طبول العدوان لن تنقذ فصائل الإرهاب من النهايات المحتومة

ديب علي حسن

على عجل تبحر السفن الغربية الحربية في مياه المتوسط, ليس لمد يد العون والعمل الإنساني, أو لإنقاذ أحد ما, بل لأن المجموعات المسلحة التي كانت أدوات الحرب على سورية وصلت إلى الجدار المسدود,

ولا مجال لمصير غير الموت المحتم أو الاستسلام بلا قيد أو شرط, وهذا يحمل في طياته الكثير من الخيبات التي لم يكونوا يحسبون حسابها, لكن إرادة السوريين كانت تعرف أن هذه النهايات محتومة, ولابد من تطهير كامل التراب السوري, إن عاجلاً أم آجلاً, وساحات الميدان أثبتت أن هذا يقين وليس من باب الإنشاء, أو الوهم.‏

الجدار النهائي الذي وصلت إليه المجموعات الإرهابية هو الذي جعل المشغلين في تل أبيب والغرب وبمال أعرابي يسارعون إلى نجدتهم, وما العدوان الصهيوني الذي كان منذ أيام إلا من هذا الباب, وسفن الموت والتدمير هي أيضا في هذه المهمة التي لن تجدي نفعاً, فمهما كان التهويل والوعيد فلن ينفع بشيء, لأن إرادة التحرير اكتملت وهي في خطواتها الفعلية. وخطوات التحرير لكل الجغرافيا السورية ليست عملاً عسكرياً فقط, إنما تترافق على الأرض بإنجازات أخرى كثيرة من فتح المعابر إلى ورشات الإعمار التي انطلقت، وقد تبدى ذلك واضحاً وراسخاً من خلال المشاركات الواسعة للعديد من الدول في معرض دمشق الدولي, وتوقيع الصفقات والعقود مع الشركات والمؤسسات الحكومية السورية التي تمتلك خبرة واسعة وطاقات وكفاءات مهمة.‏

هذا المشهد المتشابك, لم يرق لمشغلي العصابات الإرهابية في الشمال، فعمدوا إلى ضخ المزيد من الأوهام التي تدفع بهم إلى موت محتم, والغرب الذي يكشف عن نفاقه يعرف أن الأفعى التي رباها وأعطاها النسغ لابد أنها سوف تصل إليه إن عاجلاً أم آجلاً, ولهذا يعلن أنه يخشى هروب الإرهابيين إليه, ولعل السؤال المر الذي يجب أن يطرح بقوة: كيف لهذا النفاق أن يمر مرور الكرام, وماذا عن الشعب السوري الذي ذاق مرارات الإرهاب وعاناها, أليس الغرب مسؤولاً عن المشهد كله, واعترافاته دليل على أنه يخطط بخبث ودهاء؟ إنه كان يقود حرباً منظمة ومخططة لتدمير الدولة السورية, ولكنه وصل وأدواته إلى جدار الصد النهائي, ولا يختلف أردوغان الراعي الرسمي للمنظمات الإرهابية في الشمال عنه, فهو أيضاً في قعر الهاوية, ومحاولات البحث عن مخرج له, لن تجدي نفعاً, قد تؤجل لبعض الوقت انفجار الأوضاع الداخلية التي تواجهه, لكن الجدران التي بناها لن تجدي نفعاً, ولسوف يحصد من مرارات ما زرعه الكثير الكثير.‏

المصدر
الثورة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى