تطبيق صهيوني يقتحم هواتف سامسونج.. هل سهلت “سامسونج” التجسس للعدو الإسرائيلي؟
مرصد طه الإخباري، تطبيق صهيوني يقتحم هواتف سامسونج.. هل سهلت “سامسونج” التجسس للعدو الإسرائيلي؟
فصل جديد من فصول التجسّس الصهيوني على الهواتف، ينكشف أخيراً من خلال اتفاق بين شركة سامسونج Samsung الكورية وشركة آيرون سورس IronSource الصهيونية، يتيح تحميل تطبيق على بعض هواتف شركة سامسونج في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ومن ضمنها الجزائر.
ويسمح التطبيق بتحميل برنامج يعمل على الوصول إلى المعلومات الشخصية لصاحب الهاتف ومعلومات أخرى.
والأخطر في هذه القضية، هو إمكانية تحميل التطبيق بدون معرفة صاحب الهاتف، فضلاً عن أن إزالته أمر صعب ويكاد يكون مستحيلاً، نظراً للتعقيدات التقنية المطلوبة.
وفي هذا الصدد، أصدرت منصة “سميكس” Smex المتخصصة بحماية حقوق الإنسان في الفضاءات الرقمية، بيانا حذرت من خلاله وجود تطبيق للعدو الإسرائيلي “خفي” يستعمل للتجسس وجمع “بيانات حساسة” عن مستخدمي أجهزة “سامسونج ” من من فئتي A وm.
وأوضحت المنصة، أن الشركة الكورية قد تكون ثبتت على الأجهزة تطبيقا من شركة إسرائيلية يجمع بيانات المستخدمين مثل البصماتٍ وعناوين IP، والموقع الجغرافيّ.
شراكة بين “سامسونج وشركة إسرائيلية
كما كشفت المنصة وجود عقد شراكة بين سامسونج وآيرون سورس، موقَّع منذ العام 2022، تُحمِّل سامسونج بموجبه على هواتفها من سلسلة A وM (Samsung A25 – M13 على سبيل المثال لا الحصر) تطبيقاً يدعى “آب كلاود” AppCloud “وغالباً ما يكون التطبيق مثبتاً في الجهاز بشكل مسبق، حتى بدون تحميله من قِبَل الشخص الذي سيشتري الجهاز من السوق، أو يُفرَض التطبيق على الجهاز من خلال عملية التحديث من دون موافقة صاحبه”.
كما أن “تطبيق “آب كلاود” يقوم بتثبيت برنامج يدعى “أورا” Aura الذي بدوره يقترح على المستخدِمين تنزيل بعض التطبيقات على هواتفهم، والتي تسمح بجمع البيانات والمعلومات الشخصية ومعلومات تتعلّق بالجهاز مثل الـIP وأمور أخرى مثل بصمة صاحب الجهاز، وهذه معلومات تسهِّل تحديد هوية مستخدم الجهاز”.
وأشارت المنصة إلى أن التطبيق “الإسرائيلي” غالباً ما يكون مثبتاً بشكلٍ مسبق على أجهزة المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
……… صعوبة إلغاء التطبيق………
التفاصيل المتعلّقة بالتطبيق والبرنامج المرتبط به تطرح الكثير من التساؤلات التي تجعله محطّ شكوك واضحة. فالتطبيق يمكن فرضه على المستخدمين ويمكن تحميله بدون موافقتهم، لكن الأغرب هو “عدم امكانية وقف نشاط التطبيق أو رفض أي أذونات يطلبها”.
علماً أن التطبيق، بحسب قطايا “يدّعي حفاظه على سياسة الخصوصية التي تعطي المستخدم خيار وقف جمع البيانات، وذلك عبر تعطيل “آب كلاود”، لكن لدى التوجّه لحذفه من الجهاز، يتبَيَّن وجوب مَلء نموذج غير موجود فعلياً، كما أن حذف التطبيق يتطلَّب مهارات تقنية”.
ومع أن المستخدم يمكنه الدخول إلى قائمة إعدادات جهازه ثم إلى خانة التطبيقات والبحث عن تطبيق آب كلاود وضغط زر التعطيل “إلاّ أنه قد لا يتمكَّن من حذف التطبيق كلياً عن الجهاز، رغم تعطيله”.
وهذا الأمر يزيد الشكوك حول جدية عدم استمرار عمل التطبيق رغم تعطيله، أي أنه قد يتعطَّل ظاهرياً ويستمر بالعمل فعلياً.
وفي ظل الصعوبات المرافقة لتعطيل التطبيق أو الحدّ من نشاطه على الأقل، يلفت قطايا النظر إلى “ضرورة عدم خوف المستخدمين من كلّ عملية تحديث لهواتفهم. فليست كل عملية تحديث تنطوي بالضرورة على تحميل تلقائي للتطبيق المقصود”.
……. التواصل مع سامسونج……
يسعى العدوّ الإسرائيلي لاستغلال كل الفرص لتحقيق التفوّق التكنولوجي، لكن يستغرب قطايا كيف تقوم شركة سامسونج بإتاحة الفرصة لتحميل تطبيق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين أن هذه المنطقة معروفة بأنها منطقة صراعات مع العدوّ الإسرائيلي .
كما أن صعوبة إلغاء التطبيق أو مسحه عن الهواتف، تستدعي “التواصل مع شركة سامسونج لمعرفة التفاصيل، وهذا ما ستعمل عليه “سمكس” في محاولة لوقف هذا الإجراء”.
تفاصيل أخرى لا تزال غير مكتشفة في هذا الملف، لكن الاستنتاجات غير صعبة. فهذه الخطوة لا تخرج من دائرة الاشتباه بأن العدوّ يقوم بخطوات استباقية على المستوى التكنولوجي والأمن السيبراني والتحضير لأي حرب محتملة في لبنان والمنطقة
وهذا ما أتاح له جمع المعلومات عن اللبنانيين لفترة من الزمن سبقت الحرب الراهنة، تماماً كما حَضَّرَ صفقة أجهزة الاتصالات التي أتاحت له استهداف عناصر حزب الله عند الضرورة. ومن غير المستَغَرب أن يكون العدوّ قد لجأ لنشر التطبيق عبر هواتف من سلسلة A وM من هواتف سامسونج ، نظراً لسعرها الذي يعتبر في متناول الشريحة المتوسطة والفقيرة من الناس، ما يسهِّل انتشارها وتالياً جمع المعلومات عن شبكة اوسع من الناس.
وبما أن شركة سامسونج ارتبطت مع شركة إسرائيلية وفق عقد محصور بمنطقة يعرف العالم خصوصيّتها لجهة التعامل مع العدوّ الإسرائيلي، فإن الشركة، عن قصد أو غير قصد، قد سهَّلَت للعدو عملية التجسّس علينا