ايران تنتصر مرة أخرى… متى يتعلم العرب فن الانتصار

مرصد طه الأخباري : فسواء سلمنا بأن الصواريخ انطلقت من ايران او لم نسلم بذلك ، حيث ان ايران تطالب امام أي ادعاء بضلوعها في هجوم أرامكو بالحجج والبراهين ، بينما تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة السعودية بالاتهامات العشوائية غير المدعمة بالأدلة والحجج رغم ما تمتلكه واشنطن من أقمار اصطناعية ، وتجهيزات عسكرية جد متطورة ، الا انها عجزت عن اثبات مصدر الصواريخ الحقيقي ، كما انها عجزت عن رصدها والتصدي لها .

خالد الصلعي

وما يزيد من غرابة الحدث ان الرئيس الايراني حسن روحاني كان نجم اللقاء الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث سارع اليه كبار قادة العالم لأخذ صورة تذكارية معه ، رغم انهم جميعهم يتهمون ايران بالضلوع في حادثة أرامكو . ما يطرح أكثر من سؤال .

والملاحظة الأهم أن أسعار البترول لم ترتفع بالحدة التي تتأثر بها اقتصادات الكثير من الدول ، بل انها لم تتجاوز سقف السبعين دولارا . رغم أن االسعودية فقدت نصف انتاجها من هذه المادة الحيوية . ، وهو ملاحظة جديرة بالانتباه . ما يؤشر أن امدادات النفط لم تعد تعتمد على نفط السعودية ، بل ان الولايات المتحدة الأمريكية أمنت لنفسها حاجاتها النفطية ذاتيا ، كما يثبت ذلك أن السوق السوداء لهذه المادة تشتغل بطريقة جد سلسة . مع اضافة أن دولا أخرى بامكانها توفير النقص الناتج عن ضرب جزء هام من مجمع أرامكو .

وكأن السحر انقلب على الساحر ، فالمملكة السعودية التي طمأنت العالم مع اشتداد الحصار على ايران ، بتعويض حصة هذه الأخيرة ، أصبحت تشتري من العراق جزءا هاما من انتاجه النفطي للايفاء بتعاقداتها مع عملائها .

ويقدر الخبراء خسائر المملكة السعودية جراء النقص الكبير في منتوجها النفطي بأكثر من ثلاثمائة مليار ، وهو ما يضيف اشكالا حادا الى الأزمات الكبرى التي تمر منها المملكة السعودية في السنين الأخيرة من عجز في الميزانية ، وتقلص دخل البترول بانخفاض سعره ، والأموال الضخمة المرصودة لشراء الأسلحة ، وابتزازات ترامب المخجلة . ما يضعنا أمام الصورة الكاملة للصعوبات المالية التي تمر منها المملكة السعودية . وما زاد الطين بلة تورطها البشع في اغتيال الصحفي خاشقجي وتبعاته الأخلاقية والسياسية ، وانسحاب الكثير من الشركات العالمية من مشروع نيوم الذي كان يعول عليه محمد بنسلمان لتغيير وضع بلاده .

لكن ضربة أرامكو كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث انتدبت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس الباكستاني عمران خان بضغط من المملكة السعودية لاصلاح ذات البين بين الخصم اللدود ، والتقريب بين الأعادء الشرسين .

وبعد الاستعراض الدعائي للحوثيين لعملية اعتقالهم لثلاثة ألوية تابعة للمملكة السعودية ، من بينهم جنود سعوديون ، شعر آل سعود ان الضربات الحوثية/الايرانية لن تقف عند هذا الحد . بل ان ضربة أخرى لأي هدف استراتيجي آخر سيزيد من اضعاف تشويه سمعة السعودية ، وهي المشتري الثالث للأسلحة عالميا ، وأكبر اقتصاد عربي وأثراه .

فلم يكن بد من خفض حدة صوت قادة المملكة السعودية ، وارسال الرسا ئل المشفرة والمباشرة لايران وللحوثيين ، ورفضهم المس عسكريا بايران ، وتفضيلهم للحل السياسي ، وهو انقلاب تام للموقف السعودي الذي لم تتخل عنه منذ سنوات ضد ايران .

بل انها باركت دعوة الحوثيين الى تهدئة وقابلتها بتهدئة جزيئة رفضها الحوثيون . في حين تشير مجموعة من وسائل الاعلام الدولية الى مفاوضات سرية بين السعودية والحوثيين من جانب وبين السعودية وايران من جانب آخر .

ويبدو أن لولايات المتحدة الأمريكية تتلاعب بحكام السعودية وتبتزهم الى آخر ريال كما وعد ترامب ، اذ لا يعقل ان كل تلك الأجهزة المتطورة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية بدءا بمججموعة ضخمة من الأقمار الصناعية المرصودة تجاه ايران وجميع المنطقة لم تلتقط مصدر انطلاق الصواريخ . أو ان تكنولوجيا ايران أكثر تفوقا في هذا الميدان . كما ان الجيل الثالث لمنظومات باتريوت يعتبر متخلفا ، وهو ما يفرض على السعودية شراء الجيل الرابع .

يبدو أن المملكة السعودية قد استفاقت أخيرا بعد خسائر هائلة ، وتراجعات كبرى ، واستنزاف خطير للطاقات والجنود والسمعة والمكانة .

فمتى يستفيق العرب الاستفاقة الحقيقية ؟؟؟. وها نحن امام توغل تركي في أرض سورية عربية .

المصدر : مرصد طه الأخباري +الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى