لو كنت ميشال عون، لوقفت في ساحة القصر، وفتحت أبوابه داعياً الجرحى وعائلات الشهداء من المقاومين

،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ

 

لو كنت ميشال عون، لوقفت في ساحة القصر، وفتحت أبوابه داعياً الجرحى وعائلات الشهداء من المقاومين الذين قاتلوا العدو الإسرائيلي وطردوه من لبنان ومنعوا عودته، ورحبت بجرحى وعائلات الشهداء من المقاومين الذين واجهوا حرب تدمير لبنان من خلال سوريا.

 

 

لو كنت مكانه، لدعوت ممثلين عن العائلات السورية النازحة بسبب الحرب التدميرية التي شنها الغرب وعربه ولا يزالون… ولدعوت إليه ممثلين عن اللاجئين الفلسطينيين المشردين منذ سبعة عقود ولا يزالون.

لو كنت ميشال عون، لعقدت مؤتمراً صحافياً استثنائياً اليوم، وأعلنت بصوت أعلى من أنين الفقراء والجائعين، وقلت لأميركا، ومعها كل الغرب الاستعماري، وكل الحكام العرب العملاء:

أيها الجبناء، المجبولون بقذارة العمالة والخنوع،

أيها الراضون بحياة من دون كرامة، تستجدون فيها رضى قاتلكم وقاهركم،

أيها القتلة، أصحاب الأيدي الملطخة بدماء أبناء سوريا وفلسطين والعراق ولبنان،

لبنان ليس منكم، ونحن لسنا منكم، وأنتم لستم منا، حتى يخرج من بين أبناء جلدتكم من يغسل عاركم…

لو كنت ميشال عون، لقلت لهم بالفم الملآن: أدرك أنكم تظنّون أنكم تعاقبونني لوقوفي الى جانب المقاومة، لكنكم هذه المرة لن تسحقوني ولن تأخذوا توقيعي على البراءة منها…

لو كنت مكان ميشال عون، لقلت للأميركيين الذين يبيعون الأوهام في هذا البلد وذاك، ويهددون بالموت من يخالفهم، إن عقابكم لبيروت بمنعها من استضافة قمة عربية ناجحة، دليل إضافي على خوفكم من فائض الكرامة الذي تخشون أن ينال من بعض عربكم، فيتمرد عليكم،

ولقلت للعرب الذين لبّوا نداء الولايات المتحدة وإسرائيل، برفض الحضور إلى عاصمة المقاومة، ورفض الإقرار بهزيمتهم الشنيعة في سوريا، والتمسك بسكين مغروز في ظهرنا وصدرنا، إنكم عار على بيروت العروبة، وإنكم عار على الأحرار في كل العالم…

لو كنت مكان ميشال عون، لاعتذرت عن عدم افتتاح اجتماع باهت، وتركته لموظف في وزارة الخارجية، وترأست وفداً وتوجهت إلى دمشق، إلى حيث العروبة الحقيقية، وإلى حيث الناس الذين قدموا للبنان منذ خمسين سنة ولا يزالون كل الخير، والذين بانتصارهم على قوى الشر، إنما يوفرون الحماية لهذا البلد، ولكل عناصر القوة فيه، من المقاومة إلى التنوع وحريات أبنائه واستقلالهم الحقيقي… حتى الذين شاركوا في المؤامرة المستمرة، ما كانوا ليبقوا حاضرين متكلمين لولا أن المنتصرين أكبر من الأحقاد وأكبر من عقلية المنتقم…

ما قام به الأميركيون ليس مستغرباً على من يريد تغطية هزيمته المدوّية في سوريا، بغبار على شكل سحب كبيرة فوق لبنان، وهم يعتقدون أنهم بقرار تعطيل قمة بيروت، إنما يمنعون استثمار الانتصار الكبير في سوريا لبنانياً وعربياً…

وليست مستغربة أبداً هذه الاستجابة من عرب الغرب المنهزمين، من حاكم مصر السعيد بتعاونه مع العدو، إلى مجنون السعودية الغارق في دماء أبنائه وأهل منطقته، إلى الذيليين في الإمارات وقطر وبقية الإمارات الوهمية التي آن أوان نهاية صدفة قيامها على شكل دول، إلى بقية من يعتبرون أنفسهم قادة عرباً، وهم ليسوا سوى اتباع لغرب مقيت، يسرق ثرواتهم بعدما سلب كراماتهم…

إذا كان البعض حزيناً لما حصل، فإن بيروت تبقى فرحة بنضارتها، ونظافتها، وبشرفها الذي لن يدنسه كل الذين شاركوا ولا يزالون في محاصرتها وتدميرها بقصد إخضاعها.

أما الشام العظيمة، فعلم عروبتها سيظل مرتفعاً فوق أعناق كل الصغار المشاركين في سفك دماء شعبها، وستظل الشام محجة المقاومين، المقبلين على جولة أخيرة مع عدو أصيل ومع عدو وكيل، وسيرتفع مع قبضات جنودها، صوت المحتفلين بحب الحياة الحقيقية…

ما يخصنا نحن، هنا، واضح، وأكثر وضوحاً يوماً بعد يوم. فمن يريد أن يبقى مرفوع الرأس ليس لديه مكان في صفوف الغرب واتباعه. ومن يريد نيل رضى أميركا عليه أن يدفع من كرامته ومن دماء أبنائه. ولكل الواهمين، ليس أمامهم سوى تذكر دروس الماضي القريب، ومن لديه بقية عقل، يعرف أن المقاومة هي رافعة القوة برغم كل قهر القاهرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى