سماحة السيّد نصر الله.. أين اختفيت؟ وماذا قالت الصحافة السعوديّة عن السيد اليكم التفاصيل ..
مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ
لطيفة اغبارية
المقدّمة الإبداعيّة للإعلامي غسان بن جدّو، التي جاءت على قناة “الميادين”،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ قبل بدء طرح الأسئلة على الأمين العام لحزب الله، سماحة السيّد حسن نصر الله، في مقابلته معه، تلخص الكاريزما التي يتمتّع بها نصر الله، وحضوره الطاغي حتّى عندما يكون بعيدًا عن العين، فالكل منشغل به وبسر اختفائه.
غسان بن جدو قال:” غريب أمر السيّد حسن نصر الله، حين يتكلمُ يلفِتُ الانتباه، وحين يصمُتُ يلفت الانتباه، حين يحضُرُ يلفت الانتباه، وحين يغيب يلفت الانتباه، حين يتحدث في جمهورٍ حاشدٍ، يلفت الانتباهَ ويعبئ بقوةِ نبضه، وحين يتحدث في جلسةٍ ضيقةٍ، يلفت الانتباه ويُقنِعُ بقوةِ هدوئه”.
فجاء حضور السيّد ليفنّد كل الإشاعات التي حيكت ضدّه في الفترة السابقة، وأمنيات البعض في أن يكون مريضًا، أو قد فارق الحياة، لكنّه ظهر بكامل عافيته وأكثر شبابَا وحيويّة، قائلا إنّ قلبه وعقله وعاطفته بخير.
لكن يبدو أنّ هذا الظهور لم يرُقْ للإعلام السعودي، الذي انقسم إلى فئتين، الأولى التي انتقدت تصريحاته، وسنتطرّق إليها في الفقرة التالية، أمّا القسم الآخر “الإبداعي” الذين شطحوا بعيدًا في خيالهِ وأحلام اليقظة، فقد آمنوا وقاموا بتفنيد المقابلة، مدّعين أنّ الذي ظهر هو شبيه نصر الله. الأمر الذي أضحك الإعلام الإسرائيلي،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ وأثار سخريتهم، مؤكدين “أنّ الذي ظهر هو نصر الله للأسف”، وهم يملكون هذه الخبرة في تحليل حركاته ولغة جسده بحذافيرها، كما اعتدنا ذلك، مضيفين أنّ الإعلام السعودي طمح لأن يكون الرجل الذي ظهر هو شبيه نصر الله.
بعض الصحفيين السّعوديين قالوا إنّه تم وضع ماكياج على وجه نصر الله، وتمّ تعديل صورته من خلال الفوتوشوب لإخفاء علامات الإعياء عنه،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ الأمر الذي جعل الإعلام الإسرائيلي يناقش هذا الأمر في القناة العاشرة بالسخريّة ونقد الإعلام السعودي الذي لا يتحمّل المسؤوليّة، مشيرين إلى أنّه ينبغي الاستماع إلى تصريحات قادة عرب بجديّة، والأخذ بهذه التصريحات بمنتهى الجديّة والقلق. وكلمة قادة نضعها بين مزدوجين، ونتساءل هل كل قائد عربي يثير قلق الآخرين عندما يتحدث، وهل كل قائد عربي يمكننا الاستماع له ولخطاباته.
لنتظاهر بالسذاجة قليلا، ونصدّق “اجتهادات” الإعلام السعودي، ولنسألهم من هذا الرجل الشبيه الذي ظهر في المقابلة، وأين اختفى سماحة السيّد برأيكم؟ اتحفونا بحلقة أخرى جديدة، ودعونا نستمتع بتحليلاتكم الفذّة، على أمل ألا يطوّل نصر الله غيابه، حتّى ترحمونا من التحليلات العبقريّة التي لا نقرأها أو نسمعها كلّ يوم، أو في أيّ مكان.
ينطبق على حال الإعلام السّعودي المثل القائل:” كاثوليكي أكثر من البابا”، فكما يبدو أنّ قناة “العربيّة” التابعة للسّعوديّة، يقلقها الشأن اللبناني أكثر من لبنان، ففي برنامجها “تفاعلكم” افتتحت مقدّمة البرنامج الحلقة بجملة “صمت دهرا ونطق كفرًا”، واصفة أنّ هذا هو حال خطاب السيّد نصر الله، على لسان المغرّدين. كما واستعانوا “ونعم الاستعانة!”، بتغريدة وزير خارجيّة البحرين خالد آل خليفة، الذي اتهم نصر الله بالإرهاب، ولديه خطّة لاحتلال الجليل، ولبنان يدفع الثمن، وإيران تدفع الثمن.
بعدها قامت مقدمة البرنامج، بالتحدث هاتفيًّا مع الإعلامي نديم قطيش، الذي طالما انتقد انصر الله وسياسة الحزب في برنامجه المعروف (dna)”قائلا “إنّ حزب الله يُعَقلن العمليّة العسكريّة والرّد العسكري على عمليّات اغتيال قادته، فهو يحاول رسم قواعد اشتباك جديدة”. ولنا أن نسأل هل الشأن السعودي الداخلي على ما يرام وهو أفضل بكثير من الشأن اللبناني، وهل تنعم المملكة بواحة من السعادة والكمال، ولا مشاكل لديها إلا التعليق على أوضاع دول أخرى وتصريحات قادة لا يحبّونهم وتقلقهم، وهل فعلا أنّ المملكة واحة السلام مع جيرانها، وواحة للديموقراطيّة الحقيقية، حتى تنتقد سياسة ونهج الآخر؟
*كاتبة فلسطينية