شبكات الجيل الخامس.. التقنيَّة التي ستغيّر وجه العالم…
مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ
تُعدُّ شبكات الجيل الخامس “5G” أحد أبرز التوجهات التقنية لعام 2019، إذ سيتم إطلاق المرحلة الأولى لها بشكل رسمي خلال هذا العام في بعض المناطق ثم ستصبح متوفرة لجميع المستخدمين خلال العام 2020، ويصفها الكثيرون بأنها التقنية التي ستغير العالم حيث ستصبح في ما بعد بمثل أهمية الكهرباء أو السيارات وستشهد السنوات القادمة تطورات هائلة بسببها في جميع أنحاء العالم.
كما أنَّ دمجها في حياتنا وعملنا سيؤثر في الاقتصاد العالمي وستستفيد منه مجتمعات بأكملها، ويرجع السبب في ذلك إلى أنَّ شبكات الجيل الخامس 5G ستقدم مجموعة كبيرة من التقنيات التي ستعزز ارتباط الأفراد ببعضهم البعض، كما ستسهل وصولهم للمعلومات بسرعات عالية جدًا.
فرقٌ واضحٌ
في وقت سابق من هذا العام لاحظ بعض عملاء شركة الاتصالات الأميركية AT & T وجود ظاهرة غريبة بهواتفهم، وهي ظهور رمز “5GE” في الزاوية العلوية اليسرى بشاشة هواتفهم الذكية، ويشير ذلك ظاهريًا إلى أنَّ هواتفهم بدأت تدعم الجيل الخامس 5G، كما أعلنت سامسونغ الأسبوع الفائت أنها ستطلق قريبًا هاتفًا متوافقًا مع الجيل الخامس، في حين أن شبكات الجيل الخامس الفعلية ما زالت بعيدة عن متناول المستهلك العادي وما زالت في المراحل الأولى.
اتضح بعد ذلك أن شركة AT & T كانت تفعل ذلك كحيلة تسويقية لإقناع العملاء بأنهم يحققون تقدمًا سريعًا، في حين يعني رمز 5GE الفعلي أن الهاتف يستخدم تقنية 4G LTE المتقدمة، والتي تتوفر على مشغلات أخرى وهي أبطأ من سرعات 5G
الحقيقية.كما أن شركات الاتصالات تخطط أنْ تطلق على 5G الفعلية اسم 5G + وليس 5GE، وبناءً على ذلك بدأت شركة Sprint في مقاضاة شركة AT & T بدعوى أن ذلك يمثل إعلانًا خادعًا للمستخدمين.على الجانب الآخر من التسمية التي ستكون مخصصة للجيل الخامس وهل ستكون 5G + أم 5GE ما زال هناك الكثير من الالتباس حول ما تعنيه الحروف، والخطوط، والرموز الأخرى على هاتفك. ويقول الخبراء إن تفسيرها قد يصبح أكثر تعقيدًا مع طرح 5G خلال السنوات القادمة، ولكن هذا ليس خطأ شركات الاتصالات بالكامل، إذ إنه من الممكن أنْ تؤثر العديد من العوامل في الإشارة اللاسلكية للهاتف، والتي يصعب نقلها مع بعض الأحرف والرموز في أعلى الشاشة.
رموز على الهاتف
تشير رموز مثل 3G و 4G و LTE إلى الأجيال اللاحقة من التقنيات اللاسلكية التي بدأت بعد ظهور شبكات 1G في أواخر السبعينيات. وفي معظم أنحاء العالم يكون الرمزان LTE و 4G مترادفين – أي يشيران إلى نفس مجموعة التقنيات التي ظهرت قبل عقد من الزمن تقريباً – والتي توفر سرعات أسرع بعشر مرات من الجيل الثالث. ولكن في الولايات المتحدة ، يتوافق الجيل الرابع مع تقنية HSPA + ، التي لا تزال من الناحية التقنية ضمن ابتكارات الجيل الثالث.
يقول بريندان غيل Brendan Gill الرئيس التنفيذي لشركة OpenSignal: ” “التمييز بين 4G و LTE هو أميركي بحت، حيث لا يوجد فرق بينهما في أي بلد آخر”.
وتعدُّ هذه الاختلافات الإقليميَّة جزئيَّة، لأنه في حين أن منظمات مثل الاتحاد الدولي للاتصالات ITU ومشروع شراكة الجيل الثالث (3GPP) تساعد في تحديد المعايير، فإنها لا تنظم كيفية استخدام العلامات مثل 4G.
وقد قال فرناندو نيدا Fernando Neda المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الدولي للاتصالات: “بصفتنا منظمة فنية لا يكون للاتحاد الدولي للاتصالات سلطة للتدخل في القضايا الداخلية للدول الأعضاء أو في الأمور التي تخص شركات الاتصالات الخاصة، بما في ذلك طريقة وضع العلامات التي تُشير إلى تقنية الاتصال لأغراض التسويق”.
H+
تُعد H+ أفضل من شبكة الجيل الثالث القديمة، ولكنها لا تلبي المعيار التقني الحقيقي للجيل الرابع، ولهذا السبب قد تلاحظ سرعات تنزيل أبطأ على شبكة 4G الأميركية مقارنةً بشبكة LTE. وقد تفشل أيضًا في اكتشاف أي فرق بين شبكة 4G في الولايات المتحدة وما يطلق عليه شبكة الجيل الثالث في الخارج. باختصار يمكن اعتبار H+ كـ 3.5G ، وليس جيلًا جديدًا تمامًا.تقوم AT & T بشيء مماثل مع خدمة 5GE الخاصة بها، منذ أن تم طرح LTE – هذا هو الجيل الرابع وهو اختصار لـ “Long Term Evolution” – لأول مرة قامت شركات الاتصالات بإضافة عدد من التحسينات لجعل خدماتها اللاسلكية أسرع وأكثر سلاسة. يستغرق تنزيل التطبيقات ومشاهدة مقاطع الفيديو عالية الدقة وقتًا أقل بكثير مما كان يستغرقه قبل عامين فقط.
ولكن هذا الأمر ينطبق على شركة AT & T أو أي شركة اتصال أخرى، حيث لم يتم بعد إنشاء شبكة تلبي معايير الجيل الخامس التي وافقت عليها المنظمات الفنية، كما أن خدمة 5GE التي تقدمها شركة AT & T لا تستخدم الموجات المليمترية عالية التردد، وهي نطاق الطيف الترددي المصاحب لتقنية 5G.
الدور الذي تلعبه الأجهزة
يمكن أن يؤثر نوع الهاتف الذي تستخدمه بالإضافة إلى شريحة الهاتف المحمول الموجودة به في جودة الخدمة اللاسلكية.
يقول مايكل ذيلاندر Michael Thelander رئيس مجموعة Signals Research: “هناك اختلافات كبيرة بين الأجهزة، إذ إنَّ أحدث الهواتف الذكية تميل إلى أنْ تأتي مع هوائيات Antennas وأجهزة مودم أكثر تقدمًا، كما أنَّ بعض الطرازات – التي تدعم العديد من الميزات الخيالية مثل البطاريات ذات الحجم الأكبر والكاميرات الأقوى – تتنازل عندما يتعلق الأمر بأداء الإشارة”.
في الوقت نفسه وجدت شركة OpenSignal – المتخصصة في تقييم شبكات الاتصال – أن أحدث طرازات iPhone تتمتع بسرعة تنزيل أسرع من سابقاتها، ولكن إذا كانت التغطية الممتازة هي الأولوية الرئيسة لديك، فأنت لست بحاجة ضرورية إلى الهاتف الذكي الأكثر تطوراً.