريح وزير الحرب الصهيوني آنذاك إيهود باراك بعد أيام قليلة من بدء الأحداث في سوريا وبالتحديد في تاريخ 28 -3 -2011 بأنه يتحتم علينا أن نعمل مع المعارضة السورية لإسقاط الرئيس بشار الأسد وأيضا ماصرح به السفير الصهيوني لدى الولايات المتحدة(مايكل أورين)في تاريخ 10-11-2011 لصحيفة النيوورك تايمز وقال فيه إنه يجب علينا العمل على إسقاط الدولة السورية وحتى لوكان البديل تنظيم القاعدة فإنه يبقى أفضل بالنسبة إلينا من الحكومة السورية الحالية وأيضا تصريح مجرم الحرب رئيس حزب إسرئيل بيتنا (إيفغدور ليبرمان)وزير الخارجية آنذاك في تصريح لصحيفة معاريف الصهيونية بتاريخ 12 -11 -2011 عندما قال يجب علينا مساعدة الثوار السوريين وتمكينهم من إسقاط النظام الحاكم وهذا ماعمل عليه الكيان الصهيوني طوال العشرة الأعوام من عمر هذه الحرب الكونية على سوريا إذ قام بدعم الإرهابيين بالمال والسلاح واستقبالهم ومعالجتهم في المشافي الصهيونية وكلنا رأينا نتنياهو عندما زارهم في المشافي وأيضا قيام الكيان الصهيوني منذ عام 2012 وإلى الآن باستهداف الأراضي السورية ومواقع الجيش العربي السوري من فترة لأخرى لدعم الإرهابيين ولإشغال الجيش مستغلا حالة الحرب وانشغال الجيش العربي السوري بالقضاء على الإرهابيين في الداخل والتهليل والفرح من قيل مايطلق عليهم إسم معارضة الخارج لكل ضربة صهيونية على سوريا لابل أكثر من ذلك قام بعض المعارضين وبكل وقاحة بزيارة الكيان الصهيوني مرات عديدة وأحدهم طالب بأن تشن القوات الصهيونية حملة عسكرية على سوريا وسمى القوات الصهيونية بقوات تحرير  حتى إنشاء مجالس المعارضات مع بداية الحرب على سوريا كمجلس اسطنبول وائتلاف الدوحة كان بتمويل أمريكي صهيوني وهذا ماجاء على لسان السياسي الأمريكي الصهيوني (دنيس روس)الذي صرح في إحدى مقابلاته التلفزيونية إن فكرة إنشاء ودعم مجلس اسطنبول واالائتلاف كان من معهد واشنطن الذي يديره ويشرف عليه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ومايؤكد هذا الكلام حضور الوزير الصهيوني والعضو البارز في حزب الليكود (أيوب قارة)اجتماع إنشاء الائتلاف في الدوحة في 8-11 -2012 ومايثبت هذا الوثيقة السرية التي تم الكشف عنها مؤخرا والتي جاء فيها بأن مايسمى بمجلس اسطنبول الذي يديره الإخوان المسلمون قد تعهد في نهاية عام 2011 بعد الوصول للحكم بإنقاص عدد الجيش السوري إلى خمسين ألف والتخلي عن المطالبة بالجولان والقضية الفلسطينية وقطع العلاقات مع كافة الفصائل الفلسطينية والتخلي عن المطالبة بلواء اسكندرون وتمرير المياه من سد أتاتورك في تركيا إلى الكيان الصهيوني عبر الأراضي السورية ومايؤكد هذا الكلام تصريح أول رئيس لما يسمى بمجلس اسطنبول برهان غليون في تاريخ 15-11 -2011 لصحيفة وول ستريت جورنال بأنه عندما نستلم الحكم سنقطع العلاقات مع إيران والفصائل الفلسطينية كافة وسنقوم بعزل حزب الله وسننهي أي دور لما يسمى بمقاومة اسرائيل وكلام برهان غليون هذا يؤكد ماجاء في هذه الوثيقة.

فتدمير سورية كان الهدف الأساسي لمشروع الخراب العربي وصمود سورية في وجه هذه الحرب الكونية واستعادة الجيش العربي السوري السيطرة على أكثر من تسعين بالمئة من الأرض السورية هو من أفشل ولو بشكل جزئي مشروع الربيع العربي .

فالربيع العربي ليست إلا مؤامرة كبرى لتدمير العرب والقضاء عليهم وتفتيتهم حتى يتزعم الكيان الصهيوني المنطقة وبدون منازع ويصبح هو السيد والعرب كلهم خدم عنده والربيع العربي ليست إلا ترجمة وتطبيق فعلي لمشروع الشرق الأوسط الجديد والذي أفصحت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزارايز عام 2006 وأحد بركات وتجليات هذا الربيع العربي المشؤوم أن أصبح العدو الصهيوني عند البعض من الأنظمة العربية صديقا والفلسطيني المقاوم عدوا وإرهابيا هذا ماتم للأسف وهذا أحد أهداف مؤامرة الربيع العربي تصفية القضية الفلسطينية والسلام مع العدو الصهيوني وللأسف الشديد الكثير من الأنظمة العربية تماهت مع هذا المشروع من خلال توقيعها المشؤوم على اتفاقيات ابراهام التطبيعية مع الكيان الصهيوني.

وفي النهاية نسأل أنفسنا كيف السبيل لنا كعرب لكي نقضي على هذه المشاريع الصهيونية الأمريكية كالخراب العربي والشرق الأوسط الجديد وصفقة القرن واتفاقات ابراهام التطبيعية والدين الابراهيمي الجديد الذي ولد من رحم اتفاقيات ابراهام والجواب

بأن نعمل لكي يكون  لدينا مشروع عربي مشترك نواجه من خلاله المشاريع المعادية لنا كالمشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني  وحتى يكون لدينا هذا المشروع يجب أن نحل كل خلافاتنا الثانوية أولا ولانسمح لأحد بأن يتدخل بيننا كعرب والأهم من هذا وذاك قضية العرب المركزية الأولى وهي القضية الفلسطينية فهذه القضية خط أحمر والكيان الصهيوني هذا الكيان المحتل المجرم الغاصب هو العدو الأساسي للعرب فهذه المعادلة يجب أن تكون راسخة وثابتة في عقولنا على مر التاريخ والعصور حتى زوال هذا الكيان المجرم بإذن الله ويجب أيضا توفر  قيادة لهذا المشروع  حتى ننهض من سباتنا العميق لأن الأمة العربية أمة عظيمة وأمة خالدة ولن تكون إلا أمة عظيمة وهذه الفترة العصيبة التي نعيشها ستنتهي وسننهض من سباتنا من جديد وبإذن الله.

الدكتور أوس نزار درويش

كاتب وباحث سياسي عربي سوري وأستاذ جامعي في القانون العام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى