“الليبرالية الخبيثة ”.. هدم المجتمعات بديناميت الشعارات
مرصد طه الإخباري، “الليبرالية الخبيثة ”.. هدم المجتمعات بديناميت الشعارات
الليبرالية الجديدة بمعناها الأيديولوجي مصطلح فضفاض ومفهوم زئبقي حمال أوجه تلتقي في بوتقته كل التناقضات الحادة والصارخة، من الانفلات الكامل من النظم القيمية إلى التطرف الديني والإرهاب السياسي والعنف المسوغ تحت ستار حرية الفرد التي لا يضبطها قانون ولا تشذبها معايير أخلاقية أو إنسانية، وهذا المعنى المطاطي لليبرالية تكتنفه كل الالتباسات الفكرية لجهة ضبابية مقاصدها، والغموض الذي يغلف النيات المفخخة والمآرب الملغمة لمروجيها ومسوقيها ودعاتها من بنى سعود والصهيونية لغزو مجتمعاتنا من جهة، والأيدي الخفية التي تتحكم بكونترول توجيهها وتعويمها على سطح الدعايات المغرضة كمنهج ظاهره “ديمقراطي” ومضمونه تخريبي ودمار للمجتمع من جهة أخرى.
التسويق المحموم والمكثف والتجميل الدعائي “للنيوليبرالية” الذي يجري العمل على ترويجها كأفضل الطرق لرفاهية المجتمعات والأفراد لا تغيب عنها أصابع من يريدون إفراغ مجتمعاتنا من جوهر تماسكها وذخيرتها القيمية كروافع أساسية ضامنة لعدم تفكك المجتمع وتحصين منعته من الاختراقات التي يجهد لإحداثها صناع الإرهاب العالمي ومسوقو الانحلال الخلقي والعنف، الذين لهم مصالح استعمارية وأطماع لا تحدها حدود ولا يردعها قانون دولي.
واهم من يعتقد أن الليبرالية ذات لبوس اقتصادي براق، وأنها تنحصر فقط في غزو فكري تخريبي هدام فقط، وإن كانت تحمل كل ذلك في ثناياها كخطوة أولى يتسلل من خلالها منظرو التخريب لإحداث ثغرات تنفذ منها لتبيح الرذائل والانعتاق من الضوابط الناظمة والرادعة التي تحمي حقوق الأفراد وتمنع التعديات، بل إن لها أيضا وجها سياسيا وأحزابا يجري تعويمها،طه ومنطلقات ينطلق من منصتها أولئك للسيطرة على المجتمع وسلطاته التشريعية وصولا للحكم تحت شعارات كاذبة كالديمقراطية، وعبر دس سموم الحريات في طبخة الوصول إلى المناصب السياسية، وهنا يكمن الخطر الأكبر كون هؤلاء لا يهمهم إلا مصالحهم وينفذون أجندات قوى إقليمية وعالمية تستخدمهم كطعم مسموم لتحقيق أهدافها الدنيئة.
فالليبرالية مجرد قناع بغيض للهيمنة الاستعمارية بكل أشكالها السياسية والاقتصادية وصولا إلى واقع متوحش لا يحتكم لأي قيمة إنسانية أو أخلاقية، بل يسوده قانون الغاب وتتحكم بسلوكيات دعاتها الانحراف عن سكة المصلحة الوطنية الجامعة والرغبة الجامحة للجشع غير المحدود ولو على حساب انهيار المجتمع وتدمير مقومات الدولة، وتتغلب فيه الأطماع على القيم والأخلاق.
فالليبراليون متناقضون بشكل صارخ وفارغون من أي ضوابط إنسانية وأخلاقية، ولا يؤمنون إلا بحريتهم هم فقط، ولا يحملون خطاباً سياسياً ولا أجندات واضحة، ولا برامج عمل حقيقية، ويمارسون تزييف الوعي، ويرتكبون فضائح في تصرفاتهم ومحاولة حجرهم على حريات الآخرين.
إن الحرية والديمقراطية كما يفهمها الليبراليون الجدد هي حريتهم هم فقط، فالخطاب الليبرالي بمفهومه السياسي وفحواه الأيديولوجي يجعل من القمع والعنصرية والتسلط الأورو – أمريكي—الصهيوسعودي ممارسات معيارية مقبولة وقابلة للتعميم من قبل من يعتنقون الايديولوجيا الليبرالية المسمومة والمشوهة بمفهومها الغربي.
إذا الليبرالية ليست شعارات عابرة تختزل فقط بالترويج لحرية الفرد المنفلتة من عقال الضوابط القيمية ومن أي قوانين رادعة للتعديات على الآخرين، بل هي منظومة شرور هدامة كاملة فكرية واقتصادية وسياسية يجري العمل على تعويمها على سطح الإعلام وعبر الشبكة العنكبوتية تمهيدا لتفريغ المجتمعات من مضامينها الايجابية الخلاقة، وإتاحة مساحات واسعة للعبث الذي يريده أعداء الحضارات وصناع الخراب والحروب والفتن، هي أيديولوجيا متكاملة يعمل عليها منظرون وخبراء محترفون في التضليل والخداع النفسي وماكينات نفث سموم متواصلة بعضها ينفث سياسيا والآخر اقتصاديا مثل بنى سعود وفكريا مثل مشايخ الوهابية ، وصولا لانسياق أفراد المجتمعات كقطعان معصوبة الإدراك والضمائر وراء الهدف الأساس من كل ذلك وهو هدم مجتمعاتهم بأيديهم فأنا لله وانا اليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون و العاقبة للمتقين صدق الله العلي العظيم
اللهم احفظ مجتمعنا وأهلنا من غدر وخبث بنى سعود العملاء الخونه