بدأت معركة الوجود وانتهت معركة الحدود.. وترامب اعلن الحرب على العرب الشرفاء وقضيتهم…

بسام ابو شريف

ارتكب دونالد ترامب جريمة اخرى ، فقد أعلن انهاء عملية السلام التي حولت الصراع في الشرق الأوسط لفترة من الوقت من صراع وجود الى صراع حدود ، وأعاد بذلك الأمور الى صراع وجود .
صراع الوجود في العام 2018، هو غير صراع الوجود في العام 1967، ويظن ترامب ( غير المتوازن عقليا ) ، أن باستطاعته عبر الأزرار التي يتمتع بصلاحية استخدامها حتى الآن ، يستطيع أن يغير الجغرافيا ويلغي حق تقرير المصير للشعوب وأن يقسم الدول وأن يقيم دولا صغيرة جديدة وأن يوسع اسرائيل لتصبح اسرائيل الكبرى .
في ظل جو من التصريح الدامي والتصعيد المسرحي ” الذي قد ينفجر في أي لحظة ” ، بقي ترامب منسجما مع تعهداته لاسرائيل ، وخادما وفيا للصهيونية حيث سار ضمن خطة ” خطوة تلو خطوة ” في سياسة مراوغة وخادعة لانهاء قضية فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه ، وارتكابه أبشع المجازر الى أن وصل الأمر حد منع المنظمات الانسانية الأميركية من دعم مستشفيات القدس الشرقية ، واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن .
وشطب ترامب بذلك الاتفاق الذي وقع في واشنطن ، وكنا قد اعتبرنا اتفاق اوسلو كمينا أوقع فيه الرئيس ياسر عرفات بضغط من بعض الواهمين الذين صدقوا أن العدو سيعطي الفلسطينيين دولة مستقلة ، وغاب عنهم المشروع الصهيوني الارهابي والدولة الصهيونية الارهابية ومشروعها التوسعي ، والأهم غاب عنهم أن ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة .
ترامب ، وظف في البيت الأبيض في وقت ظنت فيه الدوائر الصهيونية أنه آن الأوان لانهاء قضية فلسطين ، والهيمنة على الشرق الأوسط ، والاعلان عن العلاقات التعاونية المتينة التي كانت سرا مع السعودية وبعض دول عربية كالمغرب والخليج .
أصبح اللعب على المكشوف، لكن ترامب الذي استمر في تنفيذ ماخطط ورسم له من قبل أولياء أمره الصهاينة، لم يتوقف ليراجع حساباته .
فقد صمد الشعب اليمني وأنزل بالمعتدين خسائر فادحة ، وصمد الشعب السوري والجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه الروس والايرانيين والمقاتلين بقيادة حزب الله ، ودحر الارهابيين ومازال يتابع المعارك التي يحاول ترامب اطالتها .
وقرر ترامب أن يعتدي هو وحلفاؤه مباشرة على سوريا جيشا وشعبا ، وعلى حلفاء الشعب السوري ، وسيكون ” ان قام بذلك ” ، قد ارتكب خطأ وسيدفع ثمنه هو وحلفاؤه ” الانجليز والفرنسيون ” عاليا .
جريمته الأكبر التي لم تواجه بعد بما يليق بها من العنف الثوري هي مايرتكبه يوميا من جرائم ضد الشعب الفلسطيني من حرب دموية بدعم جيش الاحتلال والدفاع عن جرائمه وبالدفاع عن اسرائيل وتأييده لما ترتكبه من سرقة الأرض وهدم البيوت وطرد الأهالي من قراهم وقتل الأطفال والنساء والرجال .
واخيرا بتهديده محكمة الجنايات ان هي تجرأت على محاكمة اسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ، ترامب لايتوقع رد فعل رادع !!! ويطمئن لدور محمد بن سلمان في بذل المال وغير المال لدعم مخططه ودعم اسرائيل واسقاط القدس والموافقة على تهويدها .
أمام هذا ، لن نكرر ماقلناه على مدى سنين من الركض وراء الأوهام والتنسيق الأمني والرضوخ لاجراءات اسرائيل تحت حجة انتظار الوعد الأميركي ، أصبحنا الآن أمام المواجهة ، لامواجهة سوى عبر جبهة متراصة واحدة تمتد من اليمن الى فلسطين عبر العراق وسوريا ولبنان ، ولابد للقيد في مصر أن ينكسر ويهب الشعب العربي في مصر ضد الذين رضوا بالوضع وساروا مع مخطط ترامب ومحمد بن سلمان ونتنياهو .
المعركة عادت الى أصولها وجذورها ، انها معركة وجود لامعرنكة حدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى