مصر تطالب بثمن كبير من السعودية للوساطة مع دمشق…
مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ
الدور الجديد الموكل لأردوغان
في المنطقه…
ودور روسي اوسع في المواجهة الدولية…!
محمد صادق الحسيني
سقوط امريكا المدوي امام بوابات الشام وهروب ترامب من ساحات المواجهة على اسوار دمشق وفشله في الاطاحة بنظام الرئيس العربي بشار الاسد كما كان يحلم هو واذنابه افرز وسيفرز مع الايام تداعيات كبيرة ستغير الكثير من قواعد الديبلوماسية العربية والدولية …!
وفي هذا السياق فقد افادنا مصدر استخباري خاص جدا بما يلي :
اولا : طلب الديوان الملكي السعودي ، بأمر من محمد بن سلمان ، قبل حوالي ستة أسابيع من قائد المخابرات المصرية ، ان يبلغ الرئيس برغبة السعوديه في ان يقوم بتحرك وساطه بينها وبين دمشق ، بهدف التمهيد لفتح السفاره السعوديه في دمشق واعادة العلاقات مع سورية الى وضعها السابق لبدء الحرب على سوريا سنة ٢٠١١ .
ثانيا : قام رئيس المخابرات بنقل هذه الرغبه الى الرئيس ، الذي رفض القيام بهذا الدور بشكل قاطع ، قائلا لقائد مخابراته ان بلاده ليست ساعي بريد وان دورها اكبر بكثير من هذا الدور .
ثالثا : وعلى اثر هذا الرفض قامت السعوديه بالاتصال بالقياده الروسيه طالبة منها ان تسهل عملية اعادة العلاقات بين سورية والسعوديه . ولكن الموقف الروسي لم يختلف عن الموقف المصري الا في طريقة رفض القيام بمثل هكذا مهمة واقتراح بديل عملي للقيام بذلك . فكان ان اقترح الرئيس الروسي على بن سلمان الاتصال بالرئيس السوداني عمر البشير وتكليفه بهذه المهمه ، خاصة وأنهم (الروس) لا يعتقدون ان دمشق سترفض زيارته رغم بعض تحفظاتها .
رابعا : تؤكد معلومات مصادرنا بان قائد المخابرات المصرية ان دمشق قد ابدت للرئيس السوداني عمر البشير ، عدم استعجالها للأمر ووعدت بدراسة الموضوع بشكل إيجابي يتلائم مع الدلائل الايجابيه التي تنتظرها دمشق من الجانب السعودي ، والمقصود هنا هو قيام السعوديه باتخاذ اجراءات
عمليه تشير الى تغير واضح في سياستها وان لا يقتصر الامر على قشور الأمور
……قد يكون الموقف السوري احد اهم العوامل التي ادت الى عزل عادل الجبير .
خامسا : تؤكد نفس المعلومات ان لهاث السعوديه ، وراء اعادة العلاقات مع سورية الى وضع علاقات ما قبل الحرب ، يعود الى قرار الاداره الاميركيه بشكل عام والرئيس الاميركي بشكل خاص ، الاستغناء عن الدور الوظيفي للسعوديه والعوده الى الدور التاريخي للحليف التركي القديم ، نظرا لأهليته الأكبر حجما في ادارة شؤون منطقة الشرق الأوسط .
وانطلاقا من هذا القرار الاميركي فقد تم الاتفاق ، بين اردوغان وترامب ، قبيل وبعد الاتصالات التي جرت بين الطرفين لإتمام صفقة الإفراج عن القس الاميركي الذي كان محتجزا في تركيا ، على اعادة العلاقات بين البلدين ليس فقط الى وضعها الطبيعي وانما العودة بها الى مستوى علاقات البلدين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، بحيث تستعيد تركيا دورها المحوري في “الشرق الأوسط” عموما … تماما كما كان دورها في فترة حلف بغداد ( وهذه كلمات المسؤول قائد المخابرات المصرية حرفياً ) .
سادساً / : قمنا بإبلاغ الديوان الملكي السعودي ، والكلام لقائد المخابرات المذكور بان اعادة العلاقات سيكون له ثمنا باهظا جدا جدا جدا وعليكم الاستعداد لذلك قبل ان تستعجلوا النهايه السعيدة .
مصادرنا تقيم اللنقطه رقم ٦ : بان هذا هو السبب في تلكؤ تركيا في تنفيذ التزاماتها المتعلقة بمنطقة ادلب . حيث ستحاول تحصيل مكاسب سياسيه من خلال موضوع اللجنه الدستورية بهدف اشراك الاخوان المسلمين في الحكم في سورية تمهيدا لتكرار التجربة في بلدان عربيه اخرى .
سابعاً : يعتقد قائد المخابرات المصرية انه يجب على سورية وحلفائها ، بما في ذلك روسيا ، عدم تقديم اَي تنازل للطرف التركي في الملف السوري ، خاصة على الصعيد العسكري ، كأَن يتم غض الطرف ، من قبل روسيا وإيران ، عن بعض العمليات العسكريه التي قد ينفذها الجيش التركي في شمال شرق سورية ، وذلك لان تكلفة اي توتر عسكري ، او حتى مواجهه عسكريه حاليا بين تركيا من جهه وروسيا وإيران وسورية من جهة اخرى ، ستكون اقل بكثير من تكلفتها في ما لو حصلت بعد سنة او سنتين وذلك لان تركيا ، بالاتفاق مع واشنطن ، تخطط لتغيير قواعد الاشتباك في سورية من خلال السيطره على شريط حدودي داخل الاراضي السوريه واعادة اللاجئين السوريين اليه بعد تجنيسهم بالجنسية التركيه .
مصادرنا تقيم النقطه رقم ٧ كما يلي :
التركي ، بصفته عضوا في الناتو وعميلا للولايات المتحده الاميركيه ، سيماطل لكسب الوقت وتبديل الحقائق على الارض خدمة لمشروعه القديم القاضي بإقامة منطقة عازلة على طول الحدود السوريه التركيه ، وتحويلها الى قاعدة انطلاق لمشاغلة الدوله السوريه وحلفائها ، بما في ذلك روسيا ، حيث ستقوم تركيا بتنفيذ هذا الدور بدعم كامل من الولايات المتحده وحلف شمال الأطلسي ، وذلك بهدف اطالة انشغال قوات حلف المقاومه في جبهات غير جبهة المواجهه مع العدو الصهيوني من جهه ومحاولة توريط روسيا في نزاع عسكري يؤدي الى استنزافها واستهلاك طاقاتها العسكريه التي يتم تطويرها حاليا بشكل يثير رعب الولايات المتحده ودول الناتو الاخرى ( صاروخ الافاندغارد ، الذي تمت تجربته مؤخرا تحت إشراف الرئيس بوتين شخصيا من غرفة المراقبه ، وتبلغ سرعته ٣٣ الف كم في الساعه ….).
ثامناً : يؤكد قائد المخابرات المصرية ان السيسي قد طلب من الرئيس بوتين ، قبل مدة لم يحددها المصدر ، ان تساعد روسيا مصر في حسم الوضع في ليبيا لان استمراره يشكل قلقا مزمنا لمصر ، حسب تعبير السيسي ، ولكن الرئيس بوتين فضَّل التأني في فتح الجبهه الليبيه ( المقصود هنا مشاركة قوات بريه مصريه بغطاء جوي روسي في ليبيا كما حصل في سورية ) . حيث آثر الرئيس الروسي تركيز كل الجهود على انهاءً الحرب على سورية وتثبيت الاستقرار فيها وتحصينها كليا لضمان عدم حدوث أي انتكاسات او تدخلات خارجيه .
وعلى الرغم من تركيز الرئيس الروسي على حسم الوضع في سورية الا انه لم يهمل الوضع الليبي ، رغم تفضيله تأجيل حسمه النهائي ، اذ امر اصحاب الاختصاص في روسيا ، من أمنيين وعسكريين ، بتكثيف الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين الامنيين والعسكريين في كل من الجزائر ومصر . وهذا ما حدث بالفعل خلال الربع الأخير من هذا العام ، حيث عقدت سلسلة اجتماعات ، بين الأطراف المعنيه ، كان اخرها قبل حوالي أسبوع في الجزائر وضم مسؤولين من روسيا ومصر والجزائر . وقد ناقش المجتمعون الأوضاع في ليبيا بكل تفاصيلها واتفقوا على ضرورة الحفاظ على المكاسب التي تم تحقيقها على الارض والعمل على تطويرها .
تقييم مصادرنا للنقطه الاخيره ( رقم ٨ ) : يبدو واضحا ان الروس لا يريدون توسيع مشاركتهم العسكريه في الدول العربيه ، في الوقت الحالي ، وانما يسعون الى احتواء عدوانية حلف شمال الأطلسي ، بقيادة الولايات المتحده ، ليس فقط في المشرق العربي وانما في دول المغرب العربي ودول الساحل في افريقيا مثل مالي وتشاد والنيجر….
وفِي تقديرنا فان روسيا تسعى الى تقويض النفوذ الاميركي ، في المناطق المشار اليها اعلاه ، بوسائل حاسمة وحازمة ، مع الحفاظ على مستوى المشاركة العسكريه الروسيه المباشره ، في عملية الاحتواء هذه ، عند حدودها الحاليّه ، اَي في سورية فقط وذلك لسبب استراتيجي غاية في الأهمية ، الا وهو تامين خط امداد استراتيجي بري ، للقوات الروسيه الموجوده في سورية وشرق المتوسط ، يمتد من فلاديفوستوك (تقع شمال اليابان) على السواحل الروسيه الشرقيه على المحيط الهاديء ، عبر بحر قزوين الى ايران والعراق وسورية ، بما يضمن لهذه القوات استمرار تدفق إمداداتها من روسيا ، في حال حصول نزاع دولي مسلح قد يفضي الى فرض منع عبور السفن الروسيه لمضائق الدردنيل ، ما يعني وقف عمل الأسطول الحربي الروسي في البحر الأسود . مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ وكذلك الامر بالنسبة لمضيق جبل طارق الذي سيؤدي اغلاقه امام السفن الحربيه الروسيه ، القادمه من موانيء شمال غرب روسيا مثل ميناء لينينغراد ، الى وقف إمدادات الاسطول الروسي في البحر المتوسط والقوات البريه والجويه الروسيه المرابطه في سورية .
وهذا يعني ان الانتصار الذي تحقق في سورية هو ذو طبيعة استراتيجيه ، بالنسبة لروسيا وإيران وسورية على حد سواء كما ان هزيمة الحلف الاميركي الصهيوني الرجعي العربي هي هزيمة ذات طابع استراتيجي ايضا . ومن هذه الطبيعه ينبع الحرص الروسي على تعزيز هذا الانتصار الثمين في سورية لما له من تأثير مباشر وقوي جدا في موازين القوى الاستراتيجي في العالم اجمع .
من بوابات الشام
يرسم عالم جديد
بعدنا طيبين قولوا الله…