هل حرب الشرق الاوسط أصبحت على الأبواب فعلا.. ؟

مرصد طه الأخباري، المستجدات والتطورات التي مرت وتمر بها منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية مؤشر على أن المنطقة حاليا أصبحت حبلى بالمفاجئات.

والتطورات التي تعصف بالأراضي الفلسطينية جعلت المنطقة مرشحة لكل الاحتمالات ذلك أن الحكومة الاسرائيلية برئاسة “بنيامين نتنياهو” أصبحت في مأزق حقيقي وللخروج منه يبحث عن مخرج يحفظ بنفسه كرئيس للوزراء ويحول دون الوقوع في براثن القضاء الاسرائيلي ومن ثم طرده من منصبه بسبب تهم فساد تطارده.

المجتمع والحكومة في إسرائيل يعيشان حاليا أزمة تفكك وانهيار بسبب إصرار حفنة من الفاسدين والفاشيين فيها مثل “بن غفير” و”اسموتريج “و”غالانت” على إيجاد تعديلات في الجهاز القضائي بهدف منعه من مطاردة أنفسهم في ملفات الفساد. وللخروج من هذا المأزق فالقيام بشن هجوم ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد يجبر جمهور الاسرائيلين في فلسطين المحتلة على البقاء في البيوت وعدم الخروج الى الشوارع في مظاهرات أسبوعية أصبحت الشغل الشاغل لرئيس الوزراء.

والجولات المكوكية الاخيرة لمسؤولين أمريكيين من السياسيين والعسكريين الى فلسطين المحتلة والجلوس مع الصهاينة والبحث معهم الطرق المتاحة للخروج من هذا المأزق تشير الى أن وراء الأكمة ما وراءها خاصة أن عددا من كبار المسؤولين الاسرائيليين يدقون مؤخرا على طبول الحرب ضد ايران ويؤكدون على ضرورة القيام باجراء مناورات وتنسيقات عسكرية مشتركة مع الأمريكان لمحاكاة الهجوم على ايران.

وفي المقلب الآخر فإن تحركات ونشاطات المعارضة الإيرانية الخارجية تصاعدت بشكل غير مسبوق وأصبحت محط اهتمام ودعم كبير للدول الغربية خاصة الولايات المتحدة كما تم نقل مكتب قناة “ايران اينترنشنال” الناطقة باللغة الفارسية والمدعومة ماليا من قبل السعودية من لندن الى واشنطن في خطوة تدل على أن هناك سيناريوهات للإطاحة بالنظام الايراني أو على الأقل إضعافه أدرجت بشكل جاد على جدول أعمال الولايات المتحدة.

أضف الى كل هذا فإن مصادر غربية كشفت أخيرا وكأنها اطلعت على كل ما يجري في داخل ايران من التطورات النووية! كشفت عن جزئيات من اليوانيوم المخصب داخل منشآت ايرانية بنسبة 84درجة ما رفضت ايران المزاعم التي ترتبت على هذا الخبر جملة وتفصيلا وأكدت أن ما تم الحصول عليه من جزيئات اليورانيوم كانت متبقية ومتراكمة في إحدى إجهزة الطرد المركزي المعطل وهذا حادث طبيعي قد يحصل في أي منشآت على المستوى العالمي.

وما يلفت النظر من إثارة هذه القضية وتضخيمه هو يبدو أن أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يدبرون من سناريوهات وتفعيل ذرائع لاتهام طهران بالقيام بتطوير أسلحة نووية وإقناع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بأن ايران دولة مارقة ومنتهكة لقرارات الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحاول جاهدا صنع الأسلحة النووية ومن ثم القيام بحشد المجتمع الدولي للقيام بهجوم عليها انطلاقا من هذه المزاعم المفتعلة كما فعلت أمريكا قبل غزو العراق.

وقبل هذا الادعاء فقد سبق طرح ادعاء آخر متمثل في الكشف عن جزيئات اليورانيوم المخصب في ثلاث منشآت نووية في مناطق غير معلنة ما أكدت ايران أنه كان مؤامرة مبيتة من قبل الأعداء في إطار خلق سيناريوهات حيث أكدت أن أطرافا أجنبية أوردت جزئيات اليورانيوم الى ايران ووضعتها في مناطق ثلاث لاتهام ايران بالقيام بتخصيب اليورانيوم خارج إطاره المسموح.

على الرغم من أن كل الاحتمالات مطروحة وحرب مدمرة قد تكشف عن ساقها في قادم الأيام وتمتد دائرتها الى خارج المنطقة وتأتي على الأخضر واليابس غير أنها في نفس الوقت هناك نظرية يجب أخذها بعين الاعتبار فهي أنه في ظل الحرب الأوكرانية الراهنة والتركيز الغربي عليها فإن دخول الجانب الاسرائيلي إلى حرب شعواء ضد ايران أمر مستبعد ذلك أنها ستصبح ضغثا على إبالة بالنسبة لنتنياهو وحكومته ذلك أن مثل هذه الحرب ستكون لها تداعيات غير محمودة العواقب وعلى هذا يبدو أن الهدف من إثارة ضجة حول ايران لا يخرج من إطار فرض مزيد من الضغوط على ايران لفصلها عن روسيا ومنعها من التقارب الأكثر منها خاصة في مجال التقارب التسليحي.

د. جلال جراغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى