واشنطن وتل أبيب تعتبِران إيران دولةً عُظمى في مجال الحرب الالكترونيّة (السايبر)
مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ
وتُعززان قواتهما بالمُختّصين والتقنيات المُتطورّة لدرء الخطر القادِم من طهران…
زهير أندراوس:
كشفت صحيفة (هآرتس) العبرية، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، كشفت النقاب عن أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ قام بمُضاعفة عدد الجنود الذين يُدافعون عن المنظومات العسكريّة من الهجمات الالكترونيّة (السايبر)، لافتةً إلى أنّه خلال العام الجاري والقادم يُواصِل الجيش زيادة الدورات الدفاعيّة، لتأهيل مئات الجنود لهذه المناصب، على حد تعبيرها.
وتابعت المصادر قائلةً إنّه في الأعوام الأخيرة تطوّر النشاط العسكريّ في مجال الحرب الالكترونيّة، إنْ كان في الدفاع أمْ في الهجوم، مؤكّدةً على أنّه في شعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمّت إقامة دائرة أُطلِق عليها (دائرة الدفاع من الحرب الإلكترونيّة)، التي تهدف إلى معالجة التهديدات على المنظومات العسكريّة، كما أنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) قامت بتوسيع نشاطها في مجال الهجوم.
ولفتت المصادر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو كان قد اعترف بأنّ محاولات شنّ هجماتٍ الكترونيّةٍ على الأنظمة المحوسبة في إسرائيل تتصاعد، وأنّه تم تسجيل رقمًا قياسيًا في عدد الهجمات التي كان مصدرها أكثر من 180 دولةً، وخاصّةً ضدّ مواقع حكوميّة وأمنيّة، مؤكّدةً على أنّ هذه الدورات التي ينظمها الجيش الإسرائيليّ، والتي بدئ العمل بها في العام الماضي فقط، تؤهل الجنود للعمل في وظائف الدفاع في الأذرع المختلفة للجيش، في سلاح الطيران والبحرية والاستخبارات وشعبة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
جدير بالذكر أنّ إسرائيل أقرّت أيضًا أنه خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة تمكّنت حركة حماس من هزم الدولة العبريّة في مجال الحرب الالكترونيّة، على الرغم من عدم تكافؤ الفرص والقوة بين الطرفين.
ونُقِل عن خبراء في مجال الحرب الالكترونية (السايبر) ضدّ إيران قولهم إنّه تمّ التأكّد من وجود علاقةٍ بين أمريكا وثلاثة أنواعٍ من الفيروسات الالكترونيّة التي تمّ إدخالها إلى منظومة الحواسيب الإيرانية لضرب المشروع النوويّ الإيرانيّ.
على صلة بما سلف، صرح خبراء أجانب يعملون في مجال تأمين الحواسب بأنّ حرب (السايبر) الإسرائيليّة التي تُنفّذ ضدّ حواسب المنشآت النوويّة الإيرانيّة قد فشلت في مهمتها. ونقل موقع (عنيان مركازي) الإخباريّ-العبريّ عن الخبراء الأجانب قولهم: كان يبدو ظاهريًا في البداية نجاح الفيروس في تعطيل البرنامج الإيرانيّ، مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ ولكنّها فشلت في مهمتها تمامًا، وتمّ اكتشاف أهدافها ولم تتسبب في إحداث أضرارٍ ملموسةٍ، كما نقل الموقع عن رالف لانجر، الخبير الذي فكّ فيروس (ستوكسينت) الذي ضرب المنشآت الإيرانية قوله، إنّ الفيروس كان هدفه الهجوم، وذلك لأنّه ليس لديه القدرة على تدمير البرنامج الإيرانيّ، وتابع إنّ الإسرائيليين والأمريكيين المتهمين في برمجة الفيروس الذي أضرّ بمئات أجهزة الطرد المركزيّ كانوا يعتقدون أنّ الإيرانيين لن يفهموا ما حدث لهم، على حد تعبيره.
مُضافًا إلى ذلك، نشر مركز أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، دراسة عن الحرب الالكترونيّة بين الولايات المتحدة وإيران جاء فيها أنّه منذ أكثر من عدّة سنواتٍ تقوم إيران بتطوير برامج محوسبة لحماية برنامجها النوويّ، وأّها خصصت لهذا المجال مليار دولار أمريكيّ، لافتةً إلى أنّ عمل الإيرانيين لا يقتصر على الدفاع فقط، إنما على تنفيذ الهجمات، وللتدليل على ذلك، أشارت الدراسة إلى ما كان صرح به وزير الدفاع الأمريكيّ الأسبق، مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ ليون بانيتا، الذي قال إنّه يتحتّم على واشنطن الاستعداد بما فيه الكفاية لصدّ الهجمات الالكترونيّة الإيرانيّة على منشآتٍ أمريكيّةٍ مهمةٍ بهدف تعطيلها، وزادت الدراسة إنّ إيران في المجال الدفاعيّ تعمل على صدّ الهجمات من قبل أمريكا وحليفاتها، ومن الناحية الثانية، فإنّ إيران تعمل أيضًا على صدّ الهجمات الالكترونيّة التي تقوم بها المعارضة في الداخل، التي تهتم جدًا بالحصول على معلوماتٍ سريّةٍ لتوزيعها على الأعداء.
وأضافت الدراسة، أنّ إيران تعمل على إقامة منظومة حواسيب مستقلة لا يعرف عنها أحد، مؤكدةً أنّه في حال تصعيد الأمور بين واشنطن وطهران، فإنّ الأخيرة لن تتورّع عن القيام بهجماتٍ الكترونيّةٍ ضدّ منشآتٍ حيويّةٍ وحساسّةٍ في أمريكا، مثل البنية التحتيّة للطاقة، مؤسسات اقتصاديّة ومنظومات السير، ومنظومات أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، أكّدت الدراسة على أنّ منظومة (السايبر) الإيرانيّة غير واضحة المعالم، ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار قدرات (السايبر) التابعة للحرس الثوريّ الإيرانيّ فيُمكِن اعتبار الجمهوريّة الإسلاميّة دولةً متطورّةً جدًا في هذا المجال، وأنّها تمكّنت من تطوير برامج وفيروسات هجوميّة لتعطيل منشآتٍ غربيّةٍ وأيضًا إسرائيليّةٍ، مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ كما أنّها طورّت منظوماتٍ لاختراق الحواسيب الأكثر أمنًا، وذلك بهدف جمع المعلومات الاستخباريّة، كما أنّ إيران قامت بتطوير أدواتٍ مخبأةٍ وتُشغّل عن طريق الأوامر من بعيد، على حدّ قول دراسة مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ.
رأي اليوم