فيديو إيرانيٌّ خَطيرٌ يَبُثُّه الحَرس الثوريّ يُهَدِّد بقَصفِ الرِّياض وأبو ظبي وتل أبيب بالصَّواريخِ

انتقامًا لضَحايا هُجومِ الأهواز.. ما مَدى جِدِّيّة هذا التَّهديد؟ ولماذا العَواصِم الثَّلاث هَذهِ؟ وما هِي الرِّسالة التي يُريد إرسالها؟

شارَكَ عَشَرات الآلاف في الجَنازة التي انطَلقَت في الأهواز يوم الإثنين لتَشييعِ الشهداء الذين سَقَطوا في الهُجوم الذي استهدَف العَرض العسكريّ، وبَلَغَ عددهم 26 شَخصًا وإصابة 60 آخرين بينهم نِساءٌ وأطفال، ولكن ما لَفَتَ الأنظار ليس التَّهديدات بالانتقام التي وَرَدَت على ألسِنَة المُتَحدِّثين، وكانَ أبرزهم العميد حسين سلامي، نائب رئيس الحرس الثوري، الذي أكَّد أنّ الرَّد سيكون مُدَمِّرًا، وإنّما أيضًا شريط “الفيديو” الذي بثَّته وكالة “فارس” الرسميّة وتضمّن صواريخ مُوجَّهة إلى ثَلاثِ مُدُنٍ بينها اثنتان عَربيّتان، وهُما الرِّياض وأبو ظبي، وثالِثه إسرائيليّة.الشَّريط المَذكور الذي نَقَلته وكالة “إسوشيتدبرس” العالميّة نبَّهت إلى أنّ الوكالة الإيرانيّة حذَفَت الفيديو عن مَوقِعها، وربّما بعد أن وصَلَت الرِّسالة للجِهات المَعنيّة وحَقَّقت أغراضَها.إنّه تَصعيدٌ إيرانيٌّ خَطيرٌ يَعْكِسُ حالةَ الغَضَب المَصحوبةِ بالقَلق في أوساطِ القِيادة الإيرانيّة من جرّاء ذَلِك الهُجوم الدَّمويّ الذي ربّما يَعكِس بداية مُخطَّط لتنفيذ عمليّات إرهابيّة في أماكنٍ أُخرَى لزعزعة استقرار إيران في تزامُنٍ مع انسحابٍ أمريكيٍّ مِن الاتِّفاق النوويّ وفَرضِها حِصارًا اقتصاديًّا شامِلًا سيَبْلُغ ذروته في حَظْرِ الصادرات النفطيّة الإيرانيّة ابتداءً من مَطلَعِ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المُقبِل.السيِّد الأمام الخامنئي، المُرشد الأعلى للثَّورةِ الإيرانيّة أكَّد قبل يومين بأنّ مُنَفِّذي الهُجوم على العَرضِ العَسكريّ في مدينة الأهواز جنوب غرب إيران تلقّوا تَمويلًا ودَعمًا من المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة وتَوعَّد بالثَّأر، وتعزَّز هذا الاتِّهام بتَغريدةٍ نَشَرَها الدكتور عبد الخالق عبد الله، مُستشار وليّ عهد أبو ظبي، على حِسابِه على “التويتر” يوم الأحد اعتَبرَ فيها هذا الهُجوم شَرعيًّا، وأكَّد أنّه سَيكون البِداية لسِلسَلةٍ مِن الهَجَمات المُماثِلة في العُمُق الإيرانيّ.الحَرس الثوريّ الإيرانيّ يتبَع مُباشرةً للمُرشد الأعلى، ويتلقّى تعليماته مِنه شَخصيًّا، ومِن غير المُستَبعد أن يكون أحدثها مُهاجَمة العَواصِم الثَّلاث المَذكورة في شريطِ الفيديو، ولكن دون الكَشفِ عَن مَوعدٍ أو كيفيّة الرَّد.الحرس الثوري أطلق هجمات صاروخيّة انتقاميّة مرّتين، الأُولى عِندما قصف مواقع لـ “داعش” في سورية عام 2017 رَدًّا على هُجومٍ لمَجموعةٍ انتحاريّةٍ على مجلس الشورى ومَرقد الإمام الخميني وَسَط طِهران، والثَّانية قبل أُسبوعَين عِندما أطلَق الحرس الثوري أربَعة صواريخ على مَقر قِيادَة حركة انفصاليّة كرديّة إيرانيّة في أربيل نَفَّذَت هجمات في شمال إيران، وكانَ لافِتًا أن أحد هَذهِ الصَّواريخ أصابَ هدفه بدِقَّةٍ ودَمّر المقر، بينَما سقطت الصواريخ الثلاثة الباقِية في الفَناء، الأمر الذي كَشَفَ عن حُدوثِ تَطوُّرٍ كبيرٍ في تصنيع القُوّة الصاروخيّة الإيرانيّة مِن النَّاحِيتين التدميريّة ودِقَّة إصابَة الهَدف.توجيه التَّهديدات للسعوديّة والإمارات (أبو ظبي) وإسرائيل، ووضعهما في سَلَّةٍ واحِدةٍ أمْرٌ غَيرُ مَسبوقٍ، ويَعكِس خريطة الأهداف التي سَتكون على قِمَّة الانتقام الإيرانيّ سواء كرَدٍّ على هُجومِ العَرض العسكريّ، أو في أيِّ مُواجهةٍ عسكريّةٍ في المُستَقبَل.ربّما يكون مِن السَّابِق لأوانِه إطلاق أي تنبؤات أو تَكهُّنات حول الخُطوة الإيرانيّة القادِمَة، ولكن من الواضِح أنّ هُناك خُطَّةً أمريكيّةً سعوديّةً يَجرِي تفعيلها بتَثويرِ بعض الأذرعة العسكريّة لأقليّاتٍ عِرقيّةٍ وطائِفيّةٍ داخِل إيران مِثل الآذاريين والأكراد في شمال إيران، وقبائل البلوش والسيستان في الجنوب الشرقيّ، وأخيرًا عرب الأهواز في الجنوب الغربي، وكان الأمير محمد بن سلمان، وليّ العهد السعودي واضِحًا عِندَما قال في لِقاءٍ تلفزيونيٍّ قبل عام أنّ بلاده لن تَنتَظِر إيران لكَي تَصِل إليها، وسَتُبادِر بنَقلِ المَعركةِ إلى العُمُق الإيرانيّ.شَهر تِشرين الثاني (نوفمبر) المُقبِل قد يكون “نُقطَة الصِّفر” على الأرجَح، لأنّ إيران قد لا تَحتَمِل بِدءْ الحِصار النِّفطيّ الخَانِق، وتُقدِم على إغلاقِ مضيق هُرمز مِثلَما هدَّدَت سابِقًا.. واللهُ أعْلَم.“رأي اليوم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى