جوقة العدوان..اجترار الأكاذيب لا يطيل عمر الإرهاب
ناصر منذر
لا يريد الغرب الاستعماري أن تستعيد سورية عافيتها، ، ولا يريد للإرهاب الذي يدعمه ويمده بكل لوازم الديمومة والبقاء أن يندحر، بالمقدار الذي يروعه أن يبدأ السوريون بقطف ثمار انتصارات جيشهم في الميدان ..
ويبدو أن رسائل بدء التعافي التي وجهتها سورية عبر معرض دمشق الدولي أصابت أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن ولندن وباريس بحمى الصدمة الناتجة عن العجز والفشل، فرفعوا منسوب سعارهم، لحماية ما تبقى من أذرعهم الإرهابية في ادلب، للتنغيص على السوريين، وتأخير موعد إعلان نصرهم الكامل على الإرهاب وداعميه.
حالة الهيستيريا التي ألمت بثالوث الإرهاب الأميركي والبريطاني والفرنسي في مجلس الأمن، وشظاياها التي طالت أدواتهم الأممية والإقليمية، عكستها بكل وضوح تلك الاستماتة في الدفاع عن إرهابيي النصرة، من أجل تمديد فترة صلاحيتهم ، بعدما عقد الجيش العربي السوري العزم على إنهاء تلك الصلاحية، حيث يخشى الأميركي من خسارة مواقع نفوذه بحال تم القضاء على الإرهابيين بإدلب، وتقترب أكثر مسافة حسم وجود قواته الغازية في التنف وشرقي الفرات، وهذا الأمر يعني أن البريطاني لن يستطيع لعق بعض الفتات الموعود به أميركيا على طاولات الحل السياسي، ولن يكون بمقدور الفرنسي الاستثمار في الدور الاستعماري الجديد الذي أوكل إليه أميركيا أيضا، طالما أن المايسترو الأميركي سيجد نفسه مضطرا في نهاية المطاف للانسحاب التدريجي، بفعل تغير موازين القوة لمصلحة الجيش العربي السوري، وما سيليه من تغير قواعد الاشتباك على الأرض.
هيستيريا الغرب الاستعماري، تنسحب أيضا على الأدوات والأتباع، فنظام أردوغان الضامن للتنظيمات الإرهابية في آستنة، يتوعد بالويل والثبور بحال اقترب مصير إرهابييه من الزوال، ويستقوي بقواته الغازية في إدلب لمؤازرة مرتزقة النصرة، رغم ادعاءاته الكاذبة قبل أيام بأنه وضعهم على قائمة الإرهاب، ليتضح بأن متزعمهم أردوغان هو تماما كالأفعى السامة لا يمكنه تبديل موقعه مهما غير من جلده، ليأتي المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا ويكمل مشهد الإذلال العاصف بأركان منظومة العدوان بسبب فشل كل مخططاتها في سورية، فيحاول المبعوث الأممي التمسك بأمانته تجاه الدفاع حتى آخر رمق عن التنظيمات الإرهابية، عبر التباكي الإنساني، ونحت فلسفة خاصة تشرعن بقاءهم بحجة أن المدنيين يجب ألا يؤخذوا بجريرة بضعة آلاف من الإرهابيين، مع أن أعدادهم تفوق الستين ألفا، علما أنه لو كان إرهابيا واحدا يجول في بلده، أو إحدى عواصم العدوان، لاستنفر دي ميستورا، وحاك مختلف السيناريوهات لقتل ذاك الإرهابي، لما يشكله من خطر على المجتمع الغربي.
السوريون خبروا جيدا آلاعيب الغرب، وحروبه القذرة تحت عناوين زائفة، وذاقوا المآسي طوال السنوات الثماني الماضية نتيجة جرائم ذاك الغرب عبر مرتزقته التكفيريين، ولكنهم يثبتون بصمودهم أنهم الأقوى، وأن من رحم صمودهم هذا سيولد نظام عالمي جديد، على أنقاض المشروع الغربي المتصهين، والذي مزق السوريون كل زاوية في ثناياه.