الامارات قريبا (اسرائيل ثانية)فلم تعد (الامارات ) عربية !

مرصد طه الإخباري، لم يكن اختيار دولة الامارات المتحدة من قبل الولايات المتحدة لتكون (الضحية )الثالثة للتطبيع والاولى خليجيا بامر غير مخطط له .

من البدء علينا ان نعرف ان العدو الإسرائيليّ لم يعقد اتفاقا (تطبيعيا )مع اي دولة عربية دون (رعاية )اميركية ،وذلك لسببين الاول ان

دول (التطبيع )لم تكن يوما شعوبها وحتى (حكامها )بالراغبين ب(التطبيع)مع الصهاينة

بائس وحزين ولم تسعفه انتصارات حرب تشرين الباهتة عام 1973!

بقيت دولة العدو الإسرائيليّ تخضع للمعادلة الدولية ،حيث اوجدها الاستعمار الغربي وظل محافظا عليها خدمة لمصالحه وخاصرة موجعة في جسد العرب والمسلمين .

تسلسل التطبيع (مصر -الاردن-الامارات -البحرين -المغرب )جاء متسقا وفق المخطط انما الهدف الاساس هو (الامارات )

التي يسعى الغرب ان يجعل منها (اسرائيل الثانية )!

بعد اعلان (التطبيع )بين الإمارات و العدو الإسرائيليّ اكد الاستطلاع الذي اقامته منظمات ووكالات عالمية ان (80‎%‎) من شعب الامارات غير راغب ب(التطبيع )وبكل اشكاله بما في ذلك (الرياضي) وان ال(20‎%‎) رؤوا انه (واقع حال )!

على الرغم من ان مؤسس الامارات (زايد بن سلطان )كان يطلق على اسرائيل ب(العدو )الا ان اليهود وخاصة الصهاينة منذ تأسيس (الامارات )في بداية سبعينيات القرن الماضي يرون فيها مشروعا (صهيونيا )

ولاسباب عديدة في مقدمتها انه لم تكن لهذه الدولة من (اسس دولة )من قبل انما تعاون البريطانيون والمغاربة على تأسيسها في تنظيم السجلات والعملة ونظام الدولة .

لذا فهي دولة (فجة) وعدد سكانها البالغ (750 الف نسمة) غائب وسط عدد الاجانب من 220 جنسية و150 قومية لدرجة ان عدد الهنود يشكل خمس مرات بقدر عدد الاماراتيين  وتبلغ تحويلاتهم من دولة الإمارات إلى الهند حوالي 13 مليار دولار أمريكي سنوياً، ويحتلون حوالي 50٪ من سوق العقارات في دولة الإمارات.

وهذا يتمدد على القوميات وجاليات الدول الاخرى .

العدو الإسرائيليّ يفهم جيدا ايضا ان الامارات (ضعيفة )وتحتاج الى دعم (امني )وان عدد سكانها القليل لايكفي للحفاظ الى امنها

فمثلا ان (750 )الف او حتى (800)الف

اذا حذفت منهم النساء يبقون (400)الف ثم الاطفال والشيوخ والمرضى فسيبقون (200) الف ولو تحول افراد هذا الرقم جميعهم الى (رجال امن ) لما استطاعوا ان يتوزعوا جيشا وشرطة وامنا واستخبارات

في دولة عدد نفوسها (11)مليون بألسن  وجنسيات وثقافات مختلفة ؟

خلال عام واحد بعد اعلان (التطبيع) زار (200)الف اسرائيلي دولة الامارات فماذا يعني ذلك وهل زار الاقل من هذا العدد من الاسرائيليين مصر وهي التي طبعت منذ عام 1979؟ الا في الحدود الساحلية او صحراء سيناء للابتعاد عن التماس المباشر !

ثم اين هم المصريون في السياحة الى اسرائيل ؟واين هم الاماراتيون الذين قوبلوا بالاستهجان والرفض من قبل الصهاينة !؟

لم تكن بين العدو الإسرائيليّ ومصر تجارة ولا مع المغرب او الاردن الا في حدود ضيقة لكن سرعان ماتمت (اتفاقية تجارة حرة )بين الامارات والعدو الإسرائيليّ وبات الميزان التحاري يرقى الى المليارات.

تؤكد الاحصائيات من خبراء اماراتيين وقطريين ان دول الخليج ستفقد خاصيتها العربية باتجاه دول اسيا الذين باتت اعدادهم في تزايد ويفوق عدد سكان الدول خاصة في الامارات وقطر والبحرين والسعودية كذلك .

منذ اعلان (التطبيع ) والعرب في الامارات يعانون من المضايقة والمتابعة وفقدان فرص العمل ،حيث مازالت الشعوب العربية منزعجة من التطبيع مع العدو الإسرائيليّ وهذا يعني ان افراد من دول اخرى وفق الانتخاب الصهيوني سيعوضون فرص العرب بالعمل .

المشكلة ليست فقط بالتطبيع الاماراتي الصهيوني ولكن الامارات انخرطت بالمشروع الصهيوني بالمنطقة فباتت تتدخل في مصير (18) دولة عربية وتغير الحكومات وتتلاعب بمصير هذا الحزب وذاك مستغلة حجم الاموال الهائلة التي تتدفق عليها ،وكان لها في (الربيع العربي)الدور في صناعة الحكومات وصناعة الفوضى وتغيير المعادلات السياسية والامنية واخطرها الهيمنة على المواقع والممرات والجزر المهمة وتسليمها الى (العدو الإسرائيليّ ).

حتى عام (2030)تكون الامارات (اسرائيل الثانية )بالمنطقة وهي تهيمن على المال والموقع والقرار السياسي والامني ..

الامارات (الان )تسعى الى شراء (اصول ) قناة السويس وقد يشارك العدو الإسرائيليّ بمشروع حفر  “قناة جديدة”تغني العالم عن قناة السويس وبمواصفات افضل ،وماافقار مصر والاردن والسودان وتونس وابتلاع المغرب الا بداية لهذا المشروع الخطير .

علينا ان لانعجب حين تدين الامارات العمليات البطولية للشعب الفلسطيني فلم تعد (الامارات ) عربية !

محمود الهاشمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى