تحياتي ومحبتي أخي العربي السني..ماذا لو تحالف الشيعة مع أمريكا و(العدو الإسرائيليّ )؟

مرصد طه الأخباري، أسألك دون مقدمات: ((هل تعلم ماذا سيحصل لو قدّم شيعة العراق وايران ولبنان واليمن فروض الولاء والطاعة للمشروع الأمريكي، وتحالفوا مع العدو الإسرائيلي؟)).

أجيبك: ستنقلب أوضاع الشيعة السياسية والاقتصادية والأمنية رأساً على عقب، وستمنحهم أمريكا واوربا حق الهيمنة الحصرية على المنطقة الخليجية وغرب آسيا بكل مقدّراتها وتفاصيلها.

ولكن؛ حينها سيفقد الشيعة الخصائص الأبرز التي توارثوها من نبيهم وأئمتهم وأسلافهم، وظلت منذ وفاة رسول الله (ص) وحتى الآن تميزهم عقائدياً وفقهياً وسياسياً، وهي خصاص “الرفض” و”المقاومة” و”التصدي” لكل أشكال ومضامين الإستكبار والظلم والاستبداد والانحراف، والتي ستظل تمنعهم من أي تطبيع ومهادنة مع الكيان الإسرائيلي.

وأطرح عليك سؤالين آخرين، وأطالبك بإجابة منطقية واقعية، وليس إجابة مسيسة متسرعة معلبة: ((من سيبقى في ساحة المقاومة ضد الصهيونية ومشروع الهيمنة الأمريكية، لو ألغينا الشيعة من خارطة المنطقة!؟، وماذا سيحدث للحركات السنية المقاومة في الداخل الفلسطيني وخارجه، كحماس والجهاد؛ فيما لو امتنع الشيعة ومرجعياتهم وأنظمتهم وأحزابهم، عن دعمها بالمال والسلاح والاعلام والسياسة، والذي لم يعد سراً؟!.))..

لا أتخيل حينها إلّا مشهداً مرعباً دافعاً للاستسلام الكامل للمشروع الصهيو ــ أمريكي، وانهياراً تدريجياً للمقاومة ضد الكيان الإسرائيلي.

وحين تراجع أخي العربي السني؛ ما تنشره وتبثه وسائل الإعلام العربية، وتصريحات ساسة الأنظمة الطائفية ومشايخهم، ومخططاتهم الميدانية، وفاعلية مليارات المال السياسي الخليجي، ومراسلات السفارات الأمريكية في المنطقة وتحليلات مسؤولي الأمن القومي والدفاع والمخابرات والخارجية الأمريكية؛ سترى بالعين المجردة أن السبب الحقيقي وراء تعرض الشيعة لعقوبات الحصار والتجويع والمقاطعة والتآمر والقتل والدمار، والضرب المتواصل بكل أنواع الأسلحة السياسية والمخابراتية والثقافية والاعلامية والاقتصادية؛

يتلخص في رفض الشيعة القاطع لمشروع الهيمنة الأمريكية والوجود الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية، ولأنهم باتوا منذ أربعة عقود ركيزة محور الممانعة والمقاومة.

وأوفّر عليك عناء الاحتجاج بوجود بضعة عملاء وخونة ومرعوبين شيعة؛ أكرر بأن المقصود بالشيعة هو خطهم العام، وليست الخطوط الخاصة التي تمثل أصحابها، سواء تمثلت بأفراد أو جماعات، وهي محدودة جداً، وإن كان صوتها عال أحياناً.

وعندما تراجع وتتأمل بموضوعية وتجرد وانفتاح؛ سيزول عندك الشك، بأن أغلب الأنظمة والأحزاب الطائفية على امتداد البلدان العربية؛ يتمنى لو أن أمريكا وإسرائيل تطلقان كل قنابلهما النووية لإحراق شيعة العراق وايران ولبنان وسوريا واليمن؛ ليتخلص من عبء المقاومة التي يشعر أنها باتت تمعن في إحراجه وفضحه وفضح تحالفاته مع الكيان الإسرائيلي، وباتت تقض مضاجعه أكثر مما تقض مضاجع الصهاينة والأمريكان، وهو ما كشفته من قبل وثائق ويكيليكس، بكثير من التفصيل، وتكشفه اليوم مقاومة الشعب الفلسطيني النوعية.

علي المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى