هل ستدفع دول الخليج ثمنا باهظا لتآمرها مع ترامب ونتن ياهو ضد إيران؟

مرصد طه الإخباري

 

كاظم ناصر

بصلافته وعدائه المكشوف للجمهورية الإسلامية الإيرانية والعرب والمسلمين، صنّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني ” منظّمة إرهابيّة “، وطالب دول العالم بتأييده في محاولاته محاصرة وزيادة الضغط على إيران التي تدّعي أمريكا وإسرائيل ومعظم القادة العرب كذبا ونفاقا بأنها ” دولة إرهاب مارقة ” تهدّد الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل جادّة من أجل زعزعت استقرارها واسقاط نظامها!

 

خطوة ترامب جاءت بناء على طلب نتنياهو الذي قال علنا لقد نفذ الرئيس الأمريكي ” ما طلبته ” منه؛ ليس مستغربا أن ينفّذ ترامب طلبات نتنياهو فالرجل حريص جدا على إرضاء إسرائيل وتنفيذ طلباتها، وهو ونتنياهو يعتبران إيران عدوتهما الأولى لأنهما يعتقدان أنها إذا تركت وشأنها، ونجحت في تطوير صناعاتها واقتصادها، فإنها ستشكل خطرا كبيرا على حكّام الدول الخليجية ومصالح أمريكا وقواعدها في المنطقة، وتهدد وجود إسرائيل، وقد تعيد الأمل لعالم إسلامي أنهكته الانقسامات والحروب والمؤامرات.

 

وليس غريبا أيضا أن معظم الدول العربية أيّدت قرار ، وإن دولا خليجيّة كالمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، والامارات العربية المتحدة باركته ودعمته علنا؛ فقد أشاد به وزير خارجية البحرين، وأعلن وزير الاعلام السعودي أن مجلس وزراء بلاده ” رحب بقرار تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني، منظمة إرهابية، واعتبره خطوة جادة في جهود مكافحة الإرهاب، ويترجم مطالبات المملكة المتكرّرة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للإرهاب المدعوم من إيران، وضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما بالتصدي للدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين.”

 

الولايات المتحدة وبعض الدول العربية والخليجية تتآمر على إيران وتدّعي بأنها دولة إرهاب تهدّد أمن المنطقة ” والأمن والسلم الدوليين “؛ وتتجاهل في نفس الوقت جرائم وعنصرية إسرائيل التي تحتل فلسطين والجولان، وتخطّط لاحتلال وطننا العربي؛ وللأسف فإن معظم الحكام العرب يعتبرون إسرائيل دولة صديقة يمكن الثقة بها والتحالف معها لأن في ذلك ” مصلحة عربية!؟ ” أي جنون هذا؟ هل يتصور هؤلاء الحكام ان الشعب العربي الأبي يصدّق هذه الأكاذيب المكشوفة؟ الشعب العربي ما زال يعتبر إسرائيل عدوته الأولى ويرفض التطبيع معها والانبطاح لها بعد 40 عاما من توقيع اتفاقية السلام مع مصر؛ و 35 من توقيعها مع الأردن! ماذا يعني هذا لحكامنا الخانعين للإرادة الأمريكية والمتصهينين والمهرولين إلى واشنطن وتل أبيب؟ ولماذا لا يعترفون بالحقيقة وهي أن الشعب العربي يرفض انهزامهم وسلامهم وأنهم لا يمثلون إرادة شعبنا المهان المقهور بسبب سياساتهم ومؤامراتهم؟

 

الدول العربية، وخاصة الخليجية منها التي تبث هذه الأكاذيب عن إيران في صفوف الأمة، وتؤيد نوايا ترامب ونتنياهو العدوانية ضدّها ترتكب خطئا فادحا ستندم عليه ندما شديدا؛ إذا ارتكبت أمريكا وإسرائيل حماقة كبرىّ واعتدت عسكريا على إيران، وسواء صمدت إيران ونجحت في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي المستمر عليها، أو فشلت وتمكنت أمريكا وإسرائيل من تغيير نظامها؛ فإن دول الخليج ستكون الخاسر الأكبر.

 

إذا نجحت إيران في الصمود في وجه العدوان الأمريكي، وهذا ما نتوقعه، فإنها ستتحول إلى قوة كبيرة في المنطقة وتلعب دورا محوريا في زعزعت استقرار الأنظمة الخليجية الهشة التي شاركت في التآمر والعدوان عليها، وفي حالة فشل إيران واسقاط نظامها، فإن النظام الذي سيخلفها سيكون نظاما معاديا لدول الخليج وللعرب عموما، ومتحالفا مع أمريكا وإسرائيل، ويعمل وينسق معهما للسيطرة على المنطقة، والتخلص من الحكام الخليجيين الذين انتهى دورهم وحان وقت استبدالهم بوجوه عميلة جديدة!

 

الشعب الإيراني معروف بحيويته ورفضه للظلم والظالمين، وقام بأربع ثورات شعبية ما بين أعوام 1900- 1979، ولن يستسلم للإرادة الأمريكية الصهيونية، والأشهر القادمة قد تحمل الكثير من المفاجآت التي ستدهش العالم!؟

اشترك معنا في مٌرَصّدِ طُِه الُإٌخبّارَيَ على التليغرام

https://telegram.me/TahaNews

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى