ذكرى قصف قاعدة عين الأسد؛حقائق خطيرة عن الباليستي الإيراني أخفتها أمريكا عن الرأي العام

مرصد طه الأخباري، بتاريخ في 8 يناير 2020، أطلق الحرس الثوري الإيراني، في عملية عسكرية سميت باسم “عملية الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني”،العديد من الصواريخ الباليستية على قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، غرب العراق، فضلاً عن قاعدة جوية أخرى في أربيل، كردستان العراق. وبينما قالت الولايات المتحدة في البداية إنه لم يصب أو يُقتل أي من أفراد القوات الأمريكية في الهجوم،لكن اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية باصابة 109 جنديا أميركيا بارتجاج في الدماغ جراء الضربات الإيرانية.

عدنان علامه

وبتاريخ الاثنين، 10 فبراير / شباط 2020 نقلت وكالة (CNN) من أتلانتا التالي : “أصيب أكثر من 100 جندي أمريكي بإصابات في الدماغ جراء الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد في العراق في 8 يناير/كانون ثاني الماضي، وفقا لمصدر أمريكي مطلع” .

وقد أخفت أمريكا حجم الدمار الهائل الذي حوّل منشآت القاعدة إلى أثرٍ بعد عين نتيجة القصف الباليستي الإيراني الدقيق جدًا جدًا جدًا  الذي استثني ملاجئ الجنود ومع هذا اعترفت أمريكا بإصابة أكثر من 100 جندي بإرتجاج في الدماغ. فما هو السبب؟

لقد أصابت الصواريخ الإيرانية  منشآت قاعدة عين الأسد ودمرتها تدميرًا شاملًا، ونتيجة لإنفجار  الصواريخ انتقلت الموجة الإنفجارية عبر الأرض أدت إلي إرتطام الجنود الأمريكيين بجدران الملاجئ التي بنيت لصد موجات الكاتيوشا وليس الصواريخ الباليستية. فبالرغم من ان الجنود كانوا يلبسون خوذاتهم نتيجة إعلان اقصى درجات الإستنفار  فإنها لم تحميهم من قوة الموجة الإنفجارية التي فاقت قوة زلزال بأعلي الدرجات بحيث سببت إرتجاجًا في دماغ أكثر من 100 جندي لإرتطامهم بجدران وأسقف الملاجئ.

في حين لم تعلن امريكا أية تفاصيل عن الخسائر الفعلية ومجريات ما حصل بسبب

الرقابة  العسكرية المشددة التي فرضها البتاغون على كبار قادة وجنود القاعدة للتحدث حول الموضوع. ولكن هذا الحظر لا يشمل الضباط من الجنسيات الأخرى للحديث بإسهاب عن الكابوس الذي عاشه كافة الجنود الذي كانوا في ملاجئ قاعدة عين الأسد.

وسأعيد نشر  ما قاله الضابط الدانماركي مع تحليلي في ثلاث مقالات لنعرف السبب الحقيقي لطرح ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية في كل شاردة وواردة.

تحليل مضمون تصريحات الضابط الدنماركي للتلفزيون الدانماركي بتاريخ 13 يناير/ كانون الثاني 2020 الذي وصف معاناته في قاعدة عين الأسد

لقد تابعنا جميعاً أخبار تنفيذ الجمهورية الإسلامية في إيران تهديدها ووعيدها واستهدفت قاعدة عين الأسد الأمريكية  ب 13 صاروخ بعيد المدى. وقد تابعنا بإهتمام بالغ المؤتمر الصحفي لقائد القوة الجو فضائية العميد أمير علي حاجي زاده حيث استعان  بصور الأقمار الصناعية لشرح دقة الإصابات في قاعدة عين الأسد الإستراتيجية. وأكد أن  الهدف هو تدمير غرفة القيادة في القاعدة وقد تحقق ذلك. وأضاف بأن وسائل الدفاع عن القاعدة المتطورة جداً لم تعمل ؛ ولم تطلق أية رصاصة باتجاه الصواريخ التي استهدفت قاعدة عين الأسد.

وأشار  العميد إنه كان بالإمكان إستهداف مكان وجود الجنود الأمريكيين في القاعدة لكن لم يكن ذلك هدفنا. وتحدى ترامب أن يفتح القاعدة أمام الصحافة لإثبات إدعائه بعدم وقوع إصابات.

وقد حظرت أمريكا  دخول وسائل الإعلام إلى القاعدة لعدم نقل  وقائع حجم الدمار الهائل والإصابات الدقيقة عن قرب. ولاحقاً سمحت لوكالة سي ان ان تتفقد القاعدة  مع توجيهات  صارمة  بالتصوير عن قرب  وحصره بخلفية واحدة لإخفاء الخسائر الجسيمة في القاعدة. ولكن  مشهد الدمار خلف المذيعة كان مروعاً.

ولكن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية أفقد بهجة الإحتفال بالصفعة الإيرانية لأمريكا.  وحدث ما لم يكن في الحسبان. إذ تحدث شاهد عيان من القوة الدانماركية عن الرعب الذي عاشه مع المئات من جنود التحالف في الملاجئ. ودقة الإصابات. وقد أكد الشاهد في لقائه مع التلفزيون الدانماركي كل كلمة قالها العميد حاجي زاده في مؤتمر الصحفي . وسأعمد إلى ذكر كل سؤال للمراسل وجواب الضابط مع تحليل مختصر للمضمون.

أجرى التلفزيون الدنماركي لقاء مع ضابط دانماركي كان ضمن القوة المتواجدة مع الأمريكان في قاعدة عين الأسد. حيث انسحبت القوة الدانماركية مع قوات أوروبية اخرى نحو الكويت مباشرة في اليوم الثاني بعد الضربة الايرانية:–

1️⃣–فسأله المراسل : ماذا جرى بالضبط !؟

قال الضابط الدنماركي : إن القيادة ابلغتنا في الساعة الثامنة مساء ان ايران ستبدأ الهجوم الليلة، ويبدو ان الحكومة العراقية ابلغت القيادة المركزية الأمريكية.

هذا تأكيد لوجود خرق  أمريكي للحكومة  والقوات المسلحة الأمريكية على أعلى المستويات. لأن إيران أعطت العلم للحكومة العراقية بتنفيذ وعيدها ضد تواجد القوات الأمريكية في العراق وتم تسريب الخبر للقيادة المركزية الأمريكية.

2️⃣–يقول .. فدخلنا على الفور الى ملاجيء محصنة تحت الارض ..

وبقينا ننتظر بخوف ورعب وترقب !!

يقول الضابط وإذا بصاعقة تنزل علينا من السماء لتخنقنا في ملاجئنا لشدة الاتربة التي دخلت علينا !!

يقول، عندها أطلقت صفارات الإنذار !!!

فقال له المراسل، ولماذا لم تطلق صفارات الإنذار قبل وصول الصاروخ الأول !؟

قال له الضابط الدنماركي : يبدو ان الصواريخ مجهزة بأجهزة تشويش عالية الدقة !!

ثم يقول الضابط : بعد ذلك توالت علينا الهجمات الصاروخية المرعبة وكان عددها ١٣ صاروخا تقريبا !!

لقد دخل الجنود في حالة نفسية شديدة إذ دخلوا إلى الملاجئ المحصنة قبل الساعة الثامنة مساءً وهم يحسبون كل ثانية سيبدأ الهجوم. وبقوا يتَنظرون حتى بعد منتصف الليل ليختبروا ماهية الرد الإيراني. وما قاله الضابط عن دخول الأتربة إلى الملجأ خطير جداً. فهو يعكس أمرين لا ثالث لهما :–

أ- قوة إنفجار الرأس المتفجر للصاروخ وإمتداد الموجة الإنفجارية إلى مساحة واسعة.

ب- الملجأ الآمن والذي من المفترض أن يحمي الجنود من القصف المباشر لم يصمد أمام صاروخ إيراني إنفجر بعيداً عن أحد الملاجئ مما أدى إلى إنهيار جزء منه وتسرب الرمال بشكل كبير إلى داخل الملجأ. ويبقى تحديد الأسباب وأخذ العبر على عاتق لجان التحقيق الأمريكية.

وأحصى الضابط الدانماركي إنفجار 13 صاروخاً. ووصف الهجمة الصاروخية بالمرعبة. وعزا عدم إنطلاق صفارات الإنذار إلى أن الصواريخ مجهزة بأجهزة تشويش عالية الدقة. وهذا يؤكد مدى دقة إصابة الصواريخ الإيرانية وتطور صناعتها.

أكتفي بهذا القدر لليوم ولنا لقاء آخر قريباً جداً.

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى