كيف وصلت الاسلحة الامريكية بأيدي القاعدة وداعش في اليمن؟

كشفت شبكة “سي ان ان” الأمريكية أن تحالف العدوان السعودي الاماراتي ينقل أسلحة أمريكية، زوّدته بها واشنطن، الى ارهابيي “القاعدة” و”داعش” في اليمن. ووصف رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي التصريحات الأمريكية بشأن تسليم السلاح لطرف ثالث بالفضيحة الاستخباراتية، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية الإمارات بنقل أسلحة غربية الى فصائل غير خاضعة للمساءلة ومتهمة بارتكاب جرائم حرب في اليمن.

كشف تحقيق مفصّل أجرته شبكة “سي إن إن” في اليمن وصول الأسلحة والعتاد العسكري الأمريكي إلى أيدي تنظيم القاعدة الارهابي بفضل حليفي الولايات المتحدة الرئيسيين – السعودية والإمارات – في الحرب على اليمن.

أسفر تحقيق “سي إن إن” الفاضح، عن نقل السعودية وشركائها في التحالف أسلحة أمريكية الصنع إلى مقاتلين مرتبطين بالقاعدة وميليشيات سلفية متشددة وفصائل أخرى تخوض الحرب في اليمن.

فقد استخدمت السعودية وشريكتها الرئيسية في الحرب، الإمارات، الأسلحة المصنّعة في الولايات المتحدة الأمريكية بمثابة عملة لشراء ولاءات الميلشيات أو القبائل، ودعم الجهات المسلحة المختارة، والتأثير على المشهد السياسي المعقد وذلك وفقًا للقادة المحليين على الأرض والمحللين الذين تحدثوا إلى “سي إن إن”.

من خلال تسليم هذه المعدات العسكرية إلى أطراف ثالثة، فإن التحالف الذي تقوده السعودية يخرق شروط مبيعات الأسلحة مع الولايات المتحدة الأمريكية وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية. وبعد أن عرضت “سي إن إن” نتائجها أعلاه، أكد مسؤول دفاعي أمريكي وجود تحقيق جار في هذه القضية، حسب قوله.

تثير هذه الاكتشافات أسئلة جديدة حول احتمالية فقدان الولايات المتحدة سيطرتها على حليف رئيسي يترأس واحدة من أكثر الحروب المروعة في العقد الماضي، وما إذا كانت السعودية مسؤولة بما فيه الكفاية ليُسمح لها بمواصلة شراء الأسلحة المتطورة والعتاد العسكري.ن وقد أثبتت تحقيقات “سي إن إن” السابقة استخدام أسلحة أمريكية الصنع في سلسلة من هجمات التحالف السعودي الاماراتي الفتاكة المتسببة بقتل عشرات المدنيين في اليمن، العديد منهم من الأطفال.

وتأتي هذه التطورات أيضًا في وقت ينظر فيه الكونغرس الغاضب من الرياض بشأن جريمة قتل خاشقجي في اكتوبر العام الماضي، فيما إذا كان سيفرض إنهاء دعم إدارة ترامب للتحالف السعودي المعتمد على الأسلحة الأمريكية في شن حربه.

أسلحة أمريكية للبيع في تعز

في أزقة منطقة تعز التاريخية وشوارعها الضيقة المتداعية، تقع متاجر الأسلحة بين محلات الثياب النسائية. أسواق الأسلحة غير قانونية في اليمن، لكن هذا لا يمنعها من العمل علنيًا في هذه المدينة الجبلية الكبيرة في جنوب غرب البلاد.

يصف التقرير المشهد هناك بوضوح، فمن جانب ترى العباءات والحجابات والفساتين الملونة معلقةً للبع، وفي الجانب الآخر المسدسات والقنابل اليدوية والبنادق الهجومية الأمريكية معروضة في ترتيبٍ خاص.

صورت كاميرات “سي إن إن” السريّة في تقريرها المذكور، تداولًا تجاريًا في أحد أسواق الأسلحة حيث وضعت الحلويات بين الذخيرة. سألت الشبكة أحد تجار الأسلحة: “هل لديك أسلحة أمريكية هنا؟”، ليجيبهم: “الأسلحة الأمريكية باهظة الثمن ومرغوبة”.

وفي ديسمبر /كانون الاول الماضي، ذكر محققون أن كثيراً من الأسلحة البريطانية والأميركية وجدت طريقها إلى ارهابيي “القاعدة” و”داعش”، فيما أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن النظام السعودي،مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ وفي انتهاك واضح للاتفاقيات التجارية، تسببت في وصول بعض الأسلحة المتطوّرة، التي تم شراؤها من الشركات الأوروبية والأمريكية، مثل العربات المدرعة ومنصات الصواريخ والعبوات الناسفة والبنادق المتطورة، إلى جماعات إرهابية.

وفي آب / اغسطس الماضي كشف تحقيق استقصائي لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن تحالف العدوان السعودي عقد اتفاقات سرية مع تنظيم “القاعدة” الإرهابي في اليمن، وخلص إلى أنه دفع أموالاً للتنظيم مقابل انسحاب إرهابييه من بعض المناطق في البلاد، فيما أكد موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي الشهر الماضي في تقرير له أن الولايات المتحدة وبريطانيا تقومان بدور رئيسي في العدوان على اليمن من خلال تحالفهما مع النظام السعودي وتقديمهما الدعم اللوجستي والعسكري له، وأن ادعاءات البعض في الولايات المتحدة بالسعي لإنهاء العدوان على اليمن هي نوع من التظاهر السياسي لا أكثر.

العفو الدولية تفضح الإمارات

في إطار تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية اتهمت الاخيرة الإمارات بتقديم أسلحة لفصائل يمنية يشتبه بارتكابها جرائم حرب. ونشرت المنظمة غير الحكومية تحقيقا تقول إنه يظهر كيف أصبحت الإمارات قناة رئيسية لتوزيع العربات المدرعة وأنظمة الهاون بالإضافة إلى البنادق والمسدسات، مشيرة إلى أنه “يتم تقديمها بطرق غير مشروعة إلى ميليشيات مسلحة غير خاضعة للمساءلة متهمة بارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة”.

ونقل بيان عن الباحث في شؤون الحد من الأسلحة وحقوق الإنسان في المنظمة باتريك ويلكين قوله “بينما كان من الصواب انتقاد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية لتزويدها قوات التحالف بالأسلحة، فإن هناك خطرا محدقا بدأ بالظهور”.

وتابع “سرعان ما أصبح اليمن ملاذا آمنا للميليشيات المدعومة من الإمارات والتي لا يمكن محاسبتها”. وبحسب ويليكين فإن “القوات الإماراتية تحصل على أسلحة بمليارات الدولارات من الدول الغربية وغيرها من أجل تحويلها إلى الميليشيات في اليمن التي لا تخضع للمحاسبة ومعروفة بارتكابها جرائم حرب”.

وأشار البيان إلى أن الجماعات التي تتلقى الأسلحة تشمل “ألوية العمالقة” و”الحزام الأمني” و”قوات النخبة” الشبوانية.

وأوضحت العفو الدولية أن بعض هذه الفصائل متهمة بارتكاب جرائم حرب خاصة خلال الحملة العسكرية ضد مدينة الحديدة غرب اليمن، وفي شبكة “السجون السرية” التي تدعمها الإمارات جنوب اليمن أو في حالات تعذيب.

ومن بين الدول التي تزود الإمارات بالأسلحة أستراليا وبلجيكا والبرازيل وبلغاريا والتشيك وفرنسا وألمانيا وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

فضيحة استخباراتية امريكية

واصدر ‎رئيس اللجنة الثورية العليا اليمنية “محمد علي الحوثي” بياناً بشأن إعلان القيادة العسكرية الأمريكية عن وصول أسلحة أمريكية للميليشيات المسلحة عن طريق السعودية والإمارات، مشيراً الى ان تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن تسليم السلاح لطرف ثالث لا يعفيها من مسؤوليتها في قتل اليمنيين.

ووصف رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن التصريحات الأميركية بشأن تسليم السلاح لطرف ثالث بالفضيحة الاستخباراتية.

واكد محمد علي الحوثي أن تسليم أمريكا السلاح بدون قيود، يُسقط حقها في الرقابة على الدول المصنعة للسلاح، موضحاً ان الدلائل كثيرة على انتهاك القانون الإنساني والدولي، وصرّحت الأمم المتحدة بالبعض منها، وحدّدتها بخمسة آلاف انتهاك.

واشار الحوثي الى ان تصريح القيادة العسكرية الأمريكية عن السلاح الأمريكي غير مقنع، كونها أعلنت رسميا مشاركتها في العدوان على اليمن، واعلانها عن وصول جميع الأسلحة في اليمن إلى أطراف أخرى أمرٌ غير جديد عليها.

وشدد الحوثي على ان العالم أجمع يدرك الموقف الأمريكي الواضح الرافض لإيقاف الحرب، والداعم لاستمرارها، وان القيادة الأمريكية تدلل بإعلانها هذا على أنها فقط تخفف وقع الصدمة على المثقف الأمريكي الرافض للحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى