فضح ما حاولت السعودية طمسه في ملف خاشقجي قناة CNN الامريكية تكشف عن وثائق جديدة تشمل تسجيلات صوتية .. فماذا بعد؟

مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ

كشفت قناة CNN الامريكية عن وثائق جديدة تشمل تسجيلات صوتية من آخر لحظات حياة الصحفي السعودي جمال خاشقجي وآخر كلمات نطق بها، وتم الحصول عليها عبر المخابرات التركية. الوثائق الجديدة جاءت هذه المرة، ومن سوء الحظ السعودي، متطابقة مع افادات مجلس الشيوخ والمخابرات الاميركية.. ما يسد طريق السلطات السعودية وسيدهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب في التستر على رأس الحربة والمتورط الكبير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

كشفت قناة CNN الامريكية عن تسجيل صوتي للكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، قبل قتله وتقطيعه في قنصلية بلاده في إسطنبول بداية شهر أكتوبر الماضي.

وقالت القناة أن عملية إغتيال خاشقجي حسب التسجيل توضح النية المبيتة لإغتياله، حيث لم يسمع في التسجيل أي أصوات لشجار أو نقاش دار بينه وبين الفريق الأمني الي أرسله ولي عهد السعودية بن سلمان لإغتياله والتخلص من جثته.

وأن ما سمع هو صوت خاشقجي وهو يردد لا أستطيع التنفس.. لا أتنفس ..

وقال خاشقجي في التسجيل الذي كشفت عنه CNN : “أنا أختنق، أبعدوا هذا الكيس من رأسي، أنا أعاني من فوبيا الاختناق”، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، و أن عملية القتل تلك بواسطة الخنق استمرت سبع دقائق.

شخصيات عليا في الرياض كانت على علم

و نقلت CNN عن مصدر أميركي اطلع على ترجمة للتسجيل الصوتي لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تفاصيل من الدقائق الأخيرة لقتله، تتضمن أدلة على اتصالات هاتفية مع شخصيات عليا في الرياض لإطلاعها على تطور عملية القتل.

وتذكر التفاصيل تقطيع جسد خاشقجي واقتراح الفاعل على باقي الفريق الاستماع للموسيقى إذا أزعجهم صوت التقطيع.

ووفق التسجيل الصوتي، فإن خاشقجي فاجأه وجود ضابط المخابرات السعودي السابق “ماهر المطرب” الذي أجهز عليه مع باقي فريق الاغتيال، وشرعوا في خنقه حتى استغاثته قائلا “إني أختنق” ثلاث مرات.

وقال مساعدون في مكتب عضو مجلس الشيوخ إنه أكد للشبكة أن التفاصيل دقيقة ومتطابقة مع الإفادة التي تلقاها أعضاء المجلس من رئيسة المخابرات المركزية جينا هاسبيل.

ومع الكشف عن هذا التسجيل الواضح والذي يتطابق مع شهادة رئيسة المخابرات المركزية، يتوقع أن تزيد الضغوط على الرئيس ترامب بمعاقبة صديقه ولي عهد السعودية، الذي يحاول إبعاده عن جريمة الإغتيال، وتقديم كبش فداء للقضية بمركز كبير في السعودية.

وقالت CNN أن التسجيل تم الحصول عليه من المخابرات التركية، ولم تفصح المخابرات عن كيفية حصولها على هذا التسجيل من داخل القنصلية.

وتوجهت الشبكة بسؤال المسؤولين في السعودية عن التسجيل، وردوا أنهم إطلعوا عليه من قبل المخابرات التركية، ولكن ليس في التسجيل أي إشارة لولي العهد أو أي اتصال معه أثناء عملية التقطيع، حسب قولهم.

عادل الجبير: لن نسلم مواطنينا لتركيا!

من جهته أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الرياض لن تسلم تركيا السعوديين المتورطين بمقتل جمال خاشقجي، مؤكدا أن بلاده لن تخفي شيئا في القضية، على حد قوله.

وقبل أيام، أصدر المدعي العام التركي مذكرة اعتقال بحق أحمد عسيري النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودية وسعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي، على خلفية جريمة قتل خاشقجي.

وقال مكتب المدعي العام لإسطنبول إنه يعتقد أن هناك “اشتباها قويا” بأن العسيري والقحطاني شاركا في التخطيط لقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، مضيفا أن تهمتهما هي القتل العمد مع التعذيب بوحشية والتخطيط المسبق.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نقلت عن تقرير لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أرسل 11 رسالة إلى مستشاره آنذاك سعود القحطاني المشرف على فريق اغتيال جمال خاشقجي في الساعات التي سبقت الاغتيال وبعده، كما رصدت مكالمة بينهما عن تدابير معينة إذا فشلت محاولات إغراء خاشقجي بالعودة إلى السعودية.

فضح ما حاولت السعودية طمسه في ملف خاشقجي.. فماذا بعد؟

وسبق للجبير أن صرح نهاية الشهر الماضي في حوار صحفي بأن الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان خط أحمر لا يسمح بمحاولات المساس بهما من أي طرف كان، على حد تعبيره.

واعتبر الجبير أن الرواية السعودية بشأن خاشقجي لم تتغير وإنما الفريق الذي نفذ العملية قدم تقريرا مضللا وكاذبا، وفق تعبيره.

تصريحات خطيرة للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام

هذا وقال السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام،في مقابلة مع برنامج “صانداي مورنينغ فيوتشرز” على قناة فوكس نيوز الأمريكية، أمس الأحد، إنه ليس هناك شك لدى أي سيناتور حضر إحاطة مديرة الاستخبارات جينا هاسبل، بـ”تورط” ولي العهد السعوي محمد بن سلمان عن قتل الصحفي جمال خاشقجي.

ووصف الإحاطة التي قدمتها مديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشأن قضية خاشقجي بأنها “أكثر إحاطة إلمامًا” تلقاها خلال فترة وجوده في الكونغرس.

وقال إن “الشخص المسؤول عن تنفيذ عملية قتل خاشقجي هو الذراع اليمنى لمحمد بن سلمان”.

وأضاف: “ليس هناك شك لدى أي سيناتور حضر تلك الإحاطة بتورط بن سلمان في قتل السيد خاشقجي”.

وأشار السيناتور الأمريكي إلى أن “السعودية بحاجة إليهم أكثر مما هم بحاجة إليها”.

وقال في هذا الصدد: “يزودوننا بـ 9% من وارداتنا النفطية، حاجتنا إليهم أقل بكثير من حاجتهم إلينا”.

ولفت غراهام إلى أنه يعارض فكرة ضرورة بناء علاقة مع نظام مجرم مع سفاح مثل محمد بن سلمان لما اسماه حماية أمريكا من ايران، مضيفًا: “على العكس من ذلك بتعاوننا معه (بن سلمان) فإننا نضر بقدرتنا على حكم المنطقة” على حد تعبيره.

فضح ما حاولت السعودية طمسه في ملف خاشقجي.. فماذا بعد؟

وقال أيضًا إن “بن سلمان لم يتربص فقط بخاشقجي، هو متربص بآخرين، أشخاص ألقى القبض عليهم في دول أخرى وأحضرهم إلى السعودية فقط لكونهم منتقدين في تلك البلدان”.

وتابع: “هو وضع رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) تحت الإقامة الجبرية في أكثر مشهد غرابة رأيته منذ عشرين سنة، ويستمر هذا المشهد ويستمر”.

وشدد غراهام بالقول: “حسنًا، سنعتبره متواطئًا، سنجري تصويتًا في مجلس الشيوخ، ونقول إن محمد بن سلمان كان متواطئا في جريمة خاشقجي”.

وتابع: “لن أدعم أبدا أي صفقات لبيع الأسلحة للسعودية”.

والثلاثاء الماضي، عقدت هاسبل، اجتماعات مغلقة، مع أعضاء لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ، لتقديم إفادة حول مقتل الصحفي السعودي خاشقجي، بقنصلية بلاده في إسطنبول، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

نيكي هايلي : لا يمكن تمريره أو التغاضي عنه

بدورها قالت نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المستقيلة لدى الأمم المتحدة، إن قضية مقتل الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول “لا يمكن تمريره أو التغاضي عنه”.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها هايلي مع مجلة اتلانتيك، الأربعاء، ونشرت الجمعة، حيث قالت: “ملف خاشقجي بشكل عام لا يمكن تمريره، لا يمكننا ذلك، والسبب هو أن هناك مسؤولين حكوميين سعوديين شرعوا بتنفيذ ذلك في قنصليتهم، لا يجب تمرير ذلك ولا يمكننا التغاضي عن ذلك أو القول إن الأمر عادي أبدا “.

وردا على سؤال حول علاقة ولي العهد السعودي بالقضية، قالت هيلي إنه أمر “يتوجب على الإدارة الأمريكية الحسم فيه، إنها حكومته، حكومته من قام بذلك”.

فضح ما حاولت السعودية طمسه في ملف خاشقجي.. فماذا بعد؟

وتتعارض تصريحات هايلي مع التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ووزير خارجيته، مايك بومبيو دفاعا عن ولي العهد السعودي والتأكيد على أن تقرير وكالة الاستخبارات المركزية أو ما يُعرف بـ”CIA” لا يخلص إلى “دليل دامغ” ضد ولي العهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى