نعم.. “الجنرال” صلاح اربك نظرائه في كيان الاحتلال وهزمهم..لنترك العاطفة جانبا، ونلجأ الى التحليل السياسي لعملية العوجة الفدائية

نعم.. “الجنرال” صلاح قائد معركة جيش الرجل الواحد اربك نظرائه في كيان الاحتلال وهزمهم.. وهذه ادلتنا “العملياتية” الستة.. لماذا من حق تل ابيب ان تقلق من واقعة “العوجة” وتداعياتها العسكرية والأمنية واخطارها النفسية؟

لنترك العاطفة جانبا، ونلجأ الى التحليل السياسي لعملية العوجة الفدائية التي نفذها الشهيد محمد صلاح وأدت الى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، واصابة اثنين آخرين، وأحدثت هزة حقيقية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، أربكت جنرالاتها التي تزدحم صدورهم بالنياشين واكتافهم بالنجوم.

1️⃣: الشهيد ابن مصر البار الذي لا يزيد عمره عن 22 عاما خطط جيدا لهذا العلمية، أي انها لم تكن وليدة الساعة، وجرى العثور في حوزته على مقصات، وخمسة خزائن رصاص، وسكاكين عسكرية، وقرآن كريم، وقطع سبعة كيلومترات من معسكره سيرا على الاقدام حتى وصل الى السياج الحدودي مع فلسطين المحتلة، واستخدم المقصات والسكاكين لخلق ثغرة فيه.

2️⃣: جميع القتلى والمصابين (3 قتلى وجريجان) كانوا من الجنود الاسرائيليين، وبملابسهم العسكرية، وكان هو كذلك، أي انه لم يقتل مدنيين مستوطنين، مثلما يفعل جنود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقطاع الذين كان آخر ضحاياهم طفلا رضيعا.

3️⃣: إختراقه الحاجز الأمني الشائك، والمزود بكاميرات مراقبة دقيقة، والذي بلغت تكلفة اقامته اكثر من مليار دولار، سواء عبر الثغرة التي صنعها، او عبر ممر الطوارئ المكبل بالأصفاد، مما يؤكد انه، أي الشهيد محمد صلاح، يتمتع بذكاء خارق، وإرادة قوية، وتصميم على الشهادة.

4️⃣: تؤكد هذه العملية، والإختراق الأمني والعسكري الكبيرين المترتبين عليها، ان جيش العدو الإسرائيلي لا يعيش حالة من “الهرم” فقط، وانما يواجه أيضا جيلا مقاوما مختلفا، ومتقدما، علميا وعملياتيا، ومهما حاول الجنرالات اليهود معالجة هذه الثغرات، فإن الغلبة ستكون لهذا الجيل الجديد من المقاومين العرب والمسلمين ذو الذكاء الفطري وقريبا الاصطناعي.

6️⃣: رغم المسيّرات والكاميرات، والدوريات الراجلة والمدرعة، لم يعلم الجنرالات الاسرائيليين بالعملية الهجومية  الا بعد خمس ساعات من حدوثها، فهل هذا هو الجيش الذي لا يقهر؟

ما نريد ان نصل اليه بعد هذا العرض، هو الجزم بأن الآثار النفسية والمعنوية التي الحقها الشهيد محمد صلاح بالمؤسستين العسكرية والسياسية الاسرائيليتين من خلال معركة “جيش الرجل الواحد” التي خاضها، أضعاف أضعاف الخسائر البشرية (3 جنود) فهاتان المؤسستان تلقتا صفعتين قويتين في أقل من ثلاثة اشهر واحدة في الشمال عندما اقتحم مقاتل الحدود قادما من لبنان، وفجر قنبلة في دوار مجيدو في الجليل اصابت عدة اشخاص في آذار (مارس) الماضي، والثانية على يد الشهيد صلاح في الجنوب، ويعلم الله متى سيأتي الهجوم من الشرق أي الجبهة الثالثة، او عبر البحر الجبهة الرابعة، فالتحضيرات جارية على قدم وساق.

الاسيجة المكهربة، او الشائكة، او الاسمنتية لن تحمي دولة الاحتلال ومستوطنيها، فرجال المقاومة قادرون على اختراقها، سواء بفتح ثغرات فيها، او بالصواريخ في الجو، والانفاق تحت الأرض.

بإختصار شديد نختم بالتوصيف الدقيق لـ”السيد” الذي قال فيه انهم “أوهن من بيت العنكبوت” وكل ما يتطلبه الامر، هنا من عندنا، وجود رجال في عزيمة وإرادة ايمان الشهيد محمد صلاح، وهناك مئات الآلاف مثله في الشقيقة مصر، الفخورة وشعبها به، وجميع الدول العربية والإسلامية الأخرى، وما علينا الا الصبر والتحلي بالنفس الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى