اسئلة موجهة لنا نحن العرب: اين العقل؟ ولماذا لا نتنافس مع ايران على الامور الايجابية؟

أ. د احمد القطامين

نخطئ نحن العرب عندما نتفنن في تسعير العداء لايران في المنطقة ملبسينه ثوبا طائفيا مقيتا.. ويتفاقم الخطأ عندما نستخدم اسلوب الارهاب والتفجير ونسج المؤمرات واستخدام اساليب الحروب السرية ضد ايران. هذه الاساليب الخطيرة في التعامل بين الامم والشعوب مجرد انها استخدمت مرة واحدة تصبح سلعة عامة يستخدمها من شاء وقتما يشاء ولاي هدف يشاء في منطقة تعج بالفوضى وعدم الاستقرار وقوادح التأزيم والاضطراب.مشكلة دولنا العربية مع ايران هي في الواقع مشكلة سياسية! فلماذا اذن لا يتم التعامل معها بالاسلوب السياسي والدبلوماسي؟ ولماذا الاصرار على نهج عدائي مطلق لا يخدم الا مصالح اسرائيل ومن وراء اسرائيل؟ ولا يقود ابدا الا الى تدمير متبادل لايران وتلك الدول، وهل نقل المعركة الى الداخل الايراني سيمنع نقلها الى عمق تلك الدول؟ وماذا سيحدث  اذا ما قيض لحرب من هذا النوع ان تحدث في منطقة هي الاكثر قابلية للاشتعال الطوفاني في العالم؟ اوليست المنطقة برمتها من بحر قزوين على تخوم ايران الشمالية الى خليج عدن عند فوهة مضيق باب المندب تطفو على بحر من الزيت والغاز والبخار القابل جدا للاشتعال؟اليس يجب ان نفهم دروس التاريخ جيدا؟ وان نستقي العبر من احداث الماضي؟ وان نرتقي الى مستوى الطريقة التي تمارس فيها الدول ادارة نظام حياتها ؟ اولم تطلب امريكا من بعض العرب عام 2011 تمويل عملية غزو سوريا وتدميرها وتقسيمها ؟ وفعلت تلك الدول ما طلب منها، وصرفت مئات المليارات من الدولارات ونتج عن ذلك تدمير سوريا وقتل مئات الالاف من البشر، وتحشدت خلف تلك الحالة كل الدول التي تتطلب مصالحها ومصالح اسرائيل تدمير سوريا كواحدة من الدول العربية المحورية !! والى ماذا افضت تلك العملية الان؟ واين ذهبت مئات الملياريات من الدولارات التي انفقت هناك ؟ الم تتخلى امريكاعن تلك الدول في سوريا عندما اصبحت مصالحها تتطلب ذلك؟وهل من الحكمة الاعتقاد ان الرئيس الامريكي ترامب سيواصل دعمه السياسي والاستخباراتي لتوجهات تلك الدول في المنطقة مع ايران؟ اولم يعرب ترامب بشكل متواصل عن ازدراء كامل لكل ما هو عربي ومسلم ؟ وماذا لو قامت ايران بوضع يدها بيد امريكا واسرائيل وتوقفت عن رفع رآية العداء لهما؟ اذا تم ذلك.. اين ستكون تلك الدول العام القادم في هذا التاريخ بالتحديد ؟ ومن قال ان ترامب سيكون موجودا اصلا لتقديم الدعم العام القادم؟ان اللعب مع امة كايران يختلف عن اللعب مع احدى الدول العربية لسبب وجيه وهو ان ايران امة في دولة واحدة بينما نحن امة في ثلاث وعشرون دولة يسود بيننا علاقات اقل ما يقال عنها انها علاقات عداء مستحكم لا حل له. لذلك لن يكون مستغربا عندما تبدأ الحرب مع ايران ان تصطف الكثير من تلك الدول الى جانب ايران ؟ويظل السؤال المهم، لماذا لا يكون التنافس مع ايران على الامور الايجابية وليست السلبية، الم تصنف مؤسسة طمسون رويترز العالمية المسؤولة عن تصنيف دول العالم ايران على انها تحتل المركز رقم 17 في انتاج العلوم في العالم؟ وان الانتاج العلمي في ايران تضاعف 20 مرة بين اعوام 1996 و2013 وان ايران صرفت 3.6 مليار دولار على البحث العلمي في عام واحد،ونحن العرب ماذا فعلنا في مؤشرات كهذه ؟.اخيرا، اوليست ايران دولة جارة ؟ وهل نستطيع ان نمحو ايران من الوجود وان نستبدلها بجار يتوافق مع معاييرنا للجار المقبول ومع هوانا وطريقتنا في ممارسة الحياة؟ان ممارسة اقصى درجات تحكيم العقل والمنطق في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا مهمة جدا لتجنيب المنطقة مرحلة جديدة من الدمار والخراب والتهجير والقتل والفوضى وتدمير البنى التحتية واستنزاف الموارد والانكشاف السلبي الاستراتيجي امام المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى