مسؤول سعودي سابق يكشف: حوادث التحرش واغتصاب النساء والأطفال في فنادق مكة المكرمة بالآلاف وهكذا يجري التغطية عليها.
فجر المعارض السعودي المقيم بكندا محمد العتيبي، مفاجأة من العيار الثقيل وكشف عن فضيحة جديدة تخص فنادق مكة المكرمة وما يجري فيها من حوادث تحرش واغتصاب للنساء والأطفال.
وروى “العتيبي” في سلسلة تغريدات له على حسابه بتويتر، تجارب من متابعة شخصية بسبب موقعه السابق في وظيفة أهلته لمعرفة نشاطات الفنادق الفخمة المحيطة بالحرم حسب قوله.
وقال المعارض السعودي:”مما يحزن القلب أن تتحول مكة المكرمة البلد الذي يفترض أن يكون غاية الأمن وقمة الروحانية إلى مرتع للتحرش والاعتداء على الأعراض بمباركة وحماية الأجهزة الأمنية إما بسبب محسوبية وعلاقات أو بسبب دفن القضايا حتى يزورون الأرقام ويرفعون نسبة الأمان”:
و تابع العتيبي قائلاً:”من خلال تجربتي الشخصية في مكة المكرمة وعملي في مكان حساس لدى فنادق ACCOR التابعة للمنطقة المركزية للحرم أمنيا تصلني كل القضايا الأمنية التي تحصل في هذه الفنادق، كما استطعت من خلال عملي بناء علاقات مع الأجهزة الأمنية ومن ثم التعرف على ما يجري في المنطقة المركزية”.
و عبر العتيبي عن ذهوله مما يجري في الأرض المباركة من حوادث لا يفترض ان لها مكاناً في أرض القداسة والروحانية قائلاً : لا تدري هل يصيبك الإحباط من كمية الفساد المستشري؟ أو من توفر المخدرات؟ أو من الجرأة على الأعراض بسبب الأمان من العقوبة والمحسوبية؟ ولقد كان هذا أحد أسباب مغادرتي البلد حين أيقنت أن لا حل لهذه المشاكل ما دام النظام هيأ أسبابها وساعد على انتشارها ويمنع عقوبة فاعلها”.
و لفت المعارض العتيبي إلى أن الأرقام الحقيقية مخيفة مع أنها غير موثقة رسميا لعدة أسباب أولا الشرطة لا تسجل إلا الحالات التي لا مجال لدفنها حتى تحسن سمعتها وثانيا يتدخل الضباط لإقفال ملفات مجرمين بالواسطة وثالثا لأن كثيرا من الضحايا يخشون الفضيحة ورابعا من المعتمرين لا يعرفون طريقة الشكوى ويستغل المسؤول جهلهم.
ووما يثير القلق والإحباط قال العتيبي متابعاً أن الجهات الأمنية لها صلاحية تزوير الحقائق والتلاعب بالقضايا، فالاغتصاب يصبح تحرش والتحرش يصبح سوء فهم، كما لهم حق تفسير الإجراءات كما يشتهون، فمثلا يرفضون استلام البلاغ إلا من الضحية ويمارسون دور النيابة والقضاء ويهددون الضحايا ويبتزونهم بلا رقيب ولا حسيب”.
و أشار العتيبي موضحاً أن من رجال الأمن والضباط من لا يرضى عن هذه التصرفات و لكن المشكلة متجذرة في النظام نفسه الذي لا يوفر رقابة كافية على من يريد التلاعب بالاجراءات ويستغل وظيفته لحماية المجرمين أو لاستغلال الضحايا أو لتزوير الأرقام.
و اَضاف: “ليس بين يدي إحصاءات لأننا ممنوعون من الاطلاع عليها لكن إذا كان ما يجري في الفنادق فقط حسب معرفتي من تحرش واغتصاب واعتدا على النساء والأطفال رقم مخيف فكيف بما يجري خارجها خاصة أن مرتادي الفنادق يعلمون أنها مليئة بالكاميرات وحراس الأمن فإذا كان لا يبالي في الفنادق فماذا يفعل خارجها”.
ومن متابعاته ومما اطلع عليه من جرائم قال العتيبي:” وسأروي لكم حالة تجسد هذه المصيبة لدي تفاصيلها كاملة واسم الضحية والمعتدي والضباط ولدي تسجيلات الفيديو والمحاضر وهي قصة فتاة اعتدي عليها في أحد المصاعد في فندق بتارخ ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨ وتم دفن القضية بسبب الواسطات مما دفع المجرم لتكرار جريمته مع فتاة أخرى بعد ذلك والتفاصيل كالتالي: وصلني خبر بالتاريخ المذكور في فندق … عن فتاة منهارة ومرتعبة وفهمت منها أنها تعرضت للتهديد إن تكلمت أن ينتقم منها شخص حاول الاعتداء عليها وحين طمأنتها أخبرتني أنه حاول أغتصابها في المصعد وحين فتح الباب هربت واستنجدت بالموجودين وتوسلت إلي أن لا أعمل شيئا حتى لا ينتقم منها.
وتابع:”طمأنتها بأنها لن يصلها سوء واتصلت بالشرطة فورا وتمكنت من ضبط المعتدي الذي أنكر فعلته فأطلعته على تسجيل الفيديو فاعترف بحضور الشرطة ثم أُخذ لمركز الشرطة وكان كل اعتقادي أنه سيسجل اعترافه ويعرض على المحكمة للعقوبة لوجود تسجيل الفيديو وشهود العيان يعني متلبس تماما بالجريمة”.
وأضاف:”حضرت للمركز للإفادة فإذا بالشرطة يقولون ما لك شغل والواجب البنت تأتي بنفسها وتشتكي وإلا سنقفل الملف، قلت البنت في حالة ذعر وخوف وتخشى أهلها يسيؤون الفهم وانتم لديكم الأدلة قالوا لا يحق لك الشكوى، قلت لا تعتبروني شاكي اعتبروني مبلغ، قال خلاص بلغت وانصرف قلت وثقوا قالوا ما لك شغل”.
و تابع موضحاً: “خلال حديثي معهم صارحني أحدهم قال اخو المعتدي زميل لنا ، هكذا بصراحة، اذاً ماذا عن الفتاة ! وكنت استمع لاتصالات من أقارب المعتدي يرد عليهم الضابط لا تخافون راح نضبّطه واطمئنوا، ثم حين أصريت على البقاء وصلتني اتصالات تضغط علي سحب الشكوى فقمت انا بمحاولة تحويلها للنيابة فلم أنجح”.
و أضاف: وحين أيست من الشرطة لجأت للشؤون الاجتماعية فرفضوا التدخل مطلقا ما دامت بيد الشرطة وعلمت بعدها أن الشخص أطلق سراحه واعتدى على امرأة أخرى في مكان خارج ميدان نفوذي وأتوقع أنه في المرة الثانية لم يتعرض لاعتقال فضلا عن أن يطلق سراحه”.
و ختم العتيبي سلسلة تغريداته قائلاً:”هذه واحدة فقط من مئات وآلاف حالات الاغتصاب التي تجري في البلد الحرام بسبب أن الأمن موجه لأمن الدولة “السلطة” واما أمن الشعب والحجاج والمعتمرين فقضية ثانوية. وأكرر أنني لا أعمم فالضباط فيهم خيرون لكن ما الفائدة إذا كان (السيستم خربان)”.