فاجعة لا تنسى إنه عام ١٢٢٠ هـ، حيث تمت محاصرة المدينة المنورة من قِبل آل سعود الخونه
مرصد طه الأخباري، إنه عام ١٢٢٠ هـ، والذي تلته أحداث كثيرة وأوضاع سياسية متقلبة في الحجاز، حيث تمت محاصرة المدينة المنورة من قِبل آل سعود لفترة طويلة، وتحمل أهلها الكثير من الضغوطات والمضايقات، حتى تمكن المجرمون من دخولها(١).
▪️ كان الطاغية “سعود بن عبدالعزيز” قد دخل المسجد النبوي وزاره، ومكث في المدينة المنورة عشرة أيام ولم يغير فيها شيئًا، ولكنه في اليوم الحادي عشر، طلب من الخدم السودان في المسجد النبوي أن يدلّوه على خزائن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، حينها رفضوا بأجمعهم، فأمر بضربهم وسجنهم، حتى تم انتزاع الإجابة منهم بالقوة، فأخبروه عن بعضها، وأخذ كل ما فيها. بعد ذلك، وضع واليًا على المدينة من قبيلته، ثم خرج إلى البقيع يريد نجدًا، فأمر بهدم كل القباب التي كانت في البقيع، وكانت تلك مرحلة التدمير الأولى، مما أدى إلى ارتفاع نبرات الاستنكار والاعتراض في العالم الإسلامي(٢).
▪️ بعد ذلك، بدأت عملية إعادة الإعمار للبقاع المباركة والآثار الإسلامية، بعد طرد الوهابيين وإخراجهم من مكة المكرمة والمدينة المنورة(٣)، فقد تم بناء الكثير من الآثار التي تركها آل سعود خرائبًا، وكان ذلك من خلال موافقة العلماء، والمساعدات المالية التي كانت تصل إلى المدينتين المقدستين من المسلمين.
بعد فترة من الزمن، جاء طاغية آخر يدعى “عبدالعزيز بن عبدالرحمن”، ففي عهده استولى الجيش الوهابي على المدينة المنورة مجددًا في الخامس عشر من جمادى الأولى سنة ١٣٤٤ هـ، وقام بإرسال فقيه من الوهابية يسمى “الشيخ عبدالله بن بليهد”؛ حتى يمهد لتدمير البقاع المقدسة في البقيع، يسحق اعتراضات علماء المدينة بأجمعهم، يقوم بتهديدهم وتعريضهم للضغوط النفسية الشديدة. إلى أن جاء ذلك اليوم الأسود، والذي دُمرت فيه جميع البقاع المقدسة في البقيع تدميرًا تامًا، وكان ذلك في الثامن من شهر شوال في السنة ذاتها، ومنها البقاع المباركة لأئمتنا عليهم السلام، ولم يبق منها شيء سوى تلال من التراب، مما أدى إلى ظهور اعتراضات واستنكارات واسعة في العالم الإسلامي على شكل رسائل وكتب(٤).
📚 ١. عنوان المجد في تاريخ نجد ٢٨٨:١
📚 ٢. قصة تدمير آل سعود للقباب الإسلامية في الحجاز، البقيع ٨٣
📚 ٣. موسوعة العتبات المقدسة ١٠٦
📚 ٤. قصة تدمير آل سعود للقباب الإسلامية في الحجاز، البقيع ١٣٩