لماذا ألغى الصدر تظاهراته المليونية؟ وما أسرار جولة العامري واستقالة وزير المالية؟

مرصد طه الأخباري، مقتدى الصدر وجه دعوة لتظاهرات مليونية بمشاركة جميع محافظات العراق، وكان الهدف الاول منها تحويل تظاهراته امام البرلمان من (ثورة صدرية) تمثل حزب واحد الى (ثورة عراقية) تمثل كل الشعب، لذلك أصدر امس توجيها بمنع رفع صورته وصورة أبيه او ذكر اسمه خلال التظاهرات المرتقبة لتذويب هوية الجمهور الصدري بين الاخرين.

1️⃣. فوجيء الصدر  أن جميع المحافظات السنية وتحالف السيادة يرفضون المشاركة بتظاهرة السبت، وأن الأكراد أيضا يرفضون المشاركة، وبذلك لم تعد تظاهراته (عراقية) طالما السنة والكرد يقاطعونها.. كما أن قوى تشرين، والحزب الشيوعي، والتيارات المدنية أعلنوا رفضهم المشاركة، بجانب جميع العشائر العراقية باستثناء ما كان شيوخها صدريون.. وبذلك لم يعد الهدف الذي أراده الصدر متاحا إطلاقا، ولا داعي للتظاهرات.

2️⃣. رغم ان الصدر حاول مؤخرا طمأنة الشارع وكسب ود الحشد ببيان جميل، وحضر مجلس السيد السيستاني لطمانة مقلديه ومحبيه، ثم دغدغ عواطف جمهور الاطار ببيان طويل مهذب، محاولا استقطابهم لساحة الاعتصام او كسب موقفهم، لكن جميع منصات إعلام التيار كانت على النقيض من موقف الصدر تماما، وتفسد عليه مآربه بخطاب متشنج بذيء لم يترك أحدا ممن ذكرناهم إلا ولعنه وجرمه وتوعده بالويل والثبور.. وهذه من أعظم أخطاء التيار التي شخصناها مرارا بمنشورات سابقة، والتي منعت الشارع الشيعي من التفاعل مع دعوات الصدر.

3️⃣. لم يكن ذلك وحده سبب الغاء التظاهرة، بل أن جولة السيد هادي العامري على القوى السنية والكردية كانت تحمل مبادرة، تتضمن (أولا) استئناف عمل البرلمان لاقرار القوانين وممارسة دوره الرقابي، وان يعقد جلساته خارج الخضراء. و(ثانيا) مضي الاطار بتشكيل حكومة تضم كل الاكراد وكل السنة مع دعوة للتيار للمشاركة، وتكون حكومة انتقالية مؤقتة لمدة عام مهمتها الاعداد لانتخابات مبكرة. و(ثالثا) دعوة جميع القوى السياسية الى حوار وطني شامل..  وقد لاقت مساعي العامري تجاوبا كبيرا من الكرد والسنة وممثلية الامم المتحدة، وبقية الاطراف الدولية.

وبهذا لم يعد بوسع التيار الحديث باسم الشعب العراقي، وفرض خياراته بالنيابة عنه، طالما كل قوى الشعب باختلاف اطيافها شكلت اجماعا وطنيا.. الأمر الذي أفرغ التظاهرات المليونية التي كان سيقينها من محتواها وروحها.

4️⃣. معلومات لم تتأكد بعد، تفيد ان تقديم وزير المالية علي علاوي استقالته ، ربما يكون باتفاق مسبق من الاطار وقوى أخرى، تمهيدا لترشيحه لرئاسة الوزراء، كمرشح توافقي لحكومة مؤقتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى