السعودية :الاحتجاز بسبب حادث سير وعلى حين غرّة استقبل والد الشاب اتصالاً هاتفياً من شرطة تاروت يطالبه بالحضور لاستلام ابنه شهيدا!!؟

حادث الاصطدام المروري بين سيارة الشاب الحبيب (44عام) ودورية للشرطة مساء الخميس 23 أغسطس 2018 نتجت عنه أضرار بسيطة في السيارتين دون إصابات بشرية، دفع السلطات السعودية إلى اعتقال الشاب لطفي الحبيب واقتياده إلى مقر الحجز والتوقيف في شرطة تاروت, وتوجيه تهمة استهدافه للدورية بحادث متعمد! لم يشفع التأمين الذي يملكه الشاب الحبيب والذي يفي بتغطية وتعويض الأضرار في تجنيبه الاحتجاز ومنعه من الاتصال بأسرته، التي حاولت على مدار يومين إخراجه من الحجز بكفالة مالية وحضورية، فواجهتها السلطات ممثلة في رئيس شرطة تاروت بالرفض دون ايضاح أية أسباب. وعلى حين غرّة استقبل والد الشاب في اليوم الثالث اتصالاً هاتفياً من شرطة تاروت يطالبه بالحضور لاستلام ابنه.. وفور وصوله تلقاه الضابط المناوب بقوله “لقد انتحر ابنك, وقع على محضر الانتحار حتى ننهي اجراءات تسليمه لك”!! فُجع الأب السبعيني بنبأ وفاة ابنه ورفض التوقيع قبل أن يعرف حقيقة ما جرى، وكيف يمكن لابنه ان ينتحر في حجز للمرور، الذي يُفترض أنه حجز جماعي لا ينفرد فيه الموقوف بنفسه؟! بل لماذا ينتحر شاب في كامل صحته لمجرد أن تم إيقافه بسبب حادث مروري بسيط؟! رفض والد الشهيد الضحية أن يوقع إقراراً بانتحار ابنه، وررفضت السلطات السعودية تسليم الجثمان إلى ذويه مالم يوقعوا الاقرار.. لتنقضي 3 أيام أخرى مارست السلطة السعودية خلالها مختلف الضغوط والتهديدات على والد الشهيد من أجل إرغامه على توقيع الإقرار، انتهاء إلى انتزاع التوقيع بالقوة قبل أن تسلم جثمان الضحية! مصدر خاص تحدث  عن تفاصيل ما تعرّض له الشهيد لطفي الحبيب، موضحاً أنه في مساء يوم الخميس 23 أغسطس الحالي، وأثناء مرور لطفي بسيارته في منطقة المشاري على الطريق المؤدي إلى شاطئ الناصرة، اصطدمت سيارته بسيارة تابعة لشرطة المنطقة، واقتصرت الخسائر على الماديات وأضرار عرضية بالسيارتين فقط، غير أن عناصر الشرطة أقدمت على اعتقال لطفي على عجل واحتجزته في توقيف تاروت من دون أسباب أو مبرارت. وأضاف المصدر، أنه على أثر الحادثة واعتقال الشاب، توجه والده الحاج عبداللطيف آل حبيب إلى مركز الاحتجاز من أجل الإفراج عن ابنه ودفع كفالة مالية بدلاً عن الأضرار التي وقعت على الرغم من وجود تأمين يغطي نفقات الأضرار إلا أن إدارة المركز رفضت، على الرغم رغم أن الاحتجاز يُتبع فقط مع مَنْ لا يملك تأميناً ويُستعاض عنه بكفالة مالية، وأشار المصدر إلى أن الشرطة رفضت الإفراج عنه، في مخالفة واضحة للقوانين، التي تؤكد عدم جواز الاحتجاز بسبب حادث سير نتجت أضرار جانبية، كما أنه لا يحق لمركز الإحتجاز إبقائه في المركز من دون أية تهمة أو مذكرة توقيف، وعلى أسوأ الاحتمالات يتوجب على الشرطة إخراجه بكفالة مالية، لكن شرطة تاروت رفضت قبول الكفالة وأصرّت على حبسه في التوقيف دون مسوغ قانوني. المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بين أنه يوم السبت 25 أغسطس، أخبرت شرطة تاروت الحاج عبداللطيف آل حبيب أن ابنه توفي داخل الإحتجاز، وادعوا أن “الشاب أقدم على الإنتحار” على حدّ زعمهم، وهو ما استنكره المصدر، وسأل عن أسباب انتحار شاب في مركز التوقيف بعد ساعات من اعتقاله، وهل يمكن أن يُصدق هذا الأمر؟!، ضمن توقيف لا يوجد فيه سجن إنفرادي وإنما يبقى المعتقل بين المحتجزين في قاعة واحدة وأمام أعين الحراس من عناصر الشرطة. المصدر أوضح أن شرطة تاروت اتهموا الشاب بالاصطدم بهم عمداً، وأقدموا على اعتقاله وتعذيبه حتى الموت، حسب شهادة كثيرين ممن شاهدوا جثمان الشهيد على المغتسل، ولجأت الشرطة إلى تلفيق سيناريو الإنتحار المزعوم الذي اعتادته السلطة وخاصة منتسبي شرطة تاروت المقر الذي شهد وقوع عدة حوادث مشابهة انتهت إلى الموت تحت التعذيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى