هل طلب سماحة السيد حسن نصر الله حقاً المساعدات من الدول الخليجية.. ؟  

مرصد طه الإخباري، انتشر فيديو لسماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله  كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية العربية.

لم تقم وسائل الإعلام العربية المغرضة بتحليل مضمون الخطاب الذي ألقاه سماحة السيد حسن نصر الله بل ذهبت نحو تحريفه وبناء نتائج غير منطقية وغير واقعية عليه.

فهل حقاً استجدى سماحة السيد حسن نصر الله دول الخليج لتقديم مساعدات للبنان كما إدّعت وسائل الإعلام هذه؟؟

سماحة السيد حسن نصر الله تحدث بشكل واضح (كعادته طبعاً) عن مجموعة واسعة من المواضيع وفي سياق حديثه عن الأزمة الاقتصادية قام بالحديث عن المليارات التي تذهب إلى لاعبي كرة القدم في السعودية وتحدث عن أهمية لبنان واستفسر في ختام حديثه هذا عن السبب في عزوف السعودية ودول الخليج عن مساعدة لبنان الذي يقف على حافة الانهيار.

في الحقيقة المخاطب في هذا الكلام هما جهتين يقصدهما سماحة السيد حسن نصر الله بشكل مباشر. الجهة الأولى داخلية بامتياز، وهي الجهة التي تلقي باللوم على حزب الله وتتهمه بتأجيج الأزمة الاقتصادية في البلاد والجهة الثانية هي دول الخليج والصهيوسعودية بشكل محدد نظرا للعلاقات التي تجمعها مع الجهات الداخلية التي تحدثنا عنها.

كلام سماحة السيد حسن نصر الله واضح للغاية ولكن هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر والترويج لفكرة بائسة وهي أن سماحة السيد حسن نصر الله يطلب المساعدات من السعودية ودول الخليج.

عند تحليل سياق خطاب سماحة السيد حسن نصر الله يتضح بأنه لم يغير اللهجة المستخدمة في انتقاد السعودية وحروبها في اليمن والمأساة التي تقع كل يوم في بلد عربي مجاور وانتهاكها لحقوق الانسان، وجاء استفساره هذا ليضع الأطراف الداخلية في لبنان والتي تقف في الصف السعودي في الزاوية ويطالبهم بتوضيح حول عدم تدخل السعودية لإنقاذ لبنان من الأزمة التي يمر بها.

في الحقيقة سماحة السيد حسن نصر الله وضع النقاط على الحروف وقال بأن كل الاتهامات التي توجه إلى حزب الله كل يوم هي اتهامات واهية ولا أساس لها من الصحة، فالحزب يتخذ اليوم موقفاً إيجابيا من جميع الفرقاء السياسيين في قضية الفراغ الرئاسي أو قضية تشكيل الحكومة القادمة وهو يلتقي بشكل مستمر بهؤلاء الفرقاء للوصول إلى حل.

حزب الله وقيادته متمثلة بالسيد حسن نصر الله وضعت خارطة طريق واضحة للحل في لبنان. وقد شرع الحزب في تنفيذ هذه الخطة على الأرض من خلال اقتلاع حقوق لبنان في المياه الإقليمية والتأكيد على حقه بالتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الإقليمية، واستخدم في ذلك جميع إمكاناته اللوجستية والعسكرية والسياسية ووضع جميع هذه الإمكانيات في خدمة الوفد اللبناني المفاوض للاستفادة منها على طاولة المفاوضات.

من ثم طرح حزب الله مسألة استيراد النفط من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتأكيد على أن هذا النفط هو مساعدة للبنان يستطيع الحزب تحصيلها دون مقابل. ومن ثم عمل الحزب على تقريب وجهات النظر في ملفات الفراغ الرئاسي والمساعي البرلمانية لحل هذه القضية.

كما يجب ملاحظة اتباع الحزب لسياسة هادئة ضد الصهيوسعودية في الفترة التي قطعت فيها السعودية علاقاتها مع لبنان وذلك لايصال رسالة للأطراف اللبنانية الداخلية بأن حزب الله جزء من الحل وليس جزء من المشكلة.

والسؤال هنا يبقى عالقا وهو برسم الأطراف اللبنانية وحليفتهم السعودية والولايات المتحدة وهو: من عرقل جميع هذه المخططات ومن يسعى إلى ممارسة حصار اقتصادي خانق على لبنان يدفعه يوما بعد يوم نحو الانهيار!!

ألم تعرقل الولايات المتحدة مسألة النفط الإيراني والمساعدات الإيرانية؟

ألم تضع الولايات المتحدة خطوطاً حمراء على أي مساعدات إيرانية سواء في ترميم ميناء بيروت أو المساعدة في توليد الكهرباء؟؟ ألم تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على لبنان لدفعه نحو الانهيار؟؟ ثم أين السعودية من كل هذا؟؟

ألا يطالب حلفاء السعودية في لبنان حليفتهم بتقديم نفط مجاني للبنان؟؟ ألا يطالبوهم بدعم قطاع الكهرباء في لبنان؟؟ ألا يطلبون منهم التدخل في سبيل حل الأزمة الاقتصادية في لبنان؟؟

ختاماً، جميعنا يعلم بأنّ الهدف من خطاب سماحة السيد حسن نصر الله هو دفع الأطراف الداخلية والمهلكة العبرية الصهيوسعودية لتوضيح موقفهم من الأزمة الاقتصادية في لبنان وليس طلب المساعدات. إذ أن الحل من وجهة نظر حزب الله والعديد من الأطراف الداخلية المؤيدة لمشروع الدولة التي تعتمد على الذات هو في الداخل اللبناني من خلال ترميم الاقتصاد وتنويعه وتجربة التوجه شرقاً نحو الصين والاستفادة الكاملة من الموارد اللبنانية ومنع العدو الإسرائيليّ من احتكارها.

أما ما يروج له هؤلاء فهو عبارة عن تحريف بذيء لخطاب واضح ونقول لهم هنيئاً لكم لهذه الانتصارات الدانكيشوتية.

فاطمة عواد الجبوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى