هل تعيد أمريكا تفعيل داعش.. وماذا يفعل الجنرال كوريلا بمخيم الهول؟
مرصد طه الإخباري، هل تعيد واشنطن تفعيل داعش والزج بها من جديد؟و ما دور قسد في هذه المرحلة؟ و هل تسعى لأخذ تطمينات من أمريكا لمنع حدوث عدوان تركي؟
لماذا يزور الجنرال كوريلا المخيم الأخطر في المنطقة؟
كيف ستلعب واشنطن ورقتها الأخيرة في المنطقة؟
منذ القضاء على تنظيم داعش في آخر معاقله الباغوز والذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد احتلت أراضٍ سورية بذريعة محاربته، باتت واشنطن بلا غطاء يحميها في شرق الفرات، فهي تسرق مقدرات الشعب السوري وتنهب خيراته على حسابات زائفة تدعيها الإدارة الأمريكية أنها تخشى عودة تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة.
بين الفينة والأخرى تدفع واشنطن بخلايا داعش لمهاجمة الجيش العربي السوري في وسط البادية، في محاولة منها لجعل البادية منطقة خصبة لنمو هذا التنظيم القذر، وبذلك تحصل واشنطن على غطاء لوجودها في سوريا فهي تدفع بداعش في البادية وتقول في موضع آخر أنها تحاربه في شرق الفرات لكي تبقى مستلذة بسرقة مقدرات الشعب السوري الذي يعيش أزمة في الطاقة الأحفورية، إذاً يسرقون النفط ويفرضون قانون قيصر لكي يبقى الشعب السوري في مأزق معيشي وتبقى واشنطن تسرق الشرق السوري وتلوح بيد داعش في البادية هذا في العنوان أما في التفاصيل فهي كالآتي:
تخشى قسد شن عدوان من الاحتلال التركي في شمال شرق سوريا دفعها ذلك إلى خطوة تجاه دمشق ولكن حليفها الأمريكي أراد نسف تلك الخطوة فبعث بالجنرال كوريلا لكي يعطي الخطة الأمريكية لمظلوم عبدي في مخيم الهول ويبعده عن دمشق، الأمر الذي أعطى التطمينات لقسد أن تركيا لن تشن عدوان على شمال شرق سوريا لكن بشرط أن تعيد واشنطن تفعيل دور داعش في البادية وأن تطلق قسد سراح الأسرى الإرهابيين المعتقلين في مخيم الهول وسجن غويران، لكن هل يعي مظلوم عبدي أن أمريكا أينما حلت يكون الدمار والأمثلة كثيرة من فيتنام إلى أفغانستان وصولاً إلى العراق؟
تركيا التي تقف على أبواب انفتاح على سوريا تقف هي كذلك على رأس الداعمين لإرهابيي جبهة النصرة في إدلب ولكن إذا ما عدنا بالتاريخ للوراء قليلاً نجد أن البغدادي قتل في مناطق سيطرة الاحتلال التركي وكذلك الخليفة الثاني قرداش قتل في مناطق سيطرة الاحتلال التركي هذا يجعل من تركيا راعياً للإرهاب وداعماً أساسياً له، فهل تقاسمت أنقرة مع واشنطن الحراك الإرهابي الذي يتمثل بتبني الأخيرة لداعش مقابل تبني تركيا للنصرة الإرهابية؟
صحيفة “تركيا” المقربة من حزب العدالة والتنمية التركي نشرت قبل أيام في تقرير لها أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لفتح جبهة جديدة في البادية والمنطقة المحيطة بقاعدة التنف على الحدود الأردنية السورية العراقية جنوب سوريا، وأردفت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإطلاق تشكيلات عسكرية جديدة في إدلب تحت الحماية الأمريكية وهذا ما يهدد الأمن القومي التركي على حد تعبير الصحيفة.
الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لإبقاء الدولة السورية معزولة دبلوماسياً قررت سحب البساط من يد أنقرة خصوصاً بعد التصريحات حول توجهات جديدة لأنقرة تجاه دمشق، ربما عرفت تركيا أن المصلحة في السماع للأصوات القادمة من طهران وموسكو اللذان يقودان مسار تقريب وجهات النظر السورية التركية خيراً من السماع لصوت واشنطن التي غرقت في أوكرانيا وأدركت أنقرة أن الوقوف مع المنتصر يعني انتصار.
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة تفعيل داعش فالديمقراطيون بارعون في التعامل مع هذه الخردة الداعشية ربما لحفظ ماء الوجه خصوصاً أن عملية إخراج المحتل أياً كان ستكون بالمقاومة الشعبية كما قال السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع وكالة سكودونيا الإخبارية الروسية، ولكن قسد هل ستعطي آذانها لكوريلا ؟
ربما نشهد بعد أيام أو أسابيع أعمال شغب في السجون التي تحوي مسلحي داعش وهذه المرة لن تكون مثل أحداث غويران التي تمت السيطرة عليها وستكون بداية ولادة داعش الجديدة إذا ماوافقت قسد على ذلك.
يقول السياسي الهندي المهاتما غاندي: (حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه ، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت) فالولايات المتحدة الأمريكية ستخرج مندحرة من سوريا هي وأذنابها لأنها تعرف ثمن المقاومة الشعبية ودفعته غالياً في العراق وفيتنام، ولكن هل تدرك غلطتها وتعود أدراجها؟ أم أنها ستجازف مرة أخرى لأنها أحبت طعم الهزيمة والخروج بالطائرات مثل فيتنام وكابل؟ يتساءل مراقبون؟؟.
وائل الأمين