اعترافات أميركية جديدة: دعمنا ومولنا الإرهاب

لوغراند سوار

(دراسة نتائج سياسة أوباما الخارجية) كان هذا عنوان لقاء أجراه المحلل السياسي مهدي حسن مع بن رودس – الذي شغل منصب مستشار الأمن الوطني في البيت الأبيض في عهد أوباما-

بسؤاله حول تحمل أميركا مسؤولية تسليح داعش والإرهاب في سورية ومساعدتهم، يذهب رودس في حديثه أولاً إلى كتابه الأخير:‏‏

(العالم كما هو، داخل البيت الأبيض في عهد أوباما) ويصف نفسه كأحد المقربين جداً من أوباما الذي حظي بثقته الكبيرة خلال اتخاذ أوباما لجميع القرارات المهمة خلال سنوات حكمه الثمانية، ثم يقول حول الدعم الأميركي للمسلحين في سورية: (لقد تورطنا بما يكفي في سورية، فقد خصصت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) مئات الملايين من الدولارات لتسليح أعداء سورية، الكثير من هذه الأسلحة كما تعلمون انتهت إلى أيدي داعش.‏‏

ـ قد يقول نقادك أنكم زدتم وطيس الحرب في سورية وأطلتم مدتها، بالنهاية دعمتم الإرهابيين؟!‏‏

( يحاول رودس العودة إلى كتابه وإلى الآثار الجانبية للحرب على سورية، متجاوزاً السؤال)، لكن يعيده مهدي حسن إلى صلب الموضوع بسؤاله:‏‏

ـ لكن أخيراً، قمتَ بتنسيق كم كبير من التدخلات»؟!‏‏

هنا يحاول رودس إلقاء المسؤولية على تركيا وقطر والسعودية على غرار ما قام به نائب الرئيس جو بايدن في خطاب له عام ٢٠١٤، وبتوجيه مهدي حسن اللوم إلى أميركا وتدخلها وتورطها مع تركيا وقطر والسعودية، يجيب رودس: نعم، تركيا وقطر والسعودية، لكن مهدي حسن يؤكد على وجود الأميركيين فيقول: كنتم أنتم أيضاً، يرد بن رودس: (نعم، لكن حين خرجت الأمور عن السيطرة وتحولت إلى (حرب أهلية) بين مختلف الفصائل… أصبحنا غير قادرين على وضع حد للوضع، وهذا الجزء ناقشته في كتابي، وأصبح مستحيلاً علينا إيقاف مجزرة كهذه.)‏‏

هذه هي المرة الأولى التي تتجرأ فيها وسيلة إعلام على سؤال مستشار سياسي أميركي مهم حول سياسة أوباما الخارجية ودعمها الإرهابيين في سورية لسنوات، وتأتي أهمية هذا اللقاء أن وسائل الإعلام لم تعلق عليه، وبدل ذلك ظهرت مقالة على النيوز ويك تهزأ بنظريات التواطؤ حول التوسع المتسارع لداعش: (لم يفعل دونالد ترامب شيئاً لتبديد أسطورة الدعم الأميركي المباشر لداعش منذ استلامه مهامه) طيلة فترة حملته الانتخابية عام ٢٠١٦، كان يعلن أن الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أسسا معاً هذه المجموعة وأنه كان متوجباً على داعش الإشادة بالرئيس المنتهية ولايته).‏‏

في الواقع، يجب أن تكون الحقيقة دقيقة كما اعترف بها ترامب، الأمر الذي قيل إنه قاد لوضع حد لبرنامج الـ سي آي إيه الهادف لتغيير الحكم في سورية، في هذه الأثناء أرادت وسائل الإعلام تزييف الحقائق وسرت شائعة أن أوباما يريد الابتعاد عن سورية، وحاول رودس إظهار أوباما كمراقب بسيط للوضع الروسي، لكن كما لاحظنا دائماً وصلت هذه الرواية إلى طريق مسدود وحاولت محو هذه العملية من تاريخ الـ سي آي إيه التي بدأت في عهد أوباما بتسليح وتمويل الإرهابيين الذين أرادوا الإطاحة بالحكومة السورية بنحو مليار دولار سنوياً وفق تسريبات وثائق إدوارد سنودن.‏‏

تتجاهل هذه القصة أيضاً حقيقة واضحة وموثقة من الجانب الأميركي، حيث حاربت داعش و(الجيش الحر) تحت قيادة أميركا عام ٢٠١٣ وأكد هذا الكلام البروفيسور جوشوا لانديس من جامعة أوكلاهوما، وباعتبار حسن مقدم برامج على الجزيرة فقد لام الجنرال ميشيل فلين مدير مخابرات البنتاغون السابق على زيادة قوة داعش.‏‏

قدم حسن لفلين مذكرة سرية تعود للعام ٢٠١٢ يتضح فيها دعم واشنطن لإرهابيي القاعدة وداعش ويظهر فيها المعارضة لسورية وإيران، كان فلين قد وصفه بالقرار الذكي لأنه يؤكد: (دعم حركة تمرد جميع السلفيين والقاعدة والإخوان المسلمين…) بعد فترة قصيرة ناقش غلين غرينوالد في مجلة (الديمقراطية الآن) محتوى لقاء فلين: سيكون مثيراً جداً أن نشهد بعد سنوات قليلة احتفاظ المؤرخين بنسخ من قصة إرث أوباما، أوباما الرئيس الذي غذّت قراراته تطوير الحركة الإرهابية الأكثر عنفاً في العالم.‏‏

بقلم: تيلر دوردن‏‏

ترجمة – سراب الأسمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى