الحرب الامريكية الإيرانية تنتقل ارهاصاتها الى العراق..
والرئيس ترامب يتعاطى مع القيادة الإيرانية كما انها الحاكم الفعلي لبغداد ويحملها مسؤولية أي هجوم على سفارتها ومصالحها.. هل هذا اعتراف مبكر بالهزيمة؟ ومن هو المسؤول الحقيقي عنها؟ فتش عن الجنرال سليماني؟
الحرب الامريكية الإيرانية تنتقل ارهاصاتها الى العراق.. والرئيس ترامب يتعاطى مع القيادة الإيرانية كما انها الحاكم الفعلي لبغداد ويحملها مسؤولية أي هجوم على سفارتها ومصالحها.. هل هذا اعتراف مبكر بالهزيمة؟ ومن هو المسؤول الحقيقي عنها؟ فتش عن الجنرال سليماني؟
الحرب الإيرانية الامريكية بدأت تنتقل بشكل ملحوظ الى الساحة العراقية، وباتت الحكومة الامريكية تتعاطى مع نظيرتها الإيرانية كما لو انها هي الحاكم الفعلي للعراق.ما يدفعنا الى هذا الاستنتاج التحذير الرسمي الذي صدر عن البيت الأبيض امس الذي يحمل الحكومة الإيرانية المسؤولية الكاملة عن أي هجوم قد تشنه ميليشيات تدعهما طهران ضد رعايا، او مصالح أمريكية في العراق، وقالت الرئاسة الامريكية “انه خلال الأيام القليلة الماضية شهدنا هجمات خطيرة في العراق لا سيما ضد قنصلية الولايات المتحدة في البصرة وضد مجمع السفارة (في المنطقة الخضراء) في بغداد وان ايران لم تفعل شيئا لوقف هذه الهجمات التي شنها وكلاؤها الذين مولتهم وسلحتهم”.لا نجادل مطلقا في هذه الصحيفة “راي اليوم” بأن لإيران نفوذ كبير، ان لم يكن الأكبر في العراق، وان الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، هو صانع الملوك في بغداد، وكان مهندس عملية افشال استفتاء الاستقلال الذي اجراه السيد مسعود البارزاني في كردستان العراق، ولعب الدور الأبرز في تأسيس قوات الحشد الشعبي وغيرها من الفصائل المقاتلة التي خاضت حربا شرسة لإنهاء وجود “الدولة الإسلامية” او “داعش” في الموصل والمدن العراقية الأخرى، ويركز جهوده حاليا لتأسيس الحكومة العراقية الجديدة، ولكن يعود الفضل في هذا النفوذ الإيراني المتصاعد الى الغزو الأمريكي للعراق قبل 15 عاما، ولا نعتقد ان الإدارة الامريكية تعترف بهذه الحقيقة وتستمر في المكابرة.اتهام بيان البيت الأبيض لـ”وكلاء” ايران بالوقوف خلف الهجوم على القنصلية الامريكية في البصرة ينطوي على الكثير من السذاجة، لان القنصلية الإيرانية في المدينة نفسها تعرضت للحرق من قبل المنتفضين، الذين رددوا شعارات مناوئه لإيران، وهاجموا مكاتب ومقرات الأحزاب التي تدور في فلكها، حتى ان بعض الأصوات العراقية اتهمت الولايات المتحدة والسعودية بالوقوف خلف هذا الهجوم.الحقيقة التي من الصعب تجاوزها او انكارها ان الولايات المتحدة التي خسرت اكثر من ترليوني دولار في حربها على العراق حتى الآن، وانسحبت منه مهزومة، خسرت أيضا مرحلة ما بعد الانسحاب لمصلحة انصار ايران، وحظوظ مرشحها الرئيسي لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة السيد حيدر العبادي تتراجع بشكل متسارع بالمقارنة مع التكتل السياسي الذي تقف خلفه حلفاء ايران، ونسج خيوطه بإحكام الجنرال سليماني الذي يقضي معظم اوقاته في بغداد هذه الأيام.الهجوم الشرس الذي شنته اليوم الخميس السيدة نيكي هايلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة على ايران، وهددتها بحصار امريكي خانق تكتمل حلقاته في تشرين ثاني (نوفمبر) عندما يدخل المرحلة الثانية الأخطر، أي منع الصادرات النفطية، هذا الهجوم لن يغير كثيرا من الواقع على الأرض، أي اتساع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط سياسيا وعسكريا في مقابل انكماش النفوذ الأمريكي.الولايات المتحدة تهدد ايران في العراق وسورية، وتحذرها من أي هجوم على رعاياها في العراق وفلسطين المحتلة (الإسرائيليون)، وهذه التهديدات دليل ضعف، ليس دليل قوة، وهي ليست جديدة على أي حال، وما لا تدركه السيدة هايلي ورئيسها ترامب ان هناك ستة آلاف جندي امريكي في العراق، والفين آخرين في سورية، وهؤلاء بمثابة رهائن يعيشون تحت رحمة القوات الإيرانية والفصائل العراقية الأخرى التابعة لطهران.أمريكا خسرت العراق، وباتت على وشك ان تخسر حروبها ونفوذها في سورية وليبيا واليمن وأفغانستان، بفضل غطرستها، وسياساتها العنصرية الغبية، وتهديداتها التي نسمعها بين الحين والآخر، تأتي من جراء الألم الناجم عن هذا الفشل.