الاعتداء الإسرائيلي الأمريكي المتوقع على إيران .. من سيربح؟… ومن سيكون الخاسر الأكبر؟…

مرصد طه الأخباري، تزداد الخلافات الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية حدة مع إيران، وقد تقود لاندلاع مواجهة عسكرية لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها المدمرة بسبب تهديدات وإصرار تلك الدول على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ورفض إيران الالتزام بالاتفاق النووي بيننها وبين الدول الست: أمريكا وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا الذي وقع في 2 نيسان/ ابريل 2015 وانسحبت واشنطن منه بشكل أحادي في مايو/ أيار 2018 .. إلا بعد رفع كامل .. للعقوبات الأمريكية الأوروبية المفروضة عليها.

إسرائيل تشعر بتهديد وجودي من التقدم الذي حققته إيران في صناعاتها النووية والصاروخية وأعلنت مرارا وتكرارا بأنها لن تسمح لها بامتلاك سلاح نووي، وقال وزير دفاعها بيني غانتس ” يجب علينا إعداد أنفسنا من أجل الدفاع عن دولة إسرائيل. وقد لا يكون هناك خيار أمامنا، في مرحلة ما، إلا العمل العسكري.” ولهذا زار غانتس ورئيس الموساد ديفيد يارنيع واشنطن الأسبوع الماضي، وأجريا محادثات في البنتاغون مع وزير الدفاع ومسؤولين أمريكيين آخرين حاولا خلالها استغلال التقارير عن انهيار وشيك لمحادثات فينا لإقناع واشنطن بتشديد موقفها من إيران، وبضرورة انضمامها للدولة الصهيونية في شن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، وبناء على ذلك طلب من الإدارة الأمريكية تزويد إسرائيل بأسلحة وتقنية قتالية متقدمة، والموافقة عل إجراء الطرفين تدريبات عسكرية مشتركة للتحضير لتدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت المحادثات والجهود الديبلوماسية.

ليس من المستبعد أن ترتكب إسرائيل والإدارة الأمريكية حماقة تاريخية بمهاجمة إيران خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة! فمن الذي سيستفيد أو سيكون المتضرر الأكبر من هذا الهجوم في حالة وقوعه؟ وما هي مصلحة دول الخليج التي لا تخفي دعمها وتشجيعها لأمريكا وإسرائيل بارتكاب جريمة كهذه ضد إيران وشعوب المنطقة؟

ستكون لهذا الهجوم، في حالة وقوعه نتائج خطيرة على إيران، والشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج لا يمكن التنبؤ بتداعياتها؛ لكنها من المرجح ألا تكون لمصلحة إسرائيل وأمريكا ودول الخليج لأسباب عديدة من أهمها: ان إيران دولة كبيرة قوية بشعبها وجيشها وحرسها الثوري وصناعاتها العسكرية، وصمدت في وجه الحصار والتحديات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية منذ قيام ثورتها الإسلامية، ولها تجارب قتالية مع العراق وفي سوريا واليمن، وسيساندها حزب الله في لبنان والعراق وحماس والحوثيون بالمشاركة في القتال ومهاجمة إسرائيل والمصالح الأمريكية على أكثر من جبهة.

ولهذا يمكن القول ان الاحتمال الأكثر واقعية هو أن إيران لن تنهار نتيجة للهجوم على منشآتها النووية، وستخرج منتصرة، وأقوى وأكثر نفوذا في الشرق الأوسط، خاصة في منطقة الخليج، وتشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل ومصالح أمريكا وأصدقائهما من الحكام العرب؛ اما السيناريو الأخر وهو لاقدر الله نجاح إسرائيل وأمريكا في تدمير المنشآت النووية الإيرانية فمن الممكن أن يؤدي في حالة حدوثه إلى انقسامات وعدم استقرار في الداخل الإيراني؛ لكن إيران ستبقى، وفي حالة نجاح الغرب في تغيير نظامها السياسي، فستكون إسرائيل الرابح الأول والولايات المتحدة الأمريكية الرابح الثاني؛ وسيكون النظام الإيراني الجديد نظاما قوميا مواليا للغرب وإسرائيل، ومعاديا للعرب، ومهددا لوجود بعض الدول الخليجية!

كاظم ناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى