لماذا هتف المتظاهرين الإيرانيين خلال فتنة عام ٢٠٠٩م في إيران( لا غزة، لا لبنان، روحي فداء إيران)

مرصد طه الإخباري، خلال فتنة عام ٢٠٠٩م في إيران، قامت قوة أمنية باقتحام مركز انتخابي للمرشح الرئاسي الخاسر آنذاك مير حسين موسوي في منطقة قيطريه في طهران، واعتقلت بعض العملاء الذين كانوا يديرون أعمال الشغب والتحريض.

بعض أفراد القوة الأمنية كانوا بلباس مدني، ومنهم هذا الشاب في منتصف الصورة.

مباشرة، تم نشر صورته على نطاق واسع في الفضائيات ووسائل التواصل، واتهامه بأنه لبناني وعضو في “حزب الله” واسمه “حسين أشمر” وأنه شقيق الشهيدين علي ومحمد أشمر.

وتم استغلال هذه الشائعة لاتهام الحزب بقمع المتظاهرين الإيرانيين، وتأليب الرأي العام على فصائل المقاومة.

وأعدت وسائل الإعلام المعادية تقارير إخبارية عن الأمر وتم ترويجه على نطاق واسع. وانتشر يومها شعار “نه غزه، نه لبنان، جانم فدای ایران” (لا غزة، لا لبنان، روحي فداء إيران).

تم نفي الأمر من قبل النظام، لكن لم يصدر أي توضيح بشأن هوية الشاب واسمه وجنسيّته.

بعد ٥ سنوات في عام ٢٠١٤م، خلال المعارك مع التكفيريين، استشـهد شاب إيراني في منطقة سامرّاء في العراق دفاعا عن مقام الإمامين العسكريين عليهما السلام. اسم هذا الشاب الحاج مهدي نوروزي من محافظة كرمانشاه، وهو صاحب الصورة.

بعدها بسنة، تم إنتاج فيلم وثائقي بعنوان “برادران” (إخوة)، يحكي قصة الشـهـيد وسيرته والأحداث التي جرت خلال الفتنة، ومما وثقه مشاركة الحاج مهدي في المعارك مع التكفيريين في منطقة سيستان وبلوشستان، وفي محاربة الشبكات الأمنية المعادية خلال فتنة ٢٠٠٩م، وفي محاربة الفساد الاقتصادي، وفي المعارك مع التكفيريين في العراق.

كل هذا دفاعا عن المنطقة وعن الشعب الإيراني بكل أطيافه، حتى أولئك الذين اتهموه وروجوا الشائعات ضده.

من العبارات اللافتة في الوثائقي، أنه عندما كان مهدي يشارك في القبض على العملاء عام ٢٠٠٩م كان المعارضون والمعادون يتناقلون صوره ويلهجون بسيرته، أما عندما كان يقاتل في الميدان دفاعا عن الجميع فلم يكن هؤلاء يعتنون به وبتضحياته.

وأن المعارضين كانوا على حق في النهاية، فإن مهدي نوروزي وعلي ومحمد أشمر، وجميع الشهــداء وأبناء خط حزب الله في لبنان وإيران هم فعلا “إخوة”..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى