الموقف الأسبوعي لتيار الوفاء الإسلامي السبت 20 ذو الحجة 1439 ه‍ / 1 سبتمبر 2018 م

إلى المرجفين وقٌطّاع الطرق: لن تنالوا "قمحَ" المشاركة في مشاريع العصابة الخليفية

بسم الله الرحمن الرحيم

تمر الثورات بتحديّات جمّة، من أبرزها تغييب القيادات الأصيلة لها، وافتقاد الجماهير للبوصلة في وقت المنعطفات، مما يؤدي للوقوع في الضّبابية خلال تحديد الموقف الصّحيح الواجب اتخاذه، وقد عمدت الأنظمة السلطوية والاستكبارية على تشتيت الجماهير من خلال سجن أو نفي أو اغتيال قادتها ورموزها الثورية، وهناك شواهد عديدة من التجارب الدولية والإقليمية والمحلية على هذا الواقع.

في سنة 1956 تم سجن ونفي قادة هيئة الاتحاد الوطني في البحرين، وفي انتفاضة الكرامة التي انطلقت عام 1994 تم نفي وسجن الرّموز الدينية والوطنية، كما تمّ سجن قادة ثورة 14 فبراير وبعض الرّموز الدينية والوطنية لذات السبب، وذلك بهدف دفْع الناس نحو الطبقة الرّمادية من أصحاب المصالح الشخصية، والذين يُراد لهم أن يقودوا المجتمع نحو خياراتٍ مريحة للعصابة الخليفية.

يأست العصابة الحاكمة طوال تاريخها من توريث الالتفاف الشعبي لأي طبقة أو تجمع نخبوي من خلال تغييب المعارضة والقيادات الأصيلة، إلا أنها اليوم تعمل حثيثاً على تحقيق مافشلت فيه، وذلك من خلال توفير عامل الامتيازات الشّخصية، إذ إننا أمام ظاهرةٍ فريدة اليوم وهي عجز العصابة الحاكمة والمرجفين وعموم الطبقة الرّمادية المراد لها أن تكون بديلا عن المعارضة؛ عن تقديم مبرّر للدخول في مشاريع العصابة الحاكمة، بعد سقوط كلّ ذرائع دفْع الضّرر وتحقيق المكاسب المعاشيّة وفتْح قنوات التواصل مع العالم.

لقد وضع عبيد الله بن زياد المالَ والوعود أمام وجهاء العراق آنذاك، وتمّ تقديم وعد مُلك الرّي لعمر بن سعد، وقيل لهم أن ينفضّوا في الأرض لتحصيل الإجماع من الناس على يزيد، و لتفريق الناس عن الإمام الحسين “عليه السلام”، ونجحوا في مهمتهم، وتمّ حصار الحسين “عليه السلام” وأنصاره، واستشهدوا، وكان ذلك نتيجة طبيعيّة لنجاح طبقة الوجهاء من أصحاب المصالح الشخصية في أداء مهمتهم المرسومة، فكانوا قطّاع طرق أمام القادة الشرعيين للمجتمع والثورة، و حيث إنّ أُفق النصر المادي على العصابة اليزيدية كان معدوماً آنذاك حسب نظرهم المرجف؛ فقد شكّل ذلك أحد أهم الأسباب وراء التحاق عمر بن سعد وأشباهه بمعسكر يزيد.

هل يرجو المعوِّلون على الدخول في مشاريع السلطة الخليفية أن يأكلوا من برّ المشاريع الصّورية، ويحفظوا إسلامهم ودينهم وقيمهم، ويحققوا شيئاً من الكرامة والعدالة والاستقلال؟! لقد أراد يزيد من عمر بن سعد تحقيق وظيفةٍ محدّدة، ولم يأكل من برّ العراق ولا من قمح ملك الرّي، هذا فضلا عن التيه والشتات الذي أصاب أهلَ العراق والمسلمين عموما، فهل تعتبر الطبقة الرمادية والمرجفون في البحرين من ذات هذا المصير؟!

لن تأكلوا من برّ المشاريع الصورية شيئاً، ولن ينالكم من قمحها أي فتات، ليس فقط لأن العصابة الخليفية عاجزةٌ عن تقديم حلول حقيقية لأزمات الوطن، وليس فقط لجفاف ضرْعها، وفقدان قرارها السياسي والاقتصادي؛ بل لأن الشعب وقواه السياسية والمقاومة الأصيلة قادرة على إفشال مشاريع حمد.

نجدد موقفنا اليوم، وفي هذا المنعطف الحسّاس، لعموم شعب البحرين بأن يحمي أهدافه ومطالبه بقوّة ضد مشروع حمد وطبقة المرجفين، وإعلان الوفاء لمطالب الثورة وقادتها الأسرى، باعتبارهم الأمناء الحقيقيين على الشعب ومصالحه.

تيار الوفاء الإسلامي

20 ذو الحجة 1439 هجرية

1 سبتمبر 2018 ميلادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى