هل حزب الله يحارب المسلمين السنة؟

مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ

احمد عادل

يتهم بعض الإعلاميين الإعلاميون العرب حزب الله بأنه حزب طائفي و مذهبي يحارب المسلمين السنة و يكفرهم و يضطهدهم في عدة بلاد عربية كسورية مثلا و يستخدموا هذه الإدعاءات من اجل تبرير مواقفهم المؤيدة للمشروع الامريكي الصهيوني امام شعوبهم التي تتأثر بنار التحريض الطائفي و المذهبي و الاكاذيب التي يتم اختلاقها من اجل تشويه صورة المقاومة التي دحرت العدو الاسرائيلي و تردعه الآن و رغم ان تلك الادعاءات الكاذبة ساذجة و يسهل كشف زيفها و تناقضها الا انها تلقي قبول واسع في الشارعين العربي و الاسلامي نتيجة الدعاية الاعلامية المكثفة لها وانفاق بعض دول الخليج مليارات الدولارات من اجل تشويه صورة المقاومة الوطنية اللبنانية ، لذلك يجب فضح تلك الاكاذيب التي تخدم المشروع الامريكي الصهيوني بشكل مباشرهل حزب الله للشيعة فقط ؟ان حزب الله يضم قوات عسكرية لبنانية تسمي سرايا المقاومة اللبنانية تتكون من المقاتلين الغير مسلمين و الغير شيعة، مقاتلين مسيحيين و سنة و دروز مؤمنون بمشروع حزب الله التحرري من هيمنة امريكا و اسرائيل و عملائهما بدون ان يكونوا من المذهب الشيعي او الديانة الاسلامية و تم تأسيس هذه القوات العسكرية عام ١٩٩٧ للراغبين في الانضمام للحزب للمشاركة في القتال ضد اسرائيل من غير المسلمين كالمسيحيين و من غير الشيعة كالمسلمين السنة و الدروز مثلا ، و تلك القوات المسماة سرايا المقاومة اللبنانية و هي موجودة في صيدا و شاركت في القتال مع حزب الله ضد العدو الإسرائيلي من عام ١٩٩٧ حتي عام ٢٠٠٠ في جنوب لبنان و شاركت ايضا مع الحزب في حرب تموز عام ٢٠٠٦ و شاركت معه في القتال ضد التكفيريين في سورية و خاصة معركة القصير و فقدت شهداء في القصير و فقدت اسري ايضا في معارك الغوطة الشرقية تم قتلهم و التمثيل بجثثهم و حتي الآن حزب الله يعمل علي استعادة جثثهم لتشييعهم و دفنهم في مقابر شهداء حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت التي يوجد بها بالفعل العديد من المقاتلين السنة الذين سقطوا و هم يقاتلون مع حزب الله ضد التكفيريين في سورية و هؤلاء المقاتلون السنة الذين تم اسرهم من التكفيريين في الغوطة الشرقية و ذبحهم من بينهم احد ابناء عالم دين سني مرموق في صيدا بجنوب لبنان ،فاذا كان حزب الله يضطهد السنة و يحاربهم كيف يؤسس قوات تتكون من السنة ، يقوم حزب الله بتمويلها و تسليحها و تدريبها و يسمح لها بالمشاركة في معاركه الاستراتيجية المفصلية و الكبري في فلسطين المحتلة ضد إسرائيل و في سورية ضد التكفيريين فضلا عن ان المدافن التي يخصصها حزب الله لشهداءه الذين استشهدوا في سورية تحتوي علي عشرات الشهداء السنة في صفوف الحزب و هم مدفونون بجانب شهداء حزب الله في روضة الحوراء في ضاحية بيروت الجنوبية ، فكيف يكون حزب الله يحارب المسلمين السنة بعد كل هذه العلاقة الوثيقة بينهما ؟هل تحالفات حزب الله داخل لبنان طائفية ؟حزب الله متحالف سياسيا في الداخل اللبناني مع العديد من الحركات السياسية منها حركة امل و هي حركة شيعية و لكن لا تؤمن بمبدأ ولاية الفقيه مثل حزب الله و يوجد بينهما اختلافات في بعض الأمور الدينية و الفقهية لذلك لا نستطيع ان نقول ان التحالف بينهما مبني علي اسس طائفية بحتة ، و الحزب متحالف تحالف استراتيجي صلب مع التيار الوطني الحر منذ عام ٢٠٠٦ و هو ما يعرف بتفاهم مار مخايل و التيار الوطني الحر يتكون من المسيحيين الموارنة و في بعض المواقف السياسية يكون موقف حزب الله السياسي متوافق مع التيار الوطني الحر اكثر من توافقه مع حركة امل ، و لدي الحزب ايضا علاقات سياسية ممتازة مع حزب التوحيد العربي و هو حزب درزي و تيار المردة و هو تيار مسيحي فضلا عن تحالفات الحزب مع التيارات السنية مثل التنظيم الشعبي الناصري في صيدا بقيادة الدكتور اسامة سعد و يمتلك حزب الله علاقات ممتازة مع عبد الرحيم مراد احد اكثر النواب السنة شعبية في البقاع الغربي و لا يمكن تجاهل العلاقات الوثيقة بين حزب الله و حركة المرابطين الناصريين بقيادة العميد مصطفي حمدان و هي حركة سنية، ليس هذا فحسب بل ان حزب الله رفض جميع الضغوط عليه من اجل عدم توزير حلفائه السنة رغم ان تلك الضغوط كانت كبيرة لانها شملت بعض حلفاء الحزب السياسيين لكن رغم ذلك رفض الحزب التخلي عن حلفائه السنة و رفض تشكيل الحكومة بدونهم رغم ان تشكيل الحكومة في صالح حزب الله لانه و حلفاؤه حصلوا علي الاغلبية في البرلمان و بالتالي تشكيل الحكومة سيكون في صالحهم فضلا عن ان الحزب سيحصل بموافقة جميع القوي السياسية علي وزارة الصحة و هي اهم وزارة خدمية في لبنان بعد الوزارات السيادية و رغم كل تلك المميزات التي سيحصل عليها حزب الله من تشكيل الحكومة الا انه رفض تشكيلها بسبب محاولات استبعاد السنة المتحالف معهم ، فأين كراهية حزب الله المزعومة للسنة و هو يفضل مصالحهم علي مصالحه خاصة ان تشكيل الحكومة سيحصل من خلاله الحزب علي مكاسب سياسية عديدة ؟هل تحالفات حزب الله الاقليمية طائفية ؟اذا نظرنا الي تحالفات حزب الله الاقليمية سنجده يتحالف مع سورية و هي دولة علمانية و ليست اسلامية و اغلب قياداتها في كل المجالات من السنة ، و يتحالف مع حماس و هي حركة اسلامية سنية تنتمي للاخوان المسلمين فكريا و تنظيميا ، و يتحالف مع حركة الجهاد الاسلامي و هي حركة اسلامية سنية لها افكارها الجهادية الخاصة المتأثرة بعوامل عدة لا داعي لذكرها الآن ، فضلا عن تحالفه مع الجبهة الشعبية القيادة العامة و هي حركة مقاومة وطنية فلسطينية علمانية لا يوجد بها شيعي واحد ، و جميع الحركات الجهادية الفلسطينية حماس و الجهاد الاسلامي و الجبهة الشعبية لا يوجد بهم عنصر شيعي واحد بل ان البعض داخل حماس يكفر الشيعة و رغم ذلك حزب الله يقدم لهم التمويل و السلاح و الدعم اللوجيستي و العسكري و عندما ثبت تورط حماس عسكريا ضد حزب الله في سورية قررت ايران وقف تمويل حماس و دعمها و مع سقوط الاخوان المسلمين في مصر و معهم مشروع اردوغان اصبحت حماس وحيدة و رغم انها سفكت دماء حزب الله في سورية ، الا ان الحزب توسط لها عند ايران من اجل ترميم العلاقة مرة اخري ، و يجب ذكر معلومة هامة و هي ان حزب الله فقد شهداء اثناء محاولته نقل السلاح الي داخل قطاع غزة لصالح حركات المقاومة الفلسطينية السنية ، و بخصوص دعم الحوثيين في اليمن فأنه ليس دعما طائفيا لأن الحوثيين ليسوا كتلة واحدة فهم يتكونوا من ثلاث كتل ، الكتلة الشيعية الاثنا العشرية ، و الكتلة الزيدية و الزيدية اقرب للسنة من الشيعة ، و الكتلة السنية الشافعية و هي كتلة سنية خالصة ، و يجب ذكر شيء ان حزب الله لا يحارب السنة بل يضحي و يتحامل علي نفسه من اجلهم فهو رفض تشكيل الحكومة في لبنان من غيرهم رغم ان نتائج الانتخابات البرلمانية في صالحه  هو و حليفيه التيار الوطني الحر و امل و سيكون لديهم اغلب الوزارات السيادية و الخدمية الهامة مثل وزارة الصحة و سيسيطر الحزب و حليفيه ايضا علي السلطتين التشريعية و التنفيذية داخل لبنان و رغم ذلك رفض الحزب تشكيل الحكومة بدون حلفائه السنة ، و بخصوص تضحية الحزب بمصالحه و تحامله علي نفسه من اجل السنة ، فإن حماس تدربت علي ايدي حزب الله علي كيفية زراعة الالغام و رغم ذلك اعطت تلك التدريبات للتكفيريين في سورية و هو ما ادي الي استشهاد عدد كبير من مقاتلي حزب الله في الغوطة الشرقية و تحديدا جبهة المليحة فضلا عن حفارات الانفاق التي سلمها حزب الله لحماس و قامت حماس بتسليمها للتكفيريين في الغوطة الشرقية و رغم ذلك لم يهاجم حزب الله حماس و لم ينتقدها بل ظل يدافع عنها و يحتضنها و يتبناها و لن اكون مبالغا اذا قلت ان بعض وسائل الاعلام المقربة من حزب الله كانت تستضيف قادة حماس كثيرا و بشكل مبالغ فيه علي شاشاتها رغم انه كان موثقا حينها دور حماس في سفك دماء مقاتلي حزب الله في سورية ، فهل من يضحي كل تلك التضحيات من اجل السنة يجوز وصفه بأنه يحاربهم ؟ ! ! و اذا تحدثنا عن دعم حزب الله للمسلمين السنة في البوسنة و الهرسك  فحدث و لا حرج ، فحزب الله قدم لهم الدعم المالي و اللوجيستي و التسليحي لكي يتمكنوا من القتال و الدفاع عن نفسهم ، فأين هي كراهية حزب الله للسنة ؟ ! الخاتمة : حزب الله حزب وطني يؤمن بالوحدة الوطنية و يعمل علي تكريسها و يؤمن بالوحدة الإسلامية و يعمل علي تكريسها و يضحي بدمائه من اجلها و يتحامل علي نفسه و علي مصالحه السياسية من اجل تلك الوحدة التي يقدسها و يؤمن بها ، حزب الله هزم اسرائيل عام ٢٠٠٠ و هزم اسرائيل عام ٢٠٠٦ و شارك مع الجيش العربي السوري في هزيمة مشروع اسرائيل في سورية و ساهم مع المقاومة الفلسطينية في طرد اسرائيل من قطاع غزة و دحرها لاحقا ، فهو بذلك خطر علي مشروع اسرائيل و مخططها التوسعي في المنطقة لذلك يقوم عملاء اسرائيل بتشويهه و انفاق مليارات الدولارات من اجل تصوير الامر لعامة الناس ان حزب الله يحارب المسلمين السنة رغم انه لم يدافع احد تمويلا و تسليحا و تدريبا عن السنة كما دافع عنهم حزب الله !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى