اللعب بالنار!!

علي نصر الله

واشنطن تلعب بالنار على كل الاتجاهات، تتلاعب بالسياسة ومساراتها التفاوضية، وتُثير مسألة الحرب، التلويح بها والتهديد باستخدام القوة لإخضاع الخصم وتحقيق ما عجزت عن تحقيقه رغم استخدامها أقذر الأدوات وجميع الأساليب التي كانت تمزج فيها بين الخشن والناعم.

واشنطن والغرب كحلف للعدوان إذا كان من الثابت أنه – كحلف – لا يعنيه سوى مصالحه وخدمة الصهيونية، فقد بات من الثابت أنه لا يرغب برؤية سورية تخرج مُنتصرة من الحرب، ولا يرغب برؤية أستانا تُنتج حلولاً، ولا يرغب برؤية التنظيمات الإرهابية تتبدد وتتلاشى، ولذلك يستخدم، – وتستخدم واشنطن كمركز قيادة الحلف – فائض القوة، ويلجأ، وتلجأ واشنطن إلى فوائض البلطجة والقذارة بالتعاون مع بقية مُكونات الحلف، وبالاستخدام المُذل للأمم المتحدة وأمينها العام.‏

في ربع الساعة الأخير وقُبيل طي آخر صفحات الإرهاب في إدلب، ما الذي يعنيه قيام جون بولتون بزيارة نتنياهو؟ وما الذي ينبغي فهمه من اجتماع وزراء خارجية أوروبا في فيينا الذي جرى تخصيصه لإدلب؟ وما الرسالة التي أرادت السيدة موغريني توجيهها بدعوتها لحماية إرهابيي داعش وجبهة النصرة؟ وهل يُفهم من العمل على تجنُّب العمل العسكري سوى توفير الحماية للدواعش ومشتقاتهم من تنظيمي القاعدة والأخوان الإرهابيين؟.‏

ثم إذا كان الغرب حريصاً بكل هذه المقادير على أدواته المشتركة مع أميركا و(إسرائيل)، فهل اختار التوقيت الصحيح لتمرير مئات إضافية من الطائرات المُسيّرة إلى إدلب عبر خبراء أتراك وشيشان؟ وما الذي يُعد له إذاً غير رهان جديد على البدء بجولة تصعيد جديدة تبدأ بالتوازي مع تحضير مسرح الكيماوي لإنتاج كذبة جديدة تكون الحامل لعدوان وقح ومفضوح؟.‏

في الحقيقة بات الغرب وأميركا، يلعب مكشوفاً لعبة خطيرة بالنار، لا يمكن ردعها إلا بالتعاطي معها بالحزم والحسم، وهو ما صار يدرك أهميته العالم وليس فقط سورية وحلفاؤها في جبهة محاربة الإرهاب، وربما تشكل المناورات الروسية في المتوسط جزءاً من استراتيجية الإغلاق على معسكر العدوان لردعه لا للاحتكاك الخشن معه، ولإفهامه أن اللعبة انتهت.‏

جيشنا العربي السوري في أتم الجاهزية لصد أي عدوان أميركي إسرائيلي أو مُتعدد الجنسيات المُعادية، قرارُه باجتثاث الإرهاب نهائي لا يقبل النقاش وخارج أي مُساومات، وإذا كان في مثل هذه الأيام من العام الماضي قد فك الحصار عن دير الزور ودحر الدواعش عنها لاحقاً، فهو بالصلابة ذاتها فعل الأمر ذاته في درعا والمنطقة الجنوبية، ويواصل أداء مهمته الوطنية المُقدسة بتطهير كل حبة تراب سوري من دنس الإرهابيين في إدلب كانت، أم في مكان آخر من مساحة سورية جغرافياً ووطنياً.‏

المصدر
الثورة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى