الضريبة المضافة في السعودية وتأثيرها على الشعب

مرصد طه الإخباري، الضريبة المضافة في السعودية وتأثيرها على الشعب

تُعد ضريبة القيمة المضافة (VAT) من الأدوات الاقتصادية التي تعتمدها الدول لزيادة الإيرادات العامة وتحقيق الاستدامة المالية.

في السعودية، تم تطبيق ضريبة القيمة المضافة لأول مرة في يناير 2018 بنسبة 5٪، ثم تم رفعها إلى 15٪ في يوليو 2020، مما أثار جدلاً واسعًا حول تأثيراتها على المواطنين والاقتصاد بشكل عام.

أسباب فرض ضريبة القيمة المضافة في السعودية

جاء فرض ضريبة القيمة المضافة كجزء من رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

وتزامن رفع الضريبة إلى 15٪ مع تداعيات جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط، ما أدى إلى الحاجة إلى موارد مالية إضافية لدعم الميزانية العامة.

تأثير الضريبة المضافة على الشعب

  1. ارتفاع تكاليف المعيشة

أدى رفع الضريبة إلى زيادة الأسعار على السلع والخدمات، مما أثر بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين. فقد ارتفعت تكلفة المنتجات الاستهلاكية، الخدمات الصحية، الفواتير، وحتى العقارات، مما جعل الحياة أكثر تكلفة.

  1. تأثير على أصحاب الدخل المحدود

الفئات ذات الدخل المحدود تأثرت بشكل أكبر وهي النسبة الأكبر من الشعب، حيث أصبحت الضرائب تستنزف جزءًا أكبر من دخلهم الشهري، بعكس الأمراء والمقربين من النظام خاصة مع غياب أي زيادات في الرواتب أو دعم مالي يعوض هذه الارتفاعات.

  1. تراجع النشاط الاقتصادي

بسبب انخفاض القوة الشرائية، شهد السوق السعودي تباطؤًا في الاستهلاك، ما أثر على أرباح الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأدى إلى إغلاق بعض المشاريع، وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب.

  1. التأثير على الاستثمار

رغم أن الضريبة تهدف إلى تعزيز الإيرادات الحكومية، إلا أنها أثرت على جذب الاستثمارات، حيث أصبحت تكلفة ممارسة الأعمال في السعودية أعلى، مما دفع بعض الشركات الأجنبية إلى إعادة تقييم وجودها في السوق السعودي.

هل يتوقع أن يقوم الشعب بثورة ضد النظام؟

من غير المرجح أن يحدث تمرد شعبي أو “ثورة” في السعودية بسبب الضريبة المضافة، وذلك لعدة أسباب:

الرقابة الأمنية المشددة: الحكومة السعودية تتبع سياسات أمنية صارمة تمنع أي احتجاجات أو تظاهرات.

الثقافة المجتمعية: الشعب السعودي تاريخيًا غير معتاد على الاحتجاجات السياسية العلنية، بسبب طبيعة النظام الملكي الذي يتمتع بنظام بوليسي قمعي عنيف ولا يسمح بأي نشاط شعبي.

التحولات الاقتصادية الجارية: هناك توقعات بأن الحكومة قد تعيد النظر في الضريبة مستقبلًا أو تخفف تأثيرها عبر إصلاحات اقتصادية، مثل تقليلها عند تحسن الأوضاع المالية.

رغم أن ضريبة القيمة المضافة أثرت على المواطنين وزادت من تكلفة المعيشة، إلا أن احتمال حدوث ثورة أو احتجاجات واسعة في السعودية يبقى ضعيفًا. ومع ذلك، تبقى المطالبات الشعبية قائمة بتخفيف الأعباء الاقتصادية عبر سياسات تدعم المواطنين، مثل تخفيض الضرائب مستقبلًا أو تحسين مستويات الدخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى