الخطيب الحسيني الشهير الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي في سطور

مرصد طه الأخباري،ولد الشهيد الكعبي في مدينة المشخاب ، في يوم ذكرى مولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ولذلك سمي بـ (عبد الزهرة).

نشأ وترعرع في ربوع كربلاء المقدسة بعد أن اشتد عوده وقوي ساعده دخل معاهد العلم والأدب عند الكتاتيب آنذاك يسمى بـ (الملا) فتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم كله وهو في سن مبكر خلال ستة أشهر على يد الشيخ محمد السراج في الصحن الحسيني الشريف، وفي علم العروض على يد الشيخ عبد الحسين الحويزي، ثم أصبح من أساتذه الحوزة العلمية الشريفة في كربلاء حيث كان يلقي دروسه في الفقه الإسلامي واللغة العربية وفن الخطابة على عدد من طلبة الحوزة والعلوم الدينية [3] وتولى التدريس في مدرسة الإمام القائم ومدرسة الشيرازي ومدرسة (باد كوبة) الدينية وغيرها كما درس الأحاديث النبوية وخطب نهج البلاغة.

حضر مباديء العلوم على الحجة الشيخ علي بن فليح الرماحي، ثم درس الفقه والأصول على العلامة الشيخ محمد داود الخطيب، وأخذ المنطق والبلاغة على العلامة الحجة الشيخ جعفر الرشتي.

أما الخطابة فقد أخذها على الخطيبين الجليلين الشيخ محمد مهدي المازندراني الحائري المعروف بـ (الواعظ) وخطيب كربلاء الأوحد الشيخ محسن بن حسن أبو الحب الخفاجي ثم برع فيها واشتهر، وذاع صيته في الآفاق مخلصاً متفانياً في خدمة الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام .

فكانت له المجالس العامرة بالجماهير من الرجال والنساء والأطفال في مساجد كربلاء وحسينياتها ودورها وأسواقها فضلاً عن مجالسه في مدن العراق الأخرى مثل بغداد والنجف والحلة والدجيل والمشخاب والبصرة والديوانية والشطرة والمجر الكبير والأهواز.

وقد سافر لعدد من الدول العربية من أجل التبليغ بإشارة من مراجع الدين العظام أمثال آية الله العظمى السيد محسن الحكيم  وبعض أهل العلم والفضيلة فذهب إلى  البحرين والقطيف والأحساء وجنوب إيران وغيرها من البلدان خارج العراق. ونال إعجاب المستمعين وتأثرهم بمجالسه، لما له من دور متميز في هذا الفن، فضلاً عن سجاياه الحميدة وطباعه الكريمة

كان الشهيد الشيخ عبدالزهراء الكعبي عجيباً في شخصيته الإيمانية . وقد امتاز عن غيره في صفات حسنة كثيرة ، دعته شجاعته ان لا يتردد في قول الحق ومعارضة البعثيين في العراق .

ورغم انهم سجنوه وعذبوه .. إلا أنه لم يتراجع عن مسيرته. وأخيراً سقاه أحد المدسوسين الخونة من ازلام البعث الصدامي المقبور ، فنجان قهوة مسمومة ، قبل ارتقائه المنبر الحسيني في صحن ابي الفضل العباس بن  الإمام علي ابن طالب عليهما السلام ، وذلك في ذكرى استشهاد السيدة الزهراء عليها السلام.

فما أن بدأ بخطبته على المنبر حتى استولى عليه الضعف ، فأنهى خطابه بسرعة وطلب ماء .. لكنه فارق الحياة قبل ان تصل إلى شفيته قطرة منه . فاقتدى في ذلك بشهداء الطف الذين قتلوا في سبيل الله بكربلاء مع سيدهم العطشان و قدوة اباة الضيم الامام الحسين عليه السلام.

والغريب جداً أن الشيخ عبدالزهراء ولد سنة ١٣٣٩ الهجرية يوم ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام ، فسماه أبوه “عبد الزهراء” ، كما ان استشهاده كان أيضاً في يوم ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء سنة ١٣٩٣ ، وكان بين هذه الولادة وهذه الشهادة ، عالماً للدين وخادماً للمنبر الحسيني وموالياً لبضعة المصطفى فاطمة الزهراء بنت خير الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله .

السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أخيه أبو الفضل العباس وعلى أخته الحوراء زينب بطلة كربلاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى