أخ بي سي.. ٣١ عاما وشهر رمضان يجمعنا على الضلال! رامز والطفيليات أحادية الخلية!
مرصد طه الأخباري، مع حلول وقت الغروب كنت أجلس بمعية ما يقارب عشرين فردا متربصا من شتى الأعمار في انتظار آذان المغرب على شرفة مائدة تغص بكل مسميات الطعام المجهز منزليا .
عندما تحرر صوت الآذان أقلعت الملاعق والأسنان والسكاكين ونسفت المائدة عن بكرة أبيها وسط الغوغاء والضجيج والقرقعة والثرثرة عديمة النفع ، كان الطعام رديء الإعداد وبنفس طعم المرحلة التي نعيشها بالضبط ، تناولت بضع ملاعق مما استطعت تقبله وشكرت الله ودعوت للمضيف بكل الخيرات فالعبرة ليست بالطعام بقدر روح رمضان العظيمة وانعكاستها الإيجابية على التفرعات الإجتماعية .
طيلة الجلسة قام مضيفنا بتشغيل التلفاز واختار لنا محطة أخ بي سي العربية الأصلية كي تعمل على ترفيه الجو ، أعترف لكم بأنني لا أعرف شيئا عن محتويات هذه القناة لأنني لا أجرؤ على مشاهدتها ولو لدقيقة واحدة ، المهم وتبعا للظروف المحيطة اضطررت قسرا ومرغما لمتابعة الفقرات التي يتقيؤها التلفاز من هذه القناة الإخراجية ، حيث لم يكن الطعام هو الشيء الوحيد الرديء الإعداد .
بدأ الطين الدرامي بحلقة ( رائعة ) لمسلسل خليجي عز نظيره ، شعرت معه بأنني أنزل درجة او إثنتين في سلم التطور الخاص بداروين ، ثم عقب الإفطار تحضرت أنفاس الحاضرين وهي تتهيأ لمشاهدة الفقرة التالية من العرض الشهي والذي تبين أن الجميع ينتظره والذي يقدمه كائن متطفل أحادي الخلية يتميز بأهداب خضراء عند الرأس ، الشيء المثير للإنتباه هو القدر الكبير من التحضير النفسي المتروك الأثر لدى الآخرين بلا وعي منهم .
دون الدخول في تفاصيل وحيثيات البرنامج لا يمكنني سوى القول والحسرة تملأ قلبي بأننا نستحق كل ما يجري لنا بكل جدارة ما دمنا نستخدم كل هذه الثروات والمقدرات كي نرتد إلى البداوة والجاهلية المنتقاة بعناية والمصفاة من الرجولة والكرامة والشهامة ونكفر بكل ما هو عقلاني ومنطقي ونجري وراء الغرائز البدائية التي ترفعت عنها الشعوب المتحضرة ، وأسفاه على ما ما وصلت إليه الشاشة العربية من التآمر على شعوبها ونفسها ومصيرنا ومصيرها .
كانت البرنامج حثالة فكرية خالصة مع شخصيات تمثل حثالة البشرية وفيها تتوج البذاءة على انها فن والهبل على أنه فهلوة ومهارة ، والتفاهة على انها مصدر تسلية وضحك وفوق كل ذلك فهي إساءة للهوية والوجه العربي المسلم بكل تفاصيله ، إنها عقد نكاح باطل بين العقل والفضائيات التي تضع في جعبتها أرصدة بالملايين لتظفر في معركة الإغواء والغواية لعقول وعيون المتفرجين وتزرع في كل فقرة وكلمة سمومها الخاصة المستوردة من دليل مصلحة اسرائيل ، فكل خراب اقتصادي او اجتماعي أو نتاجي لأي شعب عربي هو حتما يصب في مصلحة أعداء الأمة …….هل وصل بنا اللهو واللعب إلى هذا المستوى الإعلامي الفاضح بعد كل هذه السنوات ؟
الممثل المذكور ذو الأهداب الخضراء والذي قدم الاساءات الأدبية الجيدة لكل أذواق المتابعين الذين يضحكون بكل ما جادت به وجوههم وزمانهم الرديء ليس مجرما ولا خارجا عن الملة ، إنه مجرد حشرة طفيلية أنتجتها التربة الدنيئة التي رعاها النظام العربي الفاسد كي يفرخ منحلين ومنحطين وحاملي شهادات البذاءة الفنية والدرامية والذين يلقون رواجا وإقبالا في زمان التفاهة والرخص والإنحطاط بكل تجلياته ، الكارثة الكبرى أن هذا الكائن يسمى (فنانا ) ، وفي تفسيرات أخرى فالسيد رامز والسيد عادل والسيد قصبي والسيد مسخ والسيدة شـمطاء وغيرهم الكثير من الشياطين التي تتجلى في هيئات آدمية ذكورية وأنثوية ، ليس إلا رجلا عاديا أو إمراة عادية شاءت ملابسات البلاهة والسفالة أن يتقلد حرفة التمثيل ليتحول إلى أداة في يد المؤلفين والمخرحين وحشيشة أو سيجارة يستمخ عليها الثملون الملقون أمام الشاشات وهم يشربون البيبسي كولا ويقضمون الحلوى والقطايف ويعيشون حياتهم ضمن أحلام الباربيكان ومن سيربح جائزة المليون .
أتساءل أحيانا بيني وبين نفسي كيف يمكن لهذه الكائنات البكتيرية أن ترتقي في سلم الذكر وتحتل مكانة إجتماعية في الأوساط الشعبية علما أنني أجد النقد والشتائم المخصصة لهم حيثما تم ذكرهم أو الاتيان على أسمائهم ؟
الإجابة على ذلك تكمن في أن أي واحد من هؤلاء يمثل نائبا عن فريق متكامل من رجال الشر المتكاتفين والمتعاونين من مصورين ومخرجين وكاتبي نصوص وصحافيين ومذيعين ومحللين وخبرا ء في علم النفس والتجميل والديكور والإضاءة والصوت تدفع لهم مبالغ خيالية ليجودوا بأفضل زبالة فكرية تخرج من عوادمهم ، إنه جيش كامل من الخبرة والمهارة والمؤثرات التي تجتمع على عقل المشاهد ويتقمصها ممثل ما لينوب عنها كلها ليتحول في النهاية إلى جرس بافلوف الذي يسبب إسالة لعاب المشاهدين كلما خرج عليهم هذا القرد ودق لهم الجرس .
لا أفهم كيف يصوم أحدهم طيلة النهار ثم يدنس صيامه برامز او تافه او فاسق او عاهرة ، لا أفهم كيف يصلي أحدهم تراويح الليل ويرتل القرآن كي يغضب الله بمعانقة الشيطان عند السهرة والاستماع لمسلسلات الانحراف واللهو ، لا أعرف كيف يمكن لشعوب أن تطهر أنفسها بالصلاة والصيام نهارا كي تقدم ذلك قربانا للفاسقين والشياطين عند مذابح الشاشات الأفيونية ، إنها شعوب يراد لها أن تكون تائهة عمياء البصيرة تعاني من اضطرابات هضمية ودينية وأخلاقية .
رامز وعادل ومسخ وسعدان بن قردان مجرد أبواغ فطرية طفيلية نمت وترعرعت في الظلام والبرودة والرطوبة والنسيج المتحلل للأمة النائمة وقد أحسن تشغيلها واستثمارها في لهو الشعوب وزيادة غرقها في الوحل والسفالة والابتعاد التام عن الجدية والعلم والانتاجية العقلية والحياتية ، لا تستغربوا أن معدلات السرطان والسكري وأمراض القلب عالية في بلاد العروبة والإسلام فلا عجب أن الأجساد تنهار وتمرض ما دامت القلوب والعقول مزروعة بسرطانات من امثال اولئك على شتى جنسايتهم ….إنهم حلف الشيطان الذي يسرحهم ويجمعهم للقضاء على رسائل السماء وفطرة الخير في الإنسان .
أمثال المذكورين أعلاه وغيرهم مجرد أبطال في هزيمة الأمة من الداخل ، فكما ان لدينا أبطال الهزيمة الخارجية الدائمون فهؤلاء الممثلين هم أبطال صناعة الهزيمة الداخلية ومبتكرو التفكك والتحلل الإجتماعي ومخربو الأسرة العربية وادوات المستعمر في تحوير وتحريف ثقافة الأمة ونزعها عن صبغتها العربية الإسلامية ، رامز وعادل وسعدان أوبئة متأصلة مزروعة بقوة في ذهنية المتابع العربي الضال الذي لا يحسن التمييز بين ما ينفع وما يضر ، لا يتحمل هؤلاء الممثلين وغيرهم كامل الجريمة الآخلاقية التي يقترفونها كل يوم عبر الشاشات وتصفق لهم الأمة السكيرة ، إنهم أنصاف مجرمين ، النصف الاخر يقع في الشعوب المعاقة التي تبتلع هذا الهبل والهراء والزبالة الحضارية والسلوكية على انها ترفيه وتسلية رمضانية ممزوجة بشعائر الشهر العظيم ومباركة بحضوره
شكرا كبيرة لمن ينفق الملايين على برنامج رامز السنوي الذي يستمر في التضخم واستقطاب الذباب ويتحول إلى الترند الخاص بأمـة العرب والمسلمين كي يجلب الضحكات الرخيصة إلى الوجوه البالية التي خسرت ماضيها وحاضرها وشكرا له لأنه تمكن من خلق وشغل عقول الشباب والأجيال بشيء قيمته فلس واحد ، شكرا له لأنه خدم المشروع الصهيوأمريكي كما يراد له وأكثر عندما ألهى الامة وراودها عن نفسها واستبدل قضايانا بوجوه كالحة ميتة تجلب ضحكات ميتة وبدد ثرواتنا وضحكاتنا المؤجلة ، شكرا كبيرة للقناة التي تشتغل منذ أكثر من ثلاثين سنة في غواية الأمة والضحك عليها وتحريف معاني وجودها وإجتهادها وإلهائها عن رفعتها وطريق حريتها ، شكرا لرمضان الخاص بالقناة والذي يجمعنا معها على الحرب على رمضان وتعاليمه وروحه النقية التي تحاول تلويثها وقتلها بكل أدواتها وممثليها .
المعركة مع الحلف الصهيوامريكي ليست بعيدة كما تتصورون إنها موجودة في كل بيت من بيوتنا وكل شاشة من شاشات الإعلام العربي ….قاطعوها اولا كي تنتصروا على مصائبكم وكي تعرفوا الطريق إلى نصر هذه الأمــة.
المهندس خالد شــحام