الرجل الذي أرهق الغرب.. رجلٌ مسلمٌ فقيرٌ يرهق المؤسسة الغربية بكل ترسانتها العسكرية!!

مرصد طه الإخباري، الرجل الذي أرهق الغرب.. رجلٌ مسلمٌ فقيرٌ يرهق المؤسسة الغربية بكل ترسانتها العسكرية نعم، هكذا هو الجنرال  الشهيد الحاج قاسم سليــماني في عيون الآخر

إن أقوی تأثير للحضارة الإسلامية في عصرنا الراهن، أن يظهر فيها رجلٌ مسلمٌ فقيرٌ من وسط إيران، فيرهق المؤسسة الغربية بكل ترسانتها العسكرية، وأنظمتها التكنولوجية المتطورة، نعم، هكذا هو الجنرال الشهيد الحاج قـاسـم سـليماني في عيونهم، إذ يصفونه بأنه قائد فريدٌ، يمتلك عقلا تنظيميا مذهلا، إنه هادئ يعمل بصمت وإصرار، رجلٌ ذوّب كل الفوارق العرقية والطائفية، رجلٌ يصعب رصده أو توقع ما يفكر به!

له تأثير ينتشر كالسحر في المنطقة، تجده في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين وأفغانستان وباكستان، رجلٌ عبر عمره الستين، ومازال تفكيره رشيقا، وابتسامته حاضرة، وتأثيره بعيد المدی!!

يقول: مارك كاتكوف: إن سلـيماني منع سقوط سوريا وهو الذي أقنع”فلاديمـير بوتـين” بالتدخل لصالح الأسد، فلديه عقل مبدع للغاية!! ثم يقول: لسليـماني إرث باق في المنطقة ألا وهو الهلال الشيعي(١) و يری ستيفن هادلي( مستشار الأمن القومي خلال إدارة جورج دبليو بوش) أن اغتـيال سليـماني خطوة جريئة وعواقبها بعيدة المدی، وانعكس سلبا علی مصالح الولايات المتحدة، وحوّل الأنظار عليها، فقد صادق مجلس النواب العراقي، على قرار يطالب الحكومة العراقية بطرد القوات الأجنبية من البلاد ، مستهدفا ما يقرب من 5000 جندي أمريكي في العراق!!(٢)

ويتحدث ستيفن سايمون(محلل في معهد كوينسي ويقوم بتدريس العلاقات الدولية في كلية كولبي) عن مقاله المنشور بتأريخ2/ 1/ 2020 الذي عده بعضهم تجسسا وإعطاءً لمعلومات تحذيرية للجنرال سليـماني، وكان مقاله عن الصورايخ الفائقة السرعة إذ قال فيه:”علاوة على ذلك ، فإن الصـواريخ التي تفوق سرعة الصوت تشكل خطرا أخلاقيا مسلـحا للدول التي لديها رغبة في التدخل في شؤون الدول الأخرى ، لأنها تزيل الحواجز أمام اختيار أرض المعارك، هل يفكر العدو في شيء ما يمكن أن يكون مصنعاً للأسلحة؟ هل يوجد فرد في بلد غير صديق لا يمكن القبض عليه؟ ماذا لو زار القائد السابق للحرس الثـوري الإيـراني قاسـم سلـيماني بغداد لعقد لقاءات هناك، وأنت تعرف عنوان المكان الذي سيعقد فيه اللقاء؟ في هذه الحالة، تكون الإغراءات لاستخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت كثيرة “(٣) ويواصل كلامه قائلا: إن ما أقدم عليه ترامب ورّط الولايات المتحدة وحجّم من نفوذها، وأي صراع داخلي يحدث في العراق، يصعب عليها حله أو مواجهته؛ لأنها خسرت لاعبا دوليا في المنطقة، وحده يستطيع السيطرة علی الأوضاع، كما أن عمل ترامب المتهور، جعل العراقيين يتخذون موقفا سلبيا تجاه أمريكا، حتی من الذين لديهم وجهة نظر معادية لإيران؛ لأنهم يرون عملية الاغتـيال خرقا للسيادة العراقية، ومحاولةً لجعل العراق ساحة للمواجهة والحرب؛ لهذا فإن مقـتل سلـيماني هو نهاية نفوذ الولايـات المتحدة في العراق(٤)

ويتحدث عيران عتصيون( نائب رئيس مجلس الأمن القوميّ السابق في الكـيان الغاصب) واصفا الجنرال قاسـم سليـماني علی حد تعبير بعض المخضرمين بأنه” أعظم عـدو للشعب اليهـودي منذ الحـرب العالمية الثانية”

وأن إسـرائيل في غاية السعادة لرحيله، ولاسيما وأن توقيت الاغتيـال والسـياق السـياسي له كان مناسبا من وجهة نظر إسرائيل، ومن ناحية أخرى؛ في الأشهر الأخيرة ، كانت النغمة السائدة في الخطاب العام تتزايد أكثر فأكثر حول “العزلة الستراتيجية لإسـرائيل”، إنه خط تفكير إسرائيلي-يهودي راسخ في العبارة التـوراتية “هوذا شعب يسكن بمفرده، ولن يُحسب لهم أي حساب بين الأمم” وفقا لكتاب باميدبار(٥) (العبرانيون في الصحراء ) 9: 23 ، ومن المثير للاهتمام ، أن هناك فارقا بسيطا مهما بين النص الأصلي والترجمة الإنجليزية في النسخة العبرية” فإن العبرانيين هم الذين يتجاهلون بنشاط غير اليهود من الأمم الأخرى، والعكس هو الصحيح؛ فإن دول العالم هي الجهات الفاعلة، وهي التي لاتحسب حسابا للعبرانيين ـ وفي الثقافة الستراتيجية الإسـرائيلـية الحديثةـ ومنذ نشأتها كانت فكرة الدفاع عن الأمة بمفردها، دون الاعتماد على أي قوة خارجية ركيزة أساسية لعقيدة الدفاع الوطني، وبالفعل إسـرائيل بقيت تدافع لوحدها ضد إيران… إن غياب سلـيماني سيساعد علی تغيير الشرق الأوسط، وردع إيران، ومع ذلك يبدو من الانهيار المتسارع لخطة العمل الشاملة المشتركة أن اليوم التالي لمـقتل سليـماني يوم محفوف بالمخاطر كاليوم الذي سبقه!!(٦)

إنهم يرون سلـيماني قائد الظل المتحكم في الشرق الأوسط، وأنه حال بينهم وبين تحقيق مشاريعهم، وأنه الشخصية الثانية في درجة الخطورة بعد المرشـد الأعلی!! وأنه أقوی رجل في الشرق الأوسط، ويتمتع بكاريزما جذابة ومؤثرة وغامضة، وأنه يفضل الصمت والاستماع الی الآخرين، فعلی سبيل المثال إذا دخل مجلسا، يسلم علی الحاضرين ويجلس بعيدا، منزويا، بمفرده، وهذا بالطبع سيجعل الجميع يفكر فيه؛ بل وحتی ظهوره في وسائل التواصل الاجتماعي كان محبوبا

وجاذبا، وكان الجنود والقادة والمسؤولون في كل من سوريا ولبنان والعراق وأفغانـستان يحبونه ويجلونه، وحتی خصومه يحترمونه ويخافون منه في الوقت نفسه!!(٧).

رحل رجل الحضارة الإسلامية المعاصرة الذي وقف ضد مخططات المؤسسة الصـهيو أمريـكية في قيادة مشروع الأمة الواحدة لليـهود ونهاية عزلتها، وبقيت بصماته خضراء، مثمرةً، وعادت سوريا الی الجامعة العربية وستتعافی من جراحها قريبا، وتوالت الضربات علی تلك المؤسسة؛ من الصلح بين السـعودية وإيران بوساطة صينية، إلی عودة سوريا إلی وقع أقدام بوتين فوق مخططاتهم!! وسيبقون يتلقون ضربة بعد ضربة!

لأنهم يقودون حربا قـذرة، تزهـق النفوس، وتسـتولي علی الثروات، وتسعی لطمس حضارة الشعوب، والاستيلاء علی تاريخها وبترها واقتلاع جذورها!

قد تكون قوة الأمة في رجل! ولكن هذا الرجل علی ـ مكانته وفضله- لايختزل كلّ قوة الأمة!

ولأنه كان زاهدا عابدا منفقا لعمره في سبيل الضعفاء، فيترتب علی الزهد والعبادة والإنفاق، الإنبات والإثمار والحصاد المضاعف!

د.أمل الأسدي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى