هذا ما يُطبخ لغزة في القاهرة وهذه تفاصيل أكبر “إبرة مُسكن” للفلسطينيين.. هل حان وقت إنهاء المقاومة؟..

مرصد طه الإخباري، هذا ما يُطبخ لغزة في القاهرة وهذه تفاصيل أكبر “إبرة مُسكن” للفلسطينيين.. هل حان وقت إنهاء المقاومة؟.. تحرك خفي لهدنة “طويلة الأمد” تُبعثر كافة الأوراق السياسية والأمنية وتفتح صفحة جدل واسعة

من جديد عاد اسم قطاع غزة ليتصدر المشهد الفلسطيني والإسرائيلي معًا، وهذه المرة ليس بسبب جولة تصعيد أو قصف متبادل بل لمخطط أكبر من ذلك تُنسج خيوطه داخل الغرف المغلقة، قد يُنهي التصعيد العسكري بأكمله لسنوات طويلة في حال نجح، أو يقلب الأوضاع راسًا على عقب عند فشله.

الوسيط المصري الحصري لملف التهدئة في قطاع غزة، ومنذ آخر جولة تصعيد على القطاع التي استمرت لـ5 أيام وراح ضحيتها أكثر من 33 فلسطينيًا إضافة لدمار هائل في البنية التحية، ينشط من أجل التوصل لاتفاق تهدئة دائم وواضح بين العدو الإسرائيليّ وفصائل المقاومة الفلسطينية، بدلاً من التهدئة “الهشة” القائمة التي قد تنتهي عند أي تصعيد صغير.

ورغم أن القاهرة لم تعلن رسميًا وحتى هذه اللحظة عن التوصل لإي اتفاق “قوي وملزم” حول التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن الصحف العبرية ومواقع عربية عجت خلال الساعات الماضية بالحديث عن اتفاق هدنة طويلة الأمد يجري التجهيز له داخل القاهرة، لوقف كل أشكال التصعيد العسكري المتبادل.

ونقلت مواقع عن مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة أن الفترة الراهنة “تشهد ترتيبات تعد الأولى من نوعها، بشأن الأوضاع في قطاع غزة، ضمن تصورات من شأنها أن تقود إلى هدنة طويلة الأمد نسبياً بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والاحتلال”.

وأوضحت أن “الترتيبات التي تجري في ظل تفاهمات إقليمية ودولية، تشارك فيها الإدارة الأميركية وقطر ومصر، تتضمن أدواراً أوسع للقاهرة على صعيد التواجد في قطاع غزة، وهو ما استدعى من المسؤولين المصريين، ضرورة الحصول على تعهدات وموافقات من قيادات الفصائل بشأن تلك الترتيبات”.

وفي 1 يونيو/ حزيران الجاري بدأت وفود من حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” وحكومة غزة (تديرها حماس)، بالتوجه إلى القاهرة تلبية لدعوات رسمية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية؛ وذلك بعد انتهاء زيارة أجراها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، استمرت لمدة 3 أيام.

وفي وقت سابق الإثنين، عاد وفد حكومي تابع لحركة “حماس” إلى غزة، بعد انتهاء المباحثات مع مسؤولين مصريين.

ومطلع يونيو قال مصدر فلسطيني إن الوفود تبحث في القاهرة “القضايا الاقتصادية والمعيشية المتعلقة بغزة، والتبادل التجاري مع مصر والمشاريع المصرية الجارية في القطاع”.

ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني من أوضاع معيشية متدهور للغاية في غزة جراء حصار العدو الإسرائيليّ مشدد منذ عام 2007.

–           موقف حماس والجهاد

حركتا “حماس” و “الجهاد الإسلامي”، سارعتا إلى توضيح موقفهما من “الهدنة طويلة الأمد”، وقالتا في بيانات منفصلة إن مباحثاتهما، مؤخرا، مع مسؤولين مصريين في القاهرة “لم تشمل التفاوض حول هدنة طويلة الأمد” مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفاد المتحدث باسم “حماس”، حازم قاسم، بأن “الأنباء التي تزعم بأن مباحثات القاهرة شملت التفاوض حول هدنة طويلة الأمد، لا أساس لها من الصحة”، موضحًا أن وفد الحركة وضع “المسؤولين المصريين في ضوء العدوان الإسرائيلي المستمر على سكان مدينة القدس والضفة الغربية وانتهاك المقدسات فضلا عن بحث سبل مواجهة سياسات الاحتلال“.

كما بحث الوفد، بحسب قاسم، “دور مصر في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.

وذكر أن سلطات الاحتلال “تدفع بشكل مستمر الأوضاع نحو التصعيد، وذلك مع استمرار عدوانها على المقدسات والمسجد الأقصى والفلسطينيين بالضفة”.

بدوره، قال داود شهاب، المتحدث باسم “الجهاد الإسلامي”: “مباحثات زياد النخالة الأمين العام للحركة مع الأشقاء في مصر لم تتطرق لهدنة طويلة الأمد ولا قصيرة”، مضيفًا : “موضوع هدنة بسقف زمني ليس مطروحا، ونحن شعب تحت الاحتلال والشعوب التي تقع تحت الاحتلال من حقها أن تقاوم وتدافع عن نفسها”.

وكان للمتخصص في الشؤون الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي رأيًا مخالفًا لنفي حماس والجهاد الإسلامي، فقال إن الاجتماعات الفلسطينية التي عقدت بالقاهرة، بحضور مكثف من قبل أجهزة المخابرات المصرية المسؤولة عن الملف، الهدف منها البحث عن سبل تحقيق هدوء طويل الأمد في قطاع غزة، وتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي هناك”، مؤكداً أن حركتي حماس والجهاد أبدت انفتاحاً كبيراً على الاقتراحات المقدمة لهم.

وأضاف الدراوي، في تصريحات صحيفة نشرت على صحيفة “عكاظ”: “نحن في طريقنا إلى هدوء طويل الأمد في قطاع غزة وأيضاً ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، موضحاً أن التوافق بين الفصائل الفلسطينية، سيساعد على تشكيل حكومة توافق فلسطينية تكون قادرة على التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وصولاً لإحياء العملية السلمية وحل الدولتين، على أن تكون تلك الحكومة هي من تشرف خلال عام على إجراء انتخابات النواب ومنصب رئيس السلطة وإنهاء

الخلافات بين الضفة وقطاع غزة المستمرة منذ عام 2007، على أن تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية تحت مظلة السلطة الفلسطينية الموحدة.

وأشار إلى أن مجمل الاجتماعات بالقاهرة بين قادة الفصائل والمخابرات المصرية كانت إيجابية ومثمرة، وأبدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي انفتاحاً على الاقتراحات المقدمة لهم، متوقعاً أن يقوم هنية بزيارة غزة بعد غياب عنها لمدة عشر سنوات، وهو ما يشير إلى نية حماس عازمة على إنهاء الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية.

وتردد في السابق عن تخلي العدو الإسرائيليّ عن شرطها القديم بـ”نزع سلاح حماس وفصائل المقاومة” والاكتفاء بمنع تزايد القوة العسكرية للمقاومة من حفر أنفاق هجومية أو صنع صواريخ يمكن أن تطال المدن الإسرائيلية. إضافة إلى عدم استخدام حماس والمقاومة المواد المسموح بدخولها إلى القطاع في تعزيز قواتها العسكرية.

بالمقابل تقوم إسرائيل بتخفيف القيود على حركة مرور البضائع والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والمباشرة في تنفيذ مشاريع حيوية كبيرة في القطاع لإنهاء آثار الحصار الذي فرض على غزة قبل 11 عاما، ودمر الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لمليوني فلسطيني.

ويجري الحديث مجددا عن إنشاء ميناء يتواصل معه القطاع تجاريا مع العالم، رغم عدم وضع تصورات نهائية بشأن مكان والهيئة المشرفة على الميناء، بين من يدعو لأن يكون في جزيرة قبرص أو في عرض البحر، وتحت الإشراف الأمني الإسرائيلي.

ويعتقد مراقبون أن الهدنة الطويلة في ظل تأسيس مشاريع بنية تحتية وميناء، تعني قيام دولة في غزة وإن بشكل غير صريح، وهو ما تسعى له الولايات المتحدة في مشروعها “صفقة القرن”، وبقاء الضفة الغربية على حالها، أو ضمها إلى الأردن ضمن كونفدرالية أو غيرها من مشاريع التسوية. وهو ما ترفضه كافة الأطراف الفلسطينية.

ويبقى هنا التساؤل المطروح.. هل الهدنة طويلة الأمد مصلحة فلسطينية، أم ضربة قوية للمقاومة؟.. ومن المستفيد الأكبر؟

نادر الصفدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى