حفلات الغناء تحيى بحرية في السعودية والناشطات تقبعن في السجون
مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ
تزامنت المناشدات لاطلاق سراح الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول و باقي المعتقلات مع الإعلان عن تواجد المغنية الاميركية ماريا كاري في السعودية لاحياء اول حفل غنائي لها على اراضيها والتي تعتبرها وسائل الإعلام المحسوبة على السعودية، بأنها “انفتاح على العالمية” فيما الناشطات السعوديات التي تطالبن بحقوق المراة تقبعن في سجون المملكة.
لجين الهذلول هي من بين الناشطات الشابات والمدافعات عن حقوق المرأة و نشطت لمدة طويلة ضد الحظر الذي كان مفروضا على قيادة المرأة السعودية للسيارة والذي انتهى منذ أشهر. وقد تعرضت للاعتقال أكثر من مرة بسبب مواقفها. اعتقلت أول مرة في ديسمبر عام 2014، بعد أن حاولت قيادة السيارة من الإمارات إلى السعودية، وبعد أكثر من 70 يوماً تم الإ فراج عنها ومنعت من السفر لعدة أشهر، وفي سبتمبر 2017 أعلنت الحكومة السعودية رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في يونيو 2018، “حينها تلقت لجين اتصالاً هاتفياً من مسؤول في البلاط الملكي يمنعها من التعليق بأي تصريح بخصوص هذه القضية.
واخيرا تم سجنها بسجن دابان في جدة وتم السماح لوالديها بزيارتها، كما تقول شقيقتها إنه كانت هناك زيارة واحدة في الشهر، ويقول والدا لجين إنها كانت تهتز دون أن تتمكن من السيطرة على نفسها، ولم تكن قادرة على الاحتفاظ بقبضتها ولا على المشي أو الجلوس بشكل طبيعي، مضيفة: “كانت تقول لوالدي إن ذلك بسبب التكييف. كانت تحاول أن تطمئنهم أنها ستكون بخير”.
وعملية “الانفتاح” هذه تعمل على كسر المحرمات الدينية والاجتماعية، والسماح بما كان محظوراً في العهود السابقة دينياً واجتماعياً. الفعاليات الغنائية أحدثت ردود فعل كبيرة بالمجتمع داخل السعودية وخارجها، وعبّر العديد من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عن رفضهم واستنكارهم لهذه الفعاليات.
لكن بالتزامن مع هذا الانفتاح، شن محمد بن سلمان حملة قمع استهدفت الناشطين والمعارضين، وأيضاً الأصوات التي كانت تنادي سابقاً بضرورة السماح للمرأة بقيادة السيارة، وهو ما طرح كثيراً من التساؤلات بشأن ما إذا كانت فسحة الترفيه التي فتحها محاولةً لإلهاء الشعب السعودي وتحويل الأنظار عن الانتقادات التي تعرض لها، خاصة عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر الماضي.
وفي السياق ناشدت شقيقة لجين الهذلول المغنية الأميركية ماريا كاري ألا تنسى أختها ودورها في حركة حقوق الإنسان أثناء حفلها الغنائي المقرر بالمملكة.
وعبر حسابها على تويتر عبرت علياء شقيقة لجين الهذلول المقيمة في بلجيكا عن أملها في أن تكون شقيقتها بين حضور الحفل، مستدركة لكنها خلف القضبان لأنها حاولت تحسين أوضاع النساء في السعودية.
وفي وقت سابق، وجهت علياء الهذلول سؤالا إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبيل جولة له في المنطقة زار فيها السعودية عما إذا كان سيطرح قضية شقيقتها المعتقلة خلال محادثاته في السعودية أم لا.
وكتبت علياء مقالا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان “أختي سجينة بالسعودية.. هل سيظل مايك بومبيو ساكتا؟ أدهشني أن مصير الناشطات السعوديات الشجاعات اللائي يقبعن في سجون المملكة بسبب تمسكهن بحقوقهن وكرامتهن لم يدرج في جدول أعمال زيارة بومبيو.
ثم سردت علياء بالتفصيل ما تتعرض له أختها لجين من تعذيب وحبس انفرادي وضرب وصعق وتحرش وتهديد بالاغتصاب والقتل، مؤكدة أن بعض جلسات التعذيب شارك فيها بالتعذيب والتهديد سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وذكر حساب معتقلي الرأي المعني بمتابعة أخبار معتقلي الرأي في السعودية أنه تم حذف حساب والد لجين الهذلول على موقع تويتر بعد أقل من 48 ساعة من نشر والد الهذلول تغريدة أكد فيها تعرض ابنته للتعذيب والتحرش الجنسي.
كما دعا في تغريدته تلك إلى وقف ما تتعرض له ابنته والناشطات من إهانات وتعذيب داخل السجون السعودية.
وقبل أيام قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أشرف على التحقيق مع الناشطة المعتقلة الهذلول التي تعرضت لأكثر صنوف التعذيب قسوة، وإنه هدد باغتصابها وقتلها وإلقائها في مجاري الصرف الصحي.
وقالت الصحيفة إن من بين الناشطات الـ18 المعتقلات ثماني معتقلات تعرضن للتعذيب في بيت للضيافة تابع للحكومة في جدة، قبل أن ينقلن إلى أحد السجون.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش طالبت السعودية بالسماح لمراقبين مستقلين دوليين بالوصول إلى ناشطات معتقلات منذ مايو/أيار الماضي للتأكد من سلامتهن.
وأعلنت المنظمة في بيان لها أنها تلقت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تقريرا من “مصدر مطلع” يشير إلى تعرض ناشطة حقوقية للتعذيب، وأنه بالاستناد إلى مصادر مختلفة فإن تعذيب الناشطات قد يكون مستمرا.
وكتب المعلق الأمريكي نيكولاس كريستوف، مقالا في صحيفة نيويورك تايمز عن لجين الهذلول، بعنوان “كانت تريد قيادة السيارة فسجنها حاكم السعودية وعذبها” قال فيه : ان المجتمع الدولي غضب لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، لكننا لن نعيده للحياة مرة أخرى، ودعونا بدلا من ذلك الإلتفات إلى الذين لا يزالون على قيد الحياة مثل الهذلول ومعها تسع نساء ناشطات في مجال حقوق الإنسان معتقلات، تعرض بعضهن للتعذيب.
ويقول كريستوف إن ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره جارد كوشنر راهنوا كثيرا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ إلا انهم خدعوا لأن “(م ب س) كما يعرف، ليس مصلحا عظيما ولم يخرج نظيفا من جريمة مقتل خاشقجي، وهو لم يطلق سراح الهذلول وغيرها ممن قادوا على مدى سنين حملة سلمية مستمرة للسماح للمرأة بقيادة السيارة”، مشيرا إلى ان الهذلول اعتقلت عام 2014 عندما قادت سيارتها إلى السعودية برخصة قيادة إماراتية، والمرخص بها اسميا في السعودية، كما انها كانت واحدة من نساء رشحن أنفسهن للإنتخابات البلدية في عام 2015 ولكنها خسرت، وانتقلت إلى الإمارات، إلا أن قوات الأمن السعودية عام 2017 قامت باختطافها وزوجها وإعادتهما للمملكة.
وعلق الكاتب على إصرار ترامب ان السعودية حليف مهم، قائلا هو محق، ولهذا السبب من المهم أن يكون لديها حاكم محتشم وقائد حداثي بدلا من واحد يعادي جيرانه ويختطف رئيس وزراء لبنان ويغزو اليمن، ويقتل صحافيا ويعذب ناشطات جريئات، مشيرا الى انه رغم غموض السياسة السعودية، فهناك همسات حول عدم ترفيع ولي العهد لمنصب الملك بعد وفاة والده، إلا أن ترامب وبومبيو وكوشنر يدعمونه حتى يتورط العالم ببن سلمان الحاكم المزعزع للإستقرار.
ويقول لم أجد ما يشير إلى ذكر أي مسؤول في إدارة ترامب اسم الهذلول أو طالب بالإفراج عنها. وآمل أن يتقدم الكونغرس ويشرف على العلاقة ويطرح السؤال، لماذا نقف صامتين عندما يقوم حليف قريب بممارسة أسلوب الإيهام بالغرق ضد امرأة طالبت بحقوق متساوية. ولن تكتشف السعودية إمكانياتها طالما ظلت تعامل المرأة كمواطنة من الدرجة الثانية. وما هو على المحك ليس العدالة ولكن الإستقرار والتنمية والسلام في المنطقة.
كما قالت هيئة تحرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الوقت قد حان لتحرك الكونغرس لفرض عقوبات على الضالعين في اعتقال ناشطات حقوقيات في السعودية وتعذيبهن، وذلك بموجب قانون ماغنيتسكي، وفي ظل امتناع الإدارة الأمريكية عن التحرك.
وطالبت واشنطن بوست في افتتاحيتها، الكونغرس بربط أي تعاون اقتصادي وعسكري مع المملكة العربية السعودية بإطلاق سراح هؤلاء الناشطات، مشددة على أنه لا ينبغي لأمريكا أن تتحالف مع أي نظام يسجن ويعذب المدافعات بصورة سلمية عن حقوق المرأة.
ونددت الصحيفة ضمنياً بموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اكتفت بحث كندا والسعودية على تجاوز خلافاتهما دون أن تقف صراحة مع كندا في هذه المسألة.
وكشفت منظمة العفو الدولية عن تلقيها شهادات جديدة بشأن أعمال التعذيب وإساءة المعاملة التي تعرَّضت لها مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في السعودية المحتجزين تعسفياً منذ مايو/أيار 2018 وأن هذه الأنباء تتسق مع شهادات متشابهة وردت في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 حول تعذيب عدد من النشطاء، وتسلِّط الضوء على الحاجة الملحة إلى السماح لمراقبين مستقلين بدخول المعتقل الذي يحتجز فيه النشطاء للتحقيق في ذلك.
كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن السعودية تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، تجاوزت الكثير من الخطوط الحمر، ولطخت سمعة المعتقلين الناشطين والناشطات مشددة على أن اعتقال الناشطات السعودية، “جزء من قمع موسع” يقوده ولي العهد، في ظل إعلان هيئة بريطانية مستقلة تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف المعتقلات، ورفض الرياض طلب زيارتهن.