أسلحة الدمار الإلكتروني تضرب المنظومة القيَميّة..!
مرصد طه الإخباري، سناب، تيك توك، ريلز، انستگرام، وو.غير ذلك من المسمّيات الحديثة في عالم الفضاء المجازي، أدوات جاهزة بالمجان وعلى مدار الساعة،
فهي وسائل بل معاول وأسلحة دمار شامل لهدم المنظومة القيَميّة والأسرية! كونها أدوات احتقان تُسهِمُ في تأجيج الغرائز وإشعال القوة الشهوية الحيوانية لدى كل مَن أدمَنَ الجلوس على منصّات التواصل الاجتماعي ولم يَعي فنّ التقنين ، فأينما يولّي وجهه فثمَّ نفقٍ ، ظاهرُه السحر وباطنُه حسرة وعذاب، فكلّ مافيه مزخرف يُخفي خلفه الفحش والمُوبقات المبطّنة بمسمّيات لامعة،أحيانًا مفروضةٌ وأخرى متروكة لِمَن يَقتحم أضواءَها مختارًا بضغطة زر {يوتيوب، ريلز، سناب، تيك توك..}
إذ كل ذلك بات متاحًا متخَمًا بالمنكرات، بعد أن خرج عن السيطرة، فما عادَ فعل المنكر منكرًا بعد نجاح الشيطان وجنوده بقلب المعادلة، ليُرى المنكر ثقافة وضرورة، وإلتزام حدود الله تخلّفًا وانكفاء!! لقد تجاوز الكثير من الناس حدود الله بشتى صنوفهم، سيما الشباب بكلا الجنسين من حيث لم يشعروا!!
ولو اتبع أهل الدنيا من المسلمين والمؤمنين القوانين الإلهية لاختزلوا في حياتهم كثير من الالام والمِحن، كما لو أنّهم أدمَنوا نصائح السماء وتأمّلوا إنذار الخالق الرؤوف كما أدمَنوا المعاصي لما غشيَتهم ظلمة الغفلة وحجبتهم عن نور الله، وصدَّتهم عن تدبّر قوله “عزوجل”:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ..} النور ٢١
لأنّ شأن الحرام خطوات، أوّلُه صعب، ثم يَسهل، ثم يُستَساغ، ثم يُؤْلَفْ، ثم يَحلو، ثم يُطبع على القلب حدّ السكر، ليبحث القلب بعد ذلك عن حرام آخر، وهلمّ جرّا الى أن يصبح الأمر عادة لامناص منها “والعياذ بالله”!
عندئذ يُشغل الهوى واتّباع الشهوات أكبر مساحة من حياة الأعمّ الأغلب من أفراد المجتمع! لأنّ استفادة الإنسان من حريّتهِ بشكل سلبيّ، بلاشك ستأتي النتيجة الحتمية لامحالة سيئة، فلا محصول منها ولاثمر، وها هو الله الخالق العظيم يحذّر المؤمنين جميعًا من تأثير الأفكار الشيطانية التي تبدو أوّلًا في صورة باهتة وفيها من الجذبة النفسانية الناعمة النافثة سمًّا زعاف!
ولَعمري، لقد بات لزامًا التنبّه واليقظة، وإلاّ فالنتيجة سيئة للغاية، ولا يمكن تلافيها بسهولة إن استحكم الطيش وقُضيَ الأمر!! علمًا أنّ تفسير معنى الشيطان المعني في الآية{ ولاتتبعوا خطوات الشيطان..} فأنه كل مخلوق مؤذٍ وفاسدٍ ومخرّبٍ، فهل يختلف اثنان على أنّ الاستكبار العالمي هو أحد مصاديق الشيطان، بل هو الأكبر فيهم يوم عرفَ من أين تؤكل الكتف!!
ومن هنا تتّضح لنا شمولية التحذير لأبعادِ حياة أبنائنا وبناتنا عن هذا المارد الوحش، وضرورة عدم الاهتمام والاستغراق في متابعة الملوَّثين والمنحرِفين ثم الحذر من التسليم الى من يقود البشرية نحو مستنقع الهاوية!
ولعل مايؤلم قلب الغيور، أنّ المجتمع المسلم اليوم بدل أن يستجيب لله وإرشاد السماء، تراه يُسرِع في الإذعان والإستجابة لمتابعة أضواء منصات التواصل المهلِكة المدمِّرة للمروءات، الطاحنة لفضائل النفس وودائع الله فيها، كما أنّ من الواجب التصدّي بقوّة وحزم للحدّ من انتشار الفجور والفواحش وعدم توسِعتها، وذلك بعد الاستعانة بالله والعمل الحثيث باتجاه نشر الفضيلة وإشاعة روح الإستقامة في مفاصل المجتمع وأروقة الفضاء المجازي.
كوثر العزاوي