مطلوب “خطير فجّر نفسه بحِزامٍ ناسف بجدّة و رئاسة أمن الدولة السعوديّة تُثير جدل ومخاوف عودة “الإرهاب والتطرّف

فجّر نفسه بحِزامٍ ناسف بجدّة ومطلوب “خطير”.. رئاسة أمن الدولة السعوديّة تُثير جدل ومخاوف عودة “الإرهاب والتطرّف” وتُحذّر من التبرّع لجهات خارجيّة مجهولة “مُغرّدةً” بمبنى تعرّض للتفجير.. بن سلمان كان تباهى بتخفيض عمليّات الإرهاب إلى صفر فهل توجد رغبة مُتطرّفة لتحدّيه؟

غابت مظاهر التشدّد والتطرّف عن واجهة العربيّة السعوديّة وجبهتها الداخليّة، مع توجّهٍ حاد نحو مظاهر الانفتاح والترفيه، التي يرى البعض أنها لا تزال تُزعج التيّارات السلفيّة والصحويّة، والوهابيّة في المهلكة، وبالرغم أن جميع رموزهم خلف القضبان، ولم تعد السلطات الصهيوسعوديّة مُكترثةً برضاهم، وبالتالي وجود مخاوف من ردّات فعلهم، التي قد تصل إلى الانتقام واستهداف المدنيين، كما كان يفعل تنظيم القاعدة ضد الرعايا الأمريكيين المُقيمين على الأراضي الصهيوسعوديّة.

هو زمنٌ انتهى إذًا، ولكن ثمّة من عبّر عن بعض مخاوفه من عودة التطرّف إلى بلاد الحرمين، وهذه المرّة من بوّابة انتقالها للانفتاح الذي يراه المُتشدّدون خُروجاً عن الملّة، ويستدعي خُروجاً على السلطات وولاة الأمر كما تقول أدبيّاتهم، ومع ذلك قد تكون حادثة فرديّة كما يراها مُتحمّسون للسعوديّة الجديدة.

تفاعل السعوديون بالفعل الجمعة، مع إعلان رئاسة أمن الدولة، أنه وخلال تعقّب أحد المطلوبين أمنيّاً الأربعاء، وعند مُباشرة إجراءات القبض عليه، بادر بتفجير نفسه بحزام ناسف، ما نتج عن مقتله، وإصابة مُقيم باكستاني، وثلاثة من رجال الأمن، وفي حي السامر بمحافظة جدة.

غابت هذه الحوادث عن مسامع وأذهان السعوديين في السنوات الأخيرة، ولافت فيها كما يرى معلّقون، بأن المطلوب الأمني ووفقاً لبيان رئاسة أمن الدولة، بادر لتفجير نفسه بحزامٍ ناسف كان يرتديه، وهو ما يطرح تساؤلات حول مصدر هذا الحزام الناسف، وكيف لهذا المطلوب الأمني أن يتحرّك به بتلك السهولة بين المدنيين، وماذا لو جرى تفجيره في مكان فيه عدد كبير من المدنيين السعوديين، والمُقيمين، ولماذا تأخّرت إجراءات القبض عليه أو عجزت عن تحديد مكانه وهو بهذه الخُطورة، ومطلوب مُنذ 7 سنوات، والتفجير أدّى إلى إصابة ثلاثة من رجال الأمن الصهيوسعودي.

عبد الله بن زايد عبد الرحمن البكري الشهري والذي فجّر نفسه عند مُحاولة القبض، يبدو من خلال تصريح المتحدث باسم أمن الدولة، معروفاً لأجهزة الأمن السعوديّة، فقد ورد اسمه ضمن قائمة تضمّنت 9 مطلوبين معروفين للأجهزة الأمنيّة، وهو المطلوب رقم 4، أي أنه يُشكّل خطورة كبيرة، تستدعي سُرعة القبض عليه وهو ما تأخّر وانتهى بتفجير نفسه، وحتى لا يتمكّن من نشر أفكاره المُتشدّدة بين الشباب، وزرع خلايا نائمة مُتطرّفة قد لا تقتصر على 9 مطلوبين مُحدّدين للأمن السعودي.

رئاسة أمن الدولة السعوديّة من جهتها، أكّدت مُواصلتها بعزيمة وإصرار وحزم في التصدّي لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن البلاد واستقرارها، وسلامة المواطنين والمًقيمين على أراضيها.

وتعليقاً على الواقعة التي وقعت الأربعاء، وأعلن عنها رسميّاً الجمعة، علّق وزير الشؤون الإسلاميّة والدعوة والإرشاد الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وهو للمُفارقة الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر المُتّهمة هي الأخرى بإنتاج التطرّف بين الشباب قائلاً: “‏شكراً ‎رئاسة أمن الدولة على جهودكم المباركة في المحافظة على الأمن وحماية المجتمع من الإرهاب الأسود الذي يسعى لتدمير البلاد والعباد وتقويض اللحمة الوطنية، نسأل الله أن يحفظ ‎المهلكة وأن يديم عزّها ورقيها وتقدّمها وأن يحفظ أمنها واستقرارها في ظل القيادة الحكيمة”.

وأعاد مُغرّدون سعوديون عبارة قالها  ملحد بن سلمان ولي العهد الصهيوسعودي وهو صاحب مشروع الانفتاح، والتخلّص من الصحويّة الإسلاميّة يقول فيها: “أبيك تعرف حاجتين، دم ولدك عندي، باخذه من كل متطرّف، ومن كل إرهابي بهالبلد”، كما دعا آخرون لله بأن يُديم نعمة الأمن والأمان على بلدهم السعوديّة.

وكان  بن سلمان الحاكم الفعلي لبلاده، قد تباهى في تصريح سابق، بأنه قضى بعام واحد على مشروع متطرّف صُنِع في 40 سنة، كما كان أكّد بأن هيكلة وزارة الداخليّة في عهده خفّضت عمليّات الإرهاب إلى صفر، ما يُعيد طرح تساؤل حول ما إذا كان المُتطرّفون يُريدون تحدّي الأمير الشاب وفرملة مشروعه الانفتاحي، ولفت الأنظار من خلال هذا التفجير بحزام ناسف، قد يتبعه تشويشات أخرى “إرهابيّة”.

تجدر الإشارة بأن أجهزة الأمن السعودي، لا تزال تحاول القبض على 3 مُتطرّفين من ضمن قائمة التسعة المطلوبين، وهُم مطيع سالم يسلم الصيعري، ماجد زايد عبد الرحمن البكري الشهري، طايع سالم يسلم الصيعري، حيث قام نشطاء تواصل اجتماعي بتعميم صورهم على العامّة للتبليغ عنهم، وحتى يتمكّن رجال الأمن من القبض عليهم.

وبالعودة إلى حساب رئاسة أمن الدولة،  نشر الحساب تغريدة ما قبل ساعات من إعلانها الرسمي بيان حول تفجير المطلوب نفسه، وتضمّنت التغريدة مقطع فيديو من 20 ثانية يُحذّر من التبرّع لجهات خارجيّة مجهولة، والذي بحسبها قد يكون مصدرًا لتمويل الإرهاب، ويظهر في المقطع مبنى مدني سليم، ثم يتعرّض للتفجير بفعل الحوالة لجهة مجهولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى