فريضة الحج والعبث السعودي، الحج فريضة دينية تجمع المسلمين إلا أن النظام السعودي حولها أداة سياسية لخدمة مصالحه.

مرصد طه الأخباري، الحج فريضة دينية تجمع المسلمين من كل دول العالم، إلا أن النظام السعودي حوّل هذه الفريضة إلى أداة سياسية لخدمة مصالحه.

خلال السنوات الماضية خرجت الكثير من الدعوات في البلدان الإسلامية لتشكيل هيئة عامة مهمتها الإشراف على مراسم الحج والعمرة في بلاد الحجاز أو ما تسمى بالسعودية.

الهدف من تشكيل هذه الهيئة أن تكون هذه المراسم تحت إشراف إسلامي من عدة دول بدلًا من أن يستفرد النظام السعودي بموسم الحج وما هو مرتبط به.

أسباب هذه الدعوات المحقة هي فشل بني سعود في أكثر من مناسبة وموسم في إدارة هذه المراسم وهذه العبادة الواجبة بالإضافة الى الأحداث الدموية التي وقعت والمجازر التي ارتكبت بحق حجاج بيت الله الحرام.

بل والأخطر من ذلك هو لجوء بني سعود إلى منع بعض الدول من إرسال أي مسلم لأداء هذه الفريضة الواجبة. على سبيل المثال لا الحصر حتى الآن تمنع السلطات السعودية المسلمين السوريين من أداء هذه الفريضة كذلك الأمر بالنسبة للمواطنين اليمنيين.

كما أن النظام الصهيوسعودي يتحكم بطريقة إعطاء التأشيرات الخاصة بالحج ومن يحق له ومن لا يحق له، وهنا أيضاً يظهر استخدام بني سعود فريضة الحج كأداة سياسية.

وفي لبنان حدد النظام الصهيوسعودي عددًا من التأشيرات الخاصة بحزب “القوات” وسمير جعجع وهو من يحق له أن يمنح التأشيرة للمسلم الذي يريد أن يقوم باداء هذه الفريضة، كما أنه قسم هذه الحصص على الأحزاب والشخصيات التي تتوافق مع سياسة السعودية القمعية، وهذا غيض من فيض، وهناك الكثير من الأمثلة التي فعلاً تستدعي أن يكون هناك إشراف عام من قبل الدول الإسلامية على موسم الحج.

المهم في كل ذلك أنه وبعد تصاعد هذه الدعوات شعر النظام السعودي بخطر عودة هذه المراسم إلى واقعها الحقيقي والمنطقي فراح يعقد الكثير من الندوات واللقاءات والإطلالات لتبديد هذا المشروع ومنعه من أن يتحقق، ولأن هذه الخطوة وهذه الدعوات شكلت أرقاً للسعودية بدأت العمل على إنشاء مركز إعلامي تحت مسمى مواجهة مزاعم تسييس الحج وتدويل الحرمين حيث صدرت عدة قرارات تحت عدة مسميات، فمثلًا احدى الرسائل تقول “صدور الأمر السامي الكريم رقم (19034) وتاريخ (21/3/1441هـ)  القاضي بتشكيل اللجنة الدائمة لدراسة ومتابعة ما يُثار حول الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والأمر السامي الكريم رقم 67538 وتاريخ 19/12/1441هـ القاضي بالموافقة على ما تضمنته الفقرة (ثانياً) بقيام وزارة الإعلام بالتنسيق مع اللجنة الدائمة المشكلة بإعداد مشروع تنظيم مركز إعلامي لمواجهة الحملات المغرضة التي تستهدف جهود (المملكة) في خدمة ضيوف الحرمين من حجاج ومعتمرين يتضمن مهامه ومسؤولياته، وارتباطه التنظيمي، ورفع ما تنتهي إليه الإجراءات. وقد أبدت اللجنة الدائمة ملاحظاتها ومرئياتها التي تم الأخذ بها ومراعاتها في إعدد مشروع المركز الإعلامي بصيغته الحالية المبينة في التقديم”. وهنا طبعا نذكر بعض النقاط التي يسعى النظام السعودي للتركيز عليها من خلال انشاء هذا المركز لمواجهة ما اسماه السعي للتدويل:

أولاً: الرؤية وطبعًا كما تقول الرسالة السرية: “رؤيتنا أن يكون المركز ذراعاً إعلامياً قوياً فاعلاً ومؤثراً في العالم الإسلامي بمهنية عالية لمواجهة ما يثار من حملات مغرضة تستهدف رعاية وخدمة المملكة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، ومزاعم تسييس الحج وتدويل الحرمين”.

ثانياً: الرسالة: “يعمل المركز على نشر رسالة إعلامية عالمية مؤثرة ومهنية لجهود المملكة في إعمار ورعاية الحرمين الشريفين”.

ثالثاً: أهداف المركز: استخدام القوة الناعمة والروحانية (الاسلامية) لإبراز رسالة الحرمين الشريفين في الدول الإسلامية إعلامياً وتسليط الضوء على جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين.

إضافة إلى التغلغل داخل أوساط مواقع التواصل والمؤثرين في المحيط الاسلامي بشكلٍ متواصل لتشكيل رأي عام مؤيد لصالح المهلكة.

وذكرت الرسالة ضرورة مراقبة أجندة الدول المعادية (التركي الإيراني القطري) إزاء تسييس الحج ومشروع تدويل الحرمين الشريفين أو أي تحركات ضد توجهات المملكة من خلال مصادرها والرفع أولاً بأول عن طبيعة تحركها في أروقة وكواليس الدول التي تتحرك بها.

كما يعتبر النظام السعدوي أنه من بين أعداء المملكة (منظمات حقوق الانسان الدولية ومنظمة العفو ومنظمات المجتمع المدني العالمية المعارضة للمملكة) حيث تؤكد الرسالة ضرورة مواجهتها ومراقبة ما تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أكدت الرسالة على ضرورة إغراق الفضاءات الإعلامية الإسلامية بقصص احترافية ومواد ذات محتوى جاذب رقمي متعدد اللغات يحكي عن دور السعودية في فريضة الحج.

طبعاً المركز حسب المقترحات المرفوعة إلى “المقام السامي” كما تسميه الرسالة يعول عليه بالكثير من المجالات وتذكر الرسالىة الكثير من المقترحات.

وهنا نصل إلى الخاتمة لو أن النظام السعودي لم يشعر بالخطر من هذه الدعوات لما كان استنفر الى هذا الحد كما انه لو كان لديه الاطمئنان أن ما يقوم به هو فعلا خدمة حجاج بيت الله الحرام كما يأمر الله بعيداً عن السياسة والمحسوبيات والاستفادة المالية لما كان شغل باله بهذه الدعوات.

إذاً هل ستجدد بعض الدول والجمعيات دعواتها فعلا لإخراج موسم الحج والأماكن العبادية والحرمين الشريفين من ايدي بني سعود؟

حسين مرتضى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى